الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٧٣/ رجب/ ١٤٣٦هـ » الإمام المهدي المنتظر عليه السلام اصطفاء السماء
العدد: ٧٣/ رجب/ ١٤٣٦ه

المقالات الإمام المهدي المنتظر عليه السلام اصطفاء السماء

القسم القسم: العدد: ٧٣/ رجب/ ١٤٣٦هـ الشخص الكاتب: الدكتور علي التميمي التاريخ التاريخ: ٢٠١٥/٠٤/٢٣ المشاهدات المشاهدات: ٥٢٤٦ التعليقات التعليقات: ٠

الإمام المهدي المنتظر عليه السلام اصطفاء السماء

د. علي التميمي

(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمينَ*ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ) (آل عمران: ٣٣-٣٤).
من المعارف الكبرى في تاريخ البشرية هي قضية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام التي أصبحت هديا للنفوس المطمئنة والعقول المؤمنة بثقافة القران القائمة على المضامين التالية: الاصطفاء، الاجتباء، الذرية الصالحة، العصمة، الإمامة، الشفاعة، التقية، الغيب، الناسخ والمنسوخ، والمعارف الكبرى عبر تاريخ البشرية الطويل واجهت اعتراضات لم ترقَ إلى سلّم الفهم المعزز بالعلم والمسبوق بالحلم، باعتبار أنّ الحلم هو الإطار الجامع للعلم المصحوب بالفهم إذ لا علم بدون فهم، لأنّ العلم هو الانتقال من المجهول إلى المعلوم، أو هو انتقاش صورة الشيء في الذهن بشرط سلامة الذهن من عوامل التشوش، وهي كثيرة أدّت في القديم إلى تساقط من لم يمتلك مقومات الفهم، ونظرية (جو هاري) التي قسّمت الرؤى المستقبلية التي تحيط بالإنسان إلى أربعة هي: المنفتحة، والعمياء، والمجهولة، والمعلومة، ولذلك قال الفلاسفة عن الإنسان المحدود عقليا: (قف عند حدّك أيها المحدود). وقال القران الكريم (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى‏ نَفْسِهِ بَصيرَةٌ*وَلَوْ أَلْقى‏ مَعاذيرَهُ) وهو استباق علمي لظهور علم النفس التحليلي الوضعي.
وفي موقع (كتابات) كما في غيره تواجه المعارف الكبرى من يطفو على سطح الكتابة دون محصلة علمية يعتدّ بها ودون مستوى فكري قابل للحوار، فالذين يحلو لهم نكران قضية الإمام المهدي المنتظر يمكن معرفة محدوديتهم وسطحيتهم من خلال حديثهم على قاعدة (تكلموا تعرفوا)
فالذي يدافع عن إفراط بعض الشباب وفوضى سلوكهم بدعوى الحرية هو كمن يدافع عن المثلية كما قام أوباما الرئيس الأمريكي بتقديم الهدايا للزواج المثلي، وكما شرّعت بعض الدول الأوربية زواج المثلية، وكمن يدافع عن الإيمو، والبريكية، وكلها مظاهر لتراجع العقل ومرض النفس، وهذه المظاهر تعيق التنمية البشرية، والتنمية البشرية هي هدف السماء وخيار العلوم النافعة والتي خططت لها بعض الدول فنالت شيئاً من النجاح وأخفقت في أشياء أخرى، وهذا الإخفاق هو الذي ينتظر التصحيح عقلاً، والتصحيح للمسيرة البشرية مرهون بقيادة مختارة ومصطفاة، والاختيار والاصطفاء بيد السماء صاحبة النعمة وواهبة الحياة وصانعة الموت كأجل مخطط ومبرمج لا لبس فيه، والاعتراض والالتباس دائماً يأتي من العقول المحدودة، والحقيقة المطلقة في الكون والحياة هو (الله)، ومع ذلك وجدنا من لا يؤمن بالله، فإذا كان الاعتراض ونكران الله قد حصل من البعض، فمن الطبيعي جداً أنْ نجد الاعتراض والنكران لقادة المسيرة البشرية من الأنبياء والأئمة عليهم السلام وهم النعمة الكبرى في المفهوم الإيماني، وليس كما ذهب البعض عندما سئل عن معنى النعيم في الآية (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعيمِ) فقال الطعام والشراب؟ فقال له الإمام الصادق عليه السلام إذن سيطول مقامك بين يدي الله عندما تعدد كل الطعام والشراب (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها) فقال الرجل: وما هو النعيم يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال عليه السلام: نحن النعيم، أي أهل البيت عليهم السلام لانّهم نعمة العقل والفهم والعلم والإدراك، ولا يوجد نعيم اكبر من ذلك لدوامه، أمّا نعمة الطعام والشراب فهي نعم متغيرة وغير دائمة.
وعندما حضر علي بن موسى الرض عليه السلام مجلس المأمون وقد اجتمع فيه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، فقال المأمون: اخبروني عن معنى الآية: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (فاطر: ٣٢)، فقالت العلماء: أراد الله الأُمّة كلها.
فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن؟.
فقال الرض عليه السلام: لا أقول كما قالوا ولكن أقول: أراد الله تبارك وتعالى بذلك العترة الطاهرة عليهم السلام.
وقال المأمون : وكيف عني العترة دون الأُمّة؟.
فقال الرض عليه السلام لو أراد الأُمّة لكانت بأجمعها في الجنة لقول الله (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبيرُ) (فاطر: ٣٢)، ثم جعل العترة الطاهرة كلها في الجنة فقال عز وجل (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها) (فاطر: ٣٣)، فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم، ثم قال الرض عليه السلام هم الذين وصفهم الله في كتابه فقال : (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) (الأحزاب: ٣٣) وهم الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، انظروا كيف تخلفوني فيهما، يا أيّها الناس لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم).
قالت العلماء : يا أبا الحسن اخبرنا عن العترة هم الآل أو غير الآل؟.
قال الرض عليه السلام: هم الآل.
فقالت العلماء : فهذا رسول الله يؤثر عنه أنّه قال: (أُمّتي آلي) وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفيض الذي لا يمكن دفعه : (آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم أُمّته).
فقال الرض عليه السلام: اخبروني هل تحرم الصدقة على آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
قالوا: نعم، قال عليه السلام فتحرم على الأُمّة؟ قالوا: لا.
قال عليه السلام هذا فرق بين الآل وبين الأُمّة، ويحكم أين يذهب بكم أصرفتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون؟ أما علمتم أنْ وقعت الرواية في الظاهر على المصطفين المهتدين دون سائرهم؟.
قالوا: من أين قلت يا أبا الحسن؟.
قال عليه السلام من قوله: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهيمَ وَ جَعَلْنا في‏ ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) (الحديد: ٢٦)، فصارت وراثة النبوة والكتاب في المهتدين دون الفاسقين .
فقال المأمون : فهل فضّل الله العترة على سائر الناس؟.
فقال الرض عليه السلام إنّ الله العزيز الجبّار فضّل العترة على سائر الناس في محكم كتابه.
فقال المأمون : أين ذلك من كتاب الله؟.
قال الرض عليه السلام: في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمينَ*ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ) (آل عمران: ٣٣-٣٤)، وقال في موضع آخر (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظيماً) (النساء: ٥٤)، ثم ردّ المخاطبة في إثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (النساء: ٥٩)، والملك في الآية: (٥٤) يعني الطاعة وهي للمصطفين الطاهرين.
قالت العلماء: فهل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟.
فقال الرض عليه السلام: فسّر الاصطفاء في الظاهر ليس سوى الباطن في اثني عشر موضعاً.-
فهذه هي الفروق بين الآل والأُمّة، والمهدي المنتظر عليه السلام هو من الآل بلا جدال، ومنكره منكر لكبرى قضايا الإيمان، ومن يساوي بينه وبين المدعو (أبو بكر البغدادي) مثلاً ألا آثم قلبه ومسفه رأيه بيده كما فعل عندما انتصر للمثلية والبريكية والإيمو, ودفعه الفراغ الفكري لاستنكار ذبح الذبائح معتبرا إيّاها عنفاً، ناسياً العنف الذي تمارسه عصابات التكفير الإرهابي، ان التحضر لايأخذ طريقه للناس إلا من خلال عقول سليمة تعرف فلسفة الكون والحياة وتعرف القيادة المصطفاة من قبل السماء، لا الكتابة بدون علم، والتعليقات بدون فهم.
ويظل الذين يختبئون وراء رموز وطلاسم كالخفافيش التي تخاف من ضوء الصباح وهو الحقيقة.
وضوء الحقيقة قادم بإذن الله، وصدق من قال:
لكل داء دواء يستطبُّ به إلاّ الحماقة أعيتْ من يداويها.
وتبقى هذه الكتابات كرعاف الدم المنزوف تعبيراً عن مرض أصحابها، فهي زبد يذهب جفاء وطحالب وأشنات لاتقتات عليها إلاّ الطفيليات، وضعف الطالب والمطلوب.

التقييم التقييم:
  ١ / ١.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء