سلسلة في حلقات/ الحلقة الثانية
ظاهرة الادعاء في القضية المهدوية
السيد احمد الاشكوري
عند حديثنا عن ظاهرة الادعاء في القضية المهدوية ذكرنا في الحلقة السابقة ان هذه القضية اقترنت بظاهرة خطيرة وهي الأدعياء, ولا غرابة في ذلك فإنَ ظاهرة النبوة هي الأخرى صحبت الأدعياء أيضاً.
وذكرنا أيضاً أن المهم في هذا الادعاء أن نلاحظ في ذلك امورا منها:
أولاً: طوائف المدعين.
(وسبق ذكره في الحلقة الأولى)
ثانياً: مناشيء الادعاء
مناشيء الادعاء: وهو أنَّ نقف على أسباب ومناشئ انحراف أرباب هذه الدعوى، والتي منها:
١ _ الأخذ ببعض الفكر وترك البعض الآخر: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ).
٢ _ الأخذ بالمتشابه من القرآن وترك محكمه: (فَأَمَّا الَّذينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ).
٣ _ الأخذ بالجزئيات من دون إرجاعها إلى كلّياتها مع عكوفهم على ذلك.
٤ _ الأخذ بالنصوص الشاذّة، أو النادرة، أو المعرَض عنها، أو المعارضة للمشهور.
٥_السطحيون والمثقّفون غير المتخصّصين، فيسعى مثل هؤلاء للخوض في أبحاث شائكة، وتخصّصية، كمن حفظ شيئاً وغابت عنه أشياءُ.
٦ _ عدم ضبط الثوابت والرجوع والارتكاز إليها، فيتحرَّكون في أفق المتغيّر بمعزَل عن الثابت.
٧ _ عدم تأسيس نظرية معرفية لمادة البحث، أو الخلط في المناهج المعرفية، كالاعتماد على المنامات، أو العلوم الغريبة، أو المكاشفات، وهذه على فرض صحَّتها كبروياً وصغروياً، وكونها حجّة في حقّ صاحبها، لا تصلح أن تكون حجّة له على الآخرين، لاسيّما لمن أراد إثبات دعواه بمثل هذه السُبُل فضلاً عن إثبات حقّانية نفسه بها.
وأنَّه حتَّى من يعتمد على مثل هذه الوسائل فهو يرى أنَّ منها ما هو من دسائس الشيطان، أو أضغاث أحلام، أو أوهام شيطان، ولو صحَّ له أن يعتمد على هذه الطرق فيلزمه قبول المتنافيين والمتكاذبين.
٨ _ الاعتماد على مبان فاسدة، كمسالك الصوفية، والعلوم الدخيلة على الإسلام.
فعن الإمام الهادي عليه السلام: (لا تلتفتوا إلى هؤلاء الخدّاعين فإنَّهم خلفاء الشيطان ومخرّبوا قواعد الدين،...، فقال له رجل من أصحابه: وإن كان معترفاً بحقوقكم؟ قال: فنظر إليه شبه المغضب وقال: (دع ذا عنك، من اعترف بحقوقنا لم يذهب في عقوقنا أمَا تدري أنَّهم أخس طوائف الصوفية والصوفية كلّهم مخالفونا وطريقتهم مغايرة لطريقتنا وإن هم إلاَّ نصارى أو مجوس هذه الأمّة أولئك الذين يجهدون في إطفاء نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون).
أما ثالثاً فهو موضوع حديثنا القادم.