أديان تؤمن بالمهدي
باحث امريكي يؤكد الانتشار الشيعي
باحث أمريكي يؤكد على تمدد ظاهرة (التشيع) في البلدان ذات الأغلبية السنية وانتشار التشيع في بلدان افريقية سنية)
قال الباحث الأمريكي (ازرائيل التمان) من معهد هدسن بواشنطن إن هناك تناميا للمد الشيعي في الأقطار التي تتبنى المذهب السني، مؤكدا أن نسبة الشيعة في مصر تتعاظم.
واضاف الباحث أن الحكومات السنية في شمال إفريقيا تقف في حالة تأهب لمواجهة ظاهرة التشيع داخل مجتمعاتها.
وذكر التمان في مقال بحثي بعنوان (خلاف التحول السني الشيعي) أن هناك ظاهرة ملفتة وهي إن ما يميز الشرق الأوسط اليوم هو اندحار سلطة ( الدولة الوطنية العربية) لصالح سلطة الطائفة والقبيلة والعشيرة. كما أصبح التباعد السني الشيعي من ابرز ما يميز السياسات الإقليمية لدول المنطقة وهو ما يمكن ملاحظته في رد فعل السنة تجاه ما يسمونه بـ ( المد الشيعي) في المنطقة.
إن التطورات الأخيرة في لبنان، التي استطاع خلالها حزب الله بسط سيطرته على بيروت الغربية، وردود الفعل اللبنانية والعربية والدولية التي أعقبت ذلك، أعادت إلى الأذهان مقولة التشيع أو التحول السني الشيعي في المنطقة، وهو صراع سياسي له جذوره الطائفية التي ظلت لفترة طويلة تحت السطح إلى أن أججت نيرانها حرب احتلال العراق وسيطرة الأغلبية الشيعية على مقاليد الحكم عبر صناديق الاقتراع ، ويضاف إلى ذلك انتصار حزب الله النوعي والتاريخي في المواجهة العسكرية مع إسرائيل في صيف ٢٠٠٦م، ناهيك عن استمرار الضعف الملحوظ للأنظمة العربية المؤثرة وخاصة مصر والسعودية في ظل تعاظم مكانة ايران السياسية والعسكرية في المنطقة.
ويقول التمان ـ (ان هذه الإستراتيجية تجابه بتهديد واضح هو تنامي تحول السنة إلى المذهب الشيعي أو ما يطلق عليه بـ (التشيع). وخاصة في مصر والأردن وسوريا والسودان والمغرب).
وفي تقييمه للوضع الراهن
يقول الكاتب أنه من الصعب معرفة عدد الذين تحولوا إلى المذهب الشيعي من السنة ، إلا انه يشير إلى ان الشيعة في مصر يشكلون حوالي واحد بالمائة من السكان. ونسبة التحول في ازدياد), وفي الأردن تحولت عدة مئات من العائلات السنية لتصبح شيعية مؤخرا وذلك بسبب قدوم المهاجرين من الشيعة العراقيين إلى الأردن منذ عام ٢٠٠٣م، ويضيف التمان انه على الرغم من (هذا العدد المحدود للمتحوّلين، إلا أن السلطات الأردنية ترى أن هذا التحويل خطرٌ على الأمن القومي).
يقول الكاتب (إن الحكومات السنيّة في شمال أفريقيا هي أيضا في حالة تأهب.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٠٦ اصدر وزير التعليم الجزائري قرارا بطرد أحد عشر مدرسا يقال إنهم كانوا يبشرون بالمذهب الشيعي في مدارسهم كما اتهم مدرسون وافدون من العراق وسوريا بنشر الدعوة الشيعية في الجزائر، ويضيف الكاتب ( في أوائل يناير/كانون الثّاني ٢٠٠٧ كشفت وزارة الشؤون الدينية الجزائرية عن تحريها لنشاطات مجموعات شيعية في الجزء الغربي للبلاد. وكانت هذه المجموعات تدعو إلى نبذ المذهب السني وتبني الشيعية.
وفي المغرب يقال أن (الشيعية تنتشر بين المغاربة الذين يعملون في البلدان الأوروبية خصوصا إسبانيا وبلجيكا، بفعل تأثير نشاط المؤسسات الشيعية.
