ظهور الإمام المهدي عليه السلام في أقوال الصحابة والتابعين
السيد أسد الله الهاشمي
لو غضضنا النظر عن القرن الذي نحن فيه , وعصر التضارب والتضاد والجدال والتمدّن _القرن الخامس عشر الهجري_ وبحثنا المسالة في عصر الرسالة, لرأينا أنّ مسالة المهدوية وظهور الإمام المهدي عليه السلام خلال القرون الأربعة عشر الماضية كانت مطروحة بين جميع المسلمين وكبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين وأتباع التابعين وباقي طبقات الرواة, منذ ذلك الزمن الى يومنا هذا, والروايات المتعلقة به جاءت بكل صفاته وشمائله وعلاماته, وقد جمعها كبار العلماء والمحدّثين الاسلاميين وألّف بعضهم كتبا مستقلة في هذا المجال.
إنّ كثيراً من الشخصيات العلمية والادبية والسياسية المعروفة أظهروا اعتقادهم وإيمانهم بهذه المسألة في أشعار وكتب وثّقوها في مناسبات عديدة , والقوا فيها خطابات سجلت في كتب التاريخ لتصل إلى الاجيال المقبلة.
وفي هذه المسالة توجد لدينا دلائل كثيرة جدا في كتب الحديث والتاريخ والتفسير واللغة والجغرافية والرجال والكلام, وحتى الشعر والأدب العربي والفارسي, وهذه دلالة على أصالة المهدوية وحقيقة هذا الإعتقاد الإسلامي الكبير, وإليك بعض ما جاء منها.
- عن ابن عباس قال: (إنّي لأرجو أنْ لا يذهب الليل والنهار حتى يبعث الله منّا أهل البيت عليهم السلام من يقيم لهذه الأمة امرها, فتى شابا, لم تلبسه الفتن ولم يلبس الفتن ... فقيل له: أعجزت عنه شيوخكم وترجوه لشبابكم؟ قال: إنّ الله عز وجل يفعل ما يشاء).
وربّما يقال إنّ ابن عباس لم يقصد بكلامه الإمام المهدي عليه السلام بل قصد شخصاً آخر غيره, ولكنّ الروايات الصريحة المنقولة عنه تكراراً تكشف عن أنّ مراده الإمام المهدي عليه السلام.
- ويقول عبدالله بن عمر: (المهدي, الذي ينزل عليه عيسى بن مريم عليه السلام ويصلّي خلفه عيسى).
- ويقول عثمان بن عفّان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إنّ الائمة عليهم السلام بعدي اثنا عشر, تسعة من صلب الحسين عليه السلام, ومنا مهدي هذه الامّة, ومن تمسّك من بعدي بهم فقد استمسك بحبل الله, ومن تخلّى منهم فقد تخلّى عن الله).
- ويقول حذيفة بن اليمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ويح هذه الأمّة من ملوك جبابرة كيف يقتلون ويطردون المسلمين ... فإذا أراد الله تبارك وتعالى أنْ يعيد الإسلام عزيزاً، قصم كل جبار عنيد _وهو القادر على ما يشاء_ وأصلح الأمّة بعد فسادها, ياحذيفة لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي يظهر الإسلام ولا يخلف وعده).
- وعن طاووس بن اليمان, قال:
(وددت لو أنّي لا أموت حتى أدرك زمان المهدي, يزاد المحسن في إحسانه, ويتاب على المسيء من إساءته, وهو يبذل المال, ويشتد على العمال, ويرحم المساكين).
- وعن ابن سيرين: (قد كان (المهدي عليه السلام) يفضّل على بعض الأنبياء عليهم السلام).
- وقال كعب الأحبار: (إنّي لأجد المهدي مكتوبا في أسفار الأنبياء, ما في حكمه ظلم ولا عنت).
وقال في موضع آخر: (إنّ القائم المهدي من نسل علي, أشبه الناس بعيسى بن مريم خلقا وخلقا وسيماء وهيئة, يعطيه الله جل وعز ما أعطى الأنبياء ويزيده ويفضله).
- قال صعصعة بن صوحان: (إنّ الذي يصلّي خلف عيسى بن مريم عليه السلام هو الثاني عشر من العترة, التاسع من ولد الحسين بن علي عليه السلام, وهو الشمس الطالعة من مغربها, يظهر عند الركن والمقام, فيطهّر الأرض, ويضع ميزان العدل, فلا يظلم أحد أحداً).
- ويقول زيد الشهيد: (بنا عرف الله, وبنا عُبد الله, ونحن السبيل إلى الله, ومنّا المصطفى والمرتضى, ومنّا يكون المهدي عليه السلام قائم هذه الأمّة ... وثم خروج قائمنا فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً).