قصة قصيرة: في المقام كان البرء من السقام
محمد حسن عبد
حاولت جدّته لأبيه علاجه بكل وسيلة متاحة، فهي معيلته بعد موت والده، داوته بكل علاج للفالج، فلم يبرأ.
لقد عانى جمال الدين من مرضه معاناة شديدة، وقد أشار بعض الأطبّاء على جدّته الذهاب به إلى أطبّاء بغداد، فقصدت بغداد، ولكنّ الأطباء هناك لم يفلحوا كذلك في إيجاد ما يشفيه.
نصح بعض المحبّين الجدّة الحيرى أنْ تذهب بحفيدها إلى مقام الإمام الحجّة عليه السلام في مدينة الحلّة.
تعمّدت الجدّة أنْ تبيت معه تحت قبّة المقام المبارك لعل الله تعالى أنْ يعافيه، وهكذا فعلت.
فكان الصباح وكان الضياء، وكان الشفاء.
لقد انعقدت العلاقة، وكانت الصداقة، وعقدت الصحبة، كما كان جمال الدين يقول مبتهجاً:
- لقد حضرني الإمام الحجّة وقال لي:
- قم.
حاولت القيام ولكنّني لم استطع، فقلت:
- سيّدي. لا أقدر على القيام مذ سنتي.
فقال عليه السلام:
- قم بإذن الله تعالى:
وأعانني على القيام، فقمت، وزال عنّي ما أعانيه.
لقد حلّت عليّ البركة، وغمرني الفيض.
لقد ذهبت إلى البيت، وليس بي من الفالج أثر، وذلك بعد مبيتي بمقام سيّدي (صاحب العصر والزمان).