ويشير الكاتب إلى قيام ( التحالف بين المجموعات الدينية السنية لمواجهة نشاطات شيعية في السودان. حيث حذر (المجلس الأعلى للتنسيق بين الجمعيات الإسلامية) من مؤامرة كبرى يقودها متحولون جدد إلى المذهب الشيعي مدعومون من منظمات شيعية ، لنشر الشيعية في السودان.
ولتوضيح ما يقصده من ( الخطر الشيعي) قال بيان المجلس (بأن قرى كاملة تحولت إلى الشيعية) ، مشيرا إلى انتشار المساجد الشيعية ( الحسينيات) في العاصمة الخرطوم.
يقول الكاتب (أن مثل هذا القلق بين السنة ليس عديم الأساس: فالشيعية انتشرت في السودان لأكثر من عقدين ، ويشعر الكثير من السودانيين بقربهم من الثورة الإيرانية وامتنانهم لدعم إيران للنظام السوداني أثناء سنوات العزلة الطويلة التي فرضها الغرب ، و أصبحت الشيعية أكثر شعبية مؤخرا مع ازدياد الحماس المؤيد لحزب الله الذي ظهرت ملامحه في انتشار أعلام حزب الله وصور حسن نصر الله في البلاد).
ويشير المقال إلى (ان التحول الأكبر هو في سوريا حيث توجد أعلى نسبة للتحول إلى الشيعية فيها, والحوزات العلمية وأماكن العبادات في سوريا لها الدور الأكبر في هذا التحول, كما أن قدوم عدد كبير من اللاجئين العراقيين الشيعة إلى سوريا منذ ٢٠٠٣م يساعد على تغيير التركيبة الطائفية هناك).
يقول التمان ( تنكر السلطات الدينية السورية التقارير التي تشير إلى تحول أعداد كبيرة من السنة إلى الشيعية ، ولكن بحسب دراسة إحصائية اجتماعية حول الموضوع نشرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في دمشق تغطي الفترة من ١٩٨٥- ٢٠٠٦ فأن معظم المتحولين كانوا من العلويين وليس من السنة.
وفي رد أفعال السنة اتجاه هذا الانتشار:
يقول كاتب المقال أن هذه التطورات (دفعت علماء سنة بارزين للرد. فقد شن الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد الدولي لعلماء المسلمين ، الذي يعد من ابرز علماء السنة تأثيرا وشعبية، هجوما قاسيا على الشيعة في ٣١ أغسطس/آب ٢٠٠٦ عندما اتهمهم بمحاولة اختراق مصر و تشييع أهلها، وحذر من أن السماح باستمرار مثل هذه الجهود سيجعل مصر عراقا ثانياً في غضون العقدين القادمين ؛ كما أدان القرضاوي السيد حسن نصر الله ووصفه بـ(المتعصب).
ويضيف المقال ( قام القرضاوي في ٢٦ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٠٦ م بشجب الشيعة مرة أخرى لمحاولتهم استغلال نصر حزب الله ضد إسرائيل لكي يخترقوا المجتمعات السنية ويحولوا مواطنيها السنة إلى شيعة.
ويضيف المقال (ان الشيخ سلمان بن فهد العودة وهو رجل دين سعودي وهابي ذو مكانة كبيرة ، حذر في ٢١ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٠٦، من الفيضان الشيعي الذي سيبتلع بلدان المشرق، خصوصا سوريا، وعدّة بلدان إسلامية أخرى أيضا..وقال: وأن التمدد الشيعي في بلاد السنة هو بمثابة اللعب بالنار، وأنه يشكل تهديدا خطيرا جدا للإسلام.
يقول التمان ( أن هذه التصريحات للقرضاوي و العودة تعبر عن شعورهما بالإحباط العميق ، على الرغم من أنهما كانا قد دعما حزب الله بقوة في حربه مع إسرائيل في وقت تحفظ فيه رجال دين سنة بارزون من أمثال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين وهو رجل الدين السعودي البارز الذي اصدر فتوى تحرم الانضمام إلى حزب الله أو مساندته حيث قال في فتواه: أنهم كفرة ويعملون لصالح إيران التي تريد نشر تأثيرها في المنطقة).