متابعـــــــات شؤون المرجعية الدينية والحوزة العلمية
السيد الصافي: يطالب بمعالجة المشاكل التي تُضعف المؤسسة العسكرية والقضاء على مظاهر الفساد فيها
بدءاً اخواني وأخواتي نحمد الله تبارك وتعالى على سلامة الزائرين، ونتوجه نيابة عن الجميع بالشكر الجزيل لكل الاخوة الرسميين وغير الرسميين الذين بذلوا وسعهم من اجل الحفاظ على سلامة الزائرين وتوفير الاجواء المناسبة.. سواء كانت من جهة أمنية أم من جهة خدمية، ونسأله سبحانه وتعالى أنْ يُتمّ نعمه علينا دائماً، وأنْ يحفظ البلاد والعباد من شر الارهاب والارهابيين، وأنْ يجعل كيدهم في نحورهم، آمين رب العالمين.
فإنّ الانتصارات التي تحقّقت في بعض المناطق من قِبل الجيش العراقي والاخوة المتطوعين، لهي انتصارات كان ينتظرها الشعب العراقي الكريم مؤمّلاً بأبنائه البررة أنْ يكونوا دائماً في مواقع الانتصار، يدفعون عن العراق والعراقيين خطر الارهاب والارهابيين..
إنّ بعض المفاصل العسكرية والأمنية لم تُبن بطريقة مهنية وعلمية خلال الفترة السابقة، بسبب الخلافات السياسية من جهة، والقصور او التقصير من جهة اخرى، وقد تكون هناك اسباب اخرى تتعدى الحالات المذكورة، ومن أهم تلك الاسباب هو تفشّي الفساد المالي والاداري في بعض مفاصل هذه المؤسسة، مما فتح وفسح مجالا ً واسعاً لإضعافها، على اهميتها.. بل لعلّها المؤسسة الأهم، بالرغم من الموارد المالية الهائلة التي اُنفقت عليها وما زالت، فمن الواضح أنّ القوات العسكرية والأمنية هي المسؤولة بشكل مباشر عن حماية البلد من أي خطر خارجي او داخلي يمس أمن المواطنين، وهي المسؤولة عن الحفاظ على مؤسسات الدولة الاخرى، من ان يعبث بها العابثون بعيداً عن أي تأثير سياسي عليها، فكيف اذا كانت هذه المؤسسة غير بعيدة عن الفساد، وما الذي حصل .. نعتقد ان ما حصل من تدهور امني قبل اشهر هو الكفيل بالإجابة عن ذلك..
إنّ الموضوعية تقتضي أنْ يتسنم المواقع العسكرية المختلفة من يكون مهنياً ووطنياً ومخلصاً وحازماً وشجاعاً، لا يتأثر في اداء واجبه بالمؤثرات الشخصية او المادية..
إنّنا في الوقت الذي نشدّ على ايادي ابنائنا المخلصين وهم كثر في القوات المسلحة؛ نتمنى أنْ تعالج بعض المشاكل التي تُضعف هذه المؤسسة والقضاء على كل مظاهر الفساد وإنْ صغرت، فإنّ صغير الفساد كبير، وما الانتصارات الأخيرة إلاّ شاهد على امكانية هذه القوات البطلة أنْ تكون بمستوى المسؤولية في دحر الارهاب والارهابيين.. مصرّة على النصر النهائي بعون الله تعالى .. واثقة بنفسها .. مطمئنة بهدفها .. معتقدة بمشروعية ما تقوم به، وهو الدفاع عن العراق كل العراق..
موقع العتبة الحسينية المقدسة ٧/١١/٢٠١٤