متابعات شؤون المرجعية الدينية والحوزة العلمية
الشّيخُ الكربلائيُّ أهل العلم والفضلاء كانوا في طريق كربلاء المقدسة واقاموا صلاة الجماعة
ها نحن في اليوم قبل الأخير الذي يصادف زيارة الأربعين، حيث ما تزال الحشود المليونية تزحف بمحبة ووَلَهٍ كبيرين منذ عشرة أيام تجاه مرقد سيد الشهداء عليه السلام، وبهذه المناسبة نودّ بيان ما يلي:
نتوجه بالشكر والتقدير العاليين لجميع الذين ساهموا في إحياء زيارة الأربعين وإنجاحها من الزائرين الكرام، وأصحاب مواكب العزاء والخدمة والأجهزة الأمنية والفرق الطبية والخدمية والإدارات المحلية في مختلف المحافظات.
ونوصي جميع الإخوة والأخوات بما يلي:
١- الاستفادة القصوى من هذه المسيرة الإلهية المقدسة، وتحقيق الهدف الإصلاحي منها من الجانبين الروحي والعملي، اقتداءً بالإمام الحسين عليه السلام الذي كانت نهضته المقدسة، ابتداء من خروجه من المدينة المنورة إلى آخر ما جرى له ولأهل بيته وأصحابه الميامين في يوم الطف في سبيل رضا الله تعالى وإصلاح حال الأمّة.
لقد كان حضور أهل العلم من فضلاء وطلبة الحوزة العلمية الشريفة في النجف الأشرف في طرق الوصول إلى كربلاء المقدسة خلال الأيام العشرة الماضية فرصة طيبة للزائرين الكرام، للاستفادة منهم في ما يحتاجون إليه من أمور دينهم، مع ما تحقق من إقامة الجماعة لأداء الفرائض اليومية في أول وقتها في أماكن مواكب العزاء، وعلى امتداد طرق السير للزائرين، فشكر الله سعيهم وأجزل لهم المثوبة.
٢- إنّ مهمّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تختص بطلبة العلم ورجال الدين، كما يتوهم البعض، بل هي مهمة جميع المؤمنين والمؤمنات، ومن ذلك نصح الشباب خاصة، والزائرين عامة من الرجال والنساء بالالتزام بآداب الزيارة، ورعاية حرمات الطريق، والابتعاد عمّا يؤذي الآخرين... والالتزام بالعفّة والحجاب، والتجنب عن الإسراف والتبذير في الطعام، وغير ذلك.
٣- مع تزايد أعداد الزائرين إلى كربلاء المقدسة هذا العام، خاصّة من خارج العراق، حيث ذكرت بعض الأجهزة الأمنية أنّ عدد الوافدين من الخارج بلغ قرابة (٢) مليون زائر، بعد أنْ كان قبل سنة (٧٩٠) ألف زائر فقط.
فإنّ المطلوب من أجهزة الدولة المعنية العمل من الآن لوضع خطط شاملة تعتمد المعايير العلمية بعيداً عن الفوضوية والارتجال، لاستيعاب الزيادة المطّردة في أعداد الزائرين خصوصاً من خارج العراق، وتوفير الخدمات المناسبة لهم، ابتداءً من المنافذ الحدودية وإلى كربلاء المقدسة، مع توجيه الاهتمام أكثر من ذي قبل إلى داخل المدينة المقدسة، حيث لم تعد تستوعب بإمكاناتها الحالية هذه الأعداد الهائلة من الزائرين...
٤- إنّ المأمول من أصحاب مواكب العزاء الحسينية _جزاهم الله تعالى خيراً_ المساعدة في توفير الأجواء المناسبة للذين يؤدّون مراسم الزيارة داخل العتبتين المقدستين، وكذلك في مراحل سيرهم إلى المرقدين الشريفين، فإنّ الزائر بحاجة إلى الأجواء الهادئة التي توفّر له الخشوع وحضور القلب، والتفاعل مع المضامين العبادية للزيارة والصلاة والدعاء، خصوصاً داخل المرقد الشريف؛ ولذلك ينبغي التجنب عن استخدام بعض الآلات التي تنبعث منها أصوات عالية جداً تسلب الزائرين _كما اشتكى الكثير منهم_ القدرة على أداء مراسم الزيارة وفق ما أوصى به أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهي أمور عبادية تمثّل أحد المقاصد الأساسية لكل زائر قطع هذه المسافات الطويلة.
موقع العتبة الحسينية المقدسة ١٢/١٢/٢٠١٤