الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٦٦/ذي الحجة/ ١٤٣٥هـ » شرح دعاء الندبة/ الحلقة السادسة والعشرون
العدد: ٦٦/ذي الحجة/ ١٤٣٥ه

المقالات شرح دعاء الندبة/ الحلقة السادسة والعشرون

القسم القسم: العدد: ٦٦/ذي الحجة/ ١٤٣٥هـ الشخص الكاتب: هيئة التحرير التاريخ التاريخ: ٢٠١٤/١٠/٠٨ المشاهدات المشاهدات: ٧٤٢٨ التعليقات التعليقات: ٠

شرح دعاء الندبة/ الحلقة السادسة والعشرون

هيئة التحرير

ما زال الحديث متواصلاً وشرح فقرات هذا الدعاء الشريف، دعاء الندبة، وقد وصل بنا الحديث إلى شرح الفقرة التالية:
(فَعَلَى الاَْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَاِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ).
في هذه الفقرة المباركة من الدعاء نجد أنّ هذا الأسلوب الدعائي بعد أنْ بيّن من خلال الفقرات المتقدمة الحقائق الملكوتية لأهل البيت عليه السلام والصفات التي يتمتّعون بها ومقامهم السامي، والذي ينبغي أنْ يحفظ في الأرض كما هو محفوظ في السماء، نجد أنّ الدعاء يبيّن حالة أُخرى وهي أشبه بالممارسة العملية من الداعي، والتي يطلب فيها من المؤمنين بعد أنْ يخاطب نفسه بكلمات هذا الدعاء أنّ من وقع عليهم الظلم والقتل والسبي والاقصاء على ما تحدّث به الدعاء وشرحناه سابقاً، ينبغي أنْ تكون الحالة التي يتلبسها الداعي والتي يسمعها الداعون الآخرون من المؤمنين بعد أنْ طرقت اسماعهم الالوان المختلفة من الآلام والعذابات التي مرت على اهل البيت عليه السلام ينبغي ان تكون حالتهم العملية وسلوكه الجوارحي هو ما يأتي من فقرات الدعاء التي سنسلّط الضوء عليها في هذه الحلقة والحلقات القادمة، وهنا مجموعة من النكات التي ينبغي أنْ يلتفت إليها وأنْ لا تغفل، فابتداء الدعاء بطلب الممارسة العملية من الداعين بصفة الأطايب لأهل البيت عليه السلام فيها تبعيض لأهل البيت عليه السلام، فلم يقل الدعاء (فعلى الأطايب أهل البيت عليه السلام)، بل قال: (فعلى الأطايب من أهل البيت عليه السلام) وكأنّه يشير الى أنّ من يتلبّس بهذه الصفة العالية من السلوك السوي والاستقامة هم ليس كل من انتسب الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلى أمير المؤمنين عليه السلام، بل بعضهم، وهذا التبعيض المقرون بكونهم الأطايب، ولعلّ الذي يراد من الطيّب في هذا السياق هو المتحلّي بصفات الكمال المنزّه عمّا يشينه، والممارس لهذه الصفات عملياً، فضلاً عمّا هو أبعد من ذلك بأن يكون نبته طيباً وطاهراً، ولعلّه إشارة إلى العصمة وآية إذهاب الرجس، ولذلك عطف المقطع الندبي المبارك أنّ الاطايب من أهل البيت عليه السلام كما هم من محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن طريق فاطمة عليها السلام، هم من علي عن طريق فاطمة، لذلك قال من أهل بيت محمد وعلي عليه السلام.
فبعد أنْ ذكّرنا الدعاء بالأطايب من اهل البيت عليه السلام وقرأ لنا ما مرّ عليهم جاء دور ما ينتظره منّا ويطلبه ممارسة عملية لتلك التصرفات المشينة التي وقعت على هؤلاء الأطايب وبدأ بالبكاء الذي هو أول الممارسات العملية الرافضة لتلك التصرفات والمخالفات التي وقعت على أهل البيت عليه السلام، وانتقل طالباً من المؤمنين التّرقي في الممارسات حزناً ووجداً وتألماً وتأثراً على ما جرى على أهل البيت عليه السلام، فانتقل الى الحالة الأُخرى وهي حالة الندب، والتي طلب أن تكون جماعية كما في البكاء وغيره مما سيأتي، والندب بعد البكاء هو أنني أدعو أهل البيت عليه السلام أن يأتوني ويشاهدوا ما أنا فيه من بكاء ووجد عليهم، إذ الندب في اللغة هو دعوة المندوب مسارعاً إلى النادب وحاثّاً له على مشاهدة ما هو فيه من حالة.
وكأن الدعاء يريد أنْ يبكي أهل البيت عليه السلام على الباكي عليهم، وما أرقاها من حالة، وما أعظمها أن تكون محلاً لنظر الإمام الرؤوف، باكياً على ما جرى عليه، وطالباً منه أن يبكي على حالك بندبك إيّاه لأنّ الرؤوف اذا رآك على هذه الحالة جزماً سيبكيك، فهو بكاء لأجل البكاء.
ولعلّ الدعاء سمّي بالندبة لهذا المقطع.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء