متابعات شؤون المرجعية الدينية والحوزة العلمية
السيّد الصافي: في الطريق مجموعة من الأفاضل يبذلون جلّ وقتهم لإرشاد الزائرين فقهياً واخلاقياً...
أود أنْ أبيّن بعض الأمور التي تتعلّق بالزيارة والزائرين:
١- تكلّمنا في الخطبة الأولى عن ما يتعلق بالمسافة الزمنية الطويلة التي يقضيها الإخوة الزائرون وهم يحثّون الخطى إلى كربلاء
ونعم التفكّر والتأمّل ما كان واعظاً للإنسان ،وهنا كلامي إلى الإخوة الزائرين وغير الزائرين ،إنّ في هذه المسافة الطويلة هناك هدف أثناء المسير هذا الهدف هو أنْ يصل الزائر إلى سيد الشهداء عليه السلام.
في هذا الطريق هناك جزئيات كثيرة يواجهها الزائر عليه أنْ يستغلها استغلالاً يطوّر فيها نفسه، ونِعمَ التفكّر والتأمّل ما كان معيناً لصاحبه على بلوغ مدارج الكمال، على الإخوة الزائرين أنْ يستفيدوا من بركات هذه المسيرة للاستزادة من المنافع والخيرات والبركات التي يجنونها في هذه الرحلة الموفّقة.
٢- في الطرقات مجموعة من الأفاضل السادة والمشايخ والفضلاء الذين بذلوا جلّ وقتهم من أجل إرشاد الزائرين لمسألة فقهية أو أخلاقية، وهؤلاء الإخوة منتشرون في المواكب والحسينيات على الطرق ، والالتزام أيضاً بالصلوات اليومية في وقتها إذ الالتزام بصلوات الجماعة فإنّها سنّة مباركة .
على الإخوة الزائرين عندما يأتون أنْ يستفيدوا من وجود هؤلاء الإخوة بالسؤال أو الاستفسار عن أي مطلب فقهي أو أخلاقي أو عقائدي، وهذا نِعمَ الاستغلال للوقت، ولا شكّ أنّ هذه العملية فيها رضا الله تبارك وتعالى أوّلاً ورضا الأئمة الأطهار عليهم السلام.
٣- هناك حقوق وهذه الحقوق تحتاج إلى مقدّمة بسيطة.
قطعاً نظم الأمور من الأشياء التي ندب إليها الشارع المقدس، أنّ الإنسان دائماً ينظّم أموره ،والإمام الحسين عليه السلام كان منظِّماً رائعاً في جميع تصرّفاته، وفي كل شؤونه كان يحسب للأمور حساباً خاصاً إلى أنْ حدثت واقعة الطف وجاءت بفتح كبير.
كان منظّماً في اختيار أصحابه، وجلب العائلة، واختيار الأرض، وفي طبيعة المنازلة مع العدو، وفي طريقة إلقاء الكلام والخطاب هو وأصحابه بل هو يعلّمنا.
هناك حقوق الطريق العام، حق من الحقوق لا يجوز المساس به ولا يجوز التعدّي عليه ،الطرقات العامة هي حق عام، الإنسان يمارس الشعيرة ويعلّم الآخرين، أنّ هذه الشعيرة هي تنظّم أمورنا ومن جملة الأمور هي الحفاظ على هذه الممتلكات العامّة.
الزائر له حق، عندما يأتي الزائر خاشعاً ويريد أنْ يزور الإمام الحسين عليه السلام يتفكّر في آداب وقدسيّة الإمام الحسين عليه السلام.
أنا صاحب موكب وصاحب عزاء أسهر لخدمته بمقدار ما أستطيع وما أبذل له من أكل وطعام وشراب أيضاً، أحافظ على هدوئه وسكينته التي توصله إلى المرقد فلا أستعمل مكبرات الصوت العالية جداً التي تسلبه هذا الخشوع.
أنا أريد أنْ يكون عملي مباركاً ومأجوراً فلابدّ أنْ أوفّر لهذا الزائر كل ما من شأنه أنْ يحقّق له هذا الخشوع حتى أشرك معه في الأجر.
أنا أتعب في الطريق وأطبخ وأبذل حتى أشرك مع هذا الزائر، قد لا أوفّق في المجيء للزيارة بسبب التعب وكثرة المشاغل لكنّ سلواي أن هذا الزائر التي قدمت له هذه الخدمة أن يشركني في الدعاء.
فلابد أن أحافظ على هذا الزائر وعلى هذه النفسية وعلى خشوعه إلى أن يصل إلى المرقد الشريف، فأحاول أنْ لا أجعل المراثي بصوت عال تسلب الزائر هذا الخشوع، أو لا أجعل المراثي بطريقة قد تفقد هذه القدسية.
أنا أتكلم عن خادم الإمام الحسين عليه السلام أنْ يسعى جاهداً لتوفير هذه القضية.
وانتبهوا إلى أنّ كلاً منّا مشروع لصاحبه في الآخره فإنْ حفظت غيبتك فهذا لي، وإنْ سهّلت أمرك فهذا لي، فأنت مشروعي للآخرة فكيف إذا كان هذا الزائر الذي ندب إليه الشارع المقدس، وبينت التعاليم الكثيرة أهميته أن يكون مشروعي للآخرة. وأن أحافظ على نفسيته وخشوعه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
لابدّ أنْ أتحمّل في سبيل أنْ أشرك مع هذا الزائر حتى تكون هذه الأعمال منظمّة كالحسين عليه السلام، فالحسين عليه السلام اختار أصحابه واحداً واحداً، لأنّ عنده مشروعاً كبيراً، ونحن نتشرف أنْ نكون ضمن مشروع الحسين عليه السلام، والذي يكون ضمن مشروع الحسين عليه السلام لابدّ يومياً أنْ يتعلم من الإمام الحسين عليه السلام.
يصعب علينا إذا جاء الزائر وقال أنت آذيتني؟.
لأنّك أزعجتني وآذيتني وتكلّمت بكلام فيه قسوة،أنا جئت للحسين عليه السلام.
الإخوة مع ما يبذلون نقبّل أياديهم جميعاً على هذه الخدمة الرائعة التي يبذلونها، حيث إنّه واقعاً هناك نفير عام من الإخوة على الرغم من أن بعضهم إمكاناته المادية ضعيفة لكنه يبذل كل شيء للإمام الحسين عليه السلام، إكمالا لهذه الراحة التي يحصل عليها الزائر من خلال هذا المسير المبارك.
٤- الدولة.
واقعاً في كل زيارة نعاني من بعض المشاكل وهذه المشاكل قد تكون نتيجة كثرة الزائرين والأعداد الغفيرة، لكن هذا غير معبّر لأننا قلنا قبل سنين إنّ هذا موسم، وعلى الدولة أن تسعى أن توفر النقل بمقدار ما يقع على مسؤوليتهم، وأن توفر الأمن لأن العدو عدو جبان يستغل التجمعات وكل ظرف وأن يحافظوا على أمن الزائرين وأن يسهلوا دخول الزائرين خصوصاً الإخوة الذين يفدون من خارج العراق حيث لدينا معلومات بأن في بعض المنافذ الحدودية هناك عرقلة كثيرة، والزائرون يتجمعون في العراء لساعات وقد يبيتون بسبب تلكؤ بعض الإجراءات.
الرجاء من كل أحد يكون عند الحدود أن يعكس وجه العراق الحقيقي وأن يسعى جاهداً من أجل أن يبذل جهده من أجل راحة الأخ الزائر الوافد الكريم.
هذه المسؤولية تقع على عاتق الدولة والمسؤول عندما يكون ميداني سيشخص بعضاً من هذه الأشياء.
_موقع العتبة الحسينية المقدسة_ ٥/١٢/٢٠١٤