وظائف المكلّفين في عصر الغيبة
السيد محمد علي الحلو
بالإضافة الى وظيفة الانتظار التي يجب أنْ يمتاز بها شيعة الإمام عليه السلام, فإنّ هناك وظائف أخرى تترتّب على المكلّف في عصر الغيبة، وهي في حقيقتها فرع الانتظار التكاملي أو الانتظار الإيجابي, وهذه الوظائف تعزّز ارتباط المكلف بالإمام عليه السلام، ويستشعر المكلّف معها وجوده عليه السلام, ومن أهم تلك الوظائف:
أولاً_ الدعاء للإمام عليه السلام
فمن خصوصيات الانتظار الصحيح أنْ يكون المنتظر دائم الدعاء للإمام عليه السلام،وذلك بعد كل فريضة أو في مظان استجابة الدعاء, وقد وردت عن الأئمة عليهم السلام نصوص من هذه الأدعية يقرأها المكلّف بعد كل صلاة يومية.
ثانياً- التصدّق عنه
فإنّ سلامة الإمام عليه السلام أهم ما يصبو إليها المكلّف، لأنّ سلامته سلامة الدين، فلا يمكن التفريط بها, والصدقة إحدى مناشئ ضمان سلامته عليه السلام, بل تؤكّد حالة التصدّق عنه عليه السلام مدى اهتمام المكلّف به وارتباطه معه وصلته به, وبذلك تثبت الصدقة صدق المكلف في تعاطيه مع الإمام عليه السلام، وكونه أعزّ من نفسه ومن أهله، وذلك حينما يقدّم الصدقة عنه عليه السلام على الصدقة عن نفسه وعن عياله.
ثالثاً_إهداء عمل الخير والثواب إليه
وذلك من خلال الحجّ عنه عليه السلام_ كما يفعله كثير من المؤمنين_ أو زيارة مراقد الأئمة عليهم السلام عنه, أو القيام بأي عمل خيري ينوي إهداء ثوابه إليه عليه السلام وبذلك سيحصل المكلّف على رضا الإمام عنه، فضلاً عن ثواب الحجّ أوالزيارة أو أعمال الخير دون أنْ ينقص منها شيء, ونظيره ما روي عن الإمام العسكري عليه السلام،قال داوود الصرمي: قلت له: إنّي زرت أباك وجعلت ذلك لك فقال عليه السلام:
لك بذلك من الله ثواب وأجر عظيم ومنّا المحمدة.
رابعاً_ الحرص على معرفة أخباره عليه السلام منذ ولادته الشريفة حتى ظهوره المبارك.
ويشمل ذلك تأريخ حياته وعصره وحيثيات غيبته حتى معرفة علامات ظهوره عليه السلام, ليتسنّى للمكلّف تكامل المعرفة ووضوح البرهان وهي من متطلبات انتظاره, ولما كان الانتظار وهو أفضل العبادة_ كما ورد عنهم_ فإنّ وعياً في عبادة وفهماً في معرفة , خير من جهل في طاعة وتمسك في تضليل.