قصة قصيرة: أرشدهم بعد أن أضاعوا دارهم
محمد حسن عبد
كان العم حسين متشوّقاً لزيارة إمامه وسيّده علي بن موسى الرض عليه السلام، امّا وقد توفّرت له الصحبه فقد عزم وبعض اصدقائه على السفر وهيأوا لذلك الاسباب...
وهكذا حتى وصلوا الى مدينة مشهد.
استأجروا من ساعتهم بيتاً، وقد وضعوا في هذا البيت كل امتعتهم ونقودهم. ثم ذهبوا الى حيث يشتاقون، الى المرقد الرضوي المقدس.
ولكنْ عند رجوعهمإلى البيت كانت المفاجأة، لقد ضيّع العم حسين ورفاقه طريق البيت، وممّا زاد في أمرهم سوءاً أنّ الاوضاع ليست في مدينة مشهد بل في كلّ ارجاء ايران على غير ما يرام، حيث التظاهرات والثورة التي كان يقوم بها الايرانيون لإكمال اسقاط حكم الشاه آنذاك.
جلس الزائرون عند حائط، وقد أخذ منهم اليأس والحزن وحتى البكاء مأخذاً، وبينا هم كذلك واذا بشاب جميل ذي هيبة قد سلّم عليهم وصافحهم يداً بيد، وقال لهم:
- لِم هذا الحزن؟
فأجابوه بألم ولوعة:
- لِم لا نحزن قد استأجرنا بيتا ووضعنا فيه امتعتنا وكل ما نملك، بما في ذلك النقود، وقد اضعناه، ولا نعرف ماذا نفعل الآن.
فقال لهم:
- تعالوا معي، قد ادلّكم على البيت.
سرّهم ما قاله الشاب لهم، فساروا معه، وهو يدخلهم في طريق ويخرج بهم إلى آخر، حتى أوصلهم إلى مكان، فأشار بيده وقال:
- هذا هو البيت واعلموا اننا لا نترك أصحابنا.
غاب عنهم بعد هذه العبارة مباشرة فعلموا، بوحي العقيدة،أنّه سيّدهم وإمامهم المهدي عليه السلام.
إنّه لم يترك أصحابه حتّى ارشدهم بعد أنْ أضاعوا دارهم.