الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى؟
ملاذ رياض
السؤال:
مامعنى (ابرضوى ام غيرها ام ذي طوى) الواردة في دعاء الندبة؟.
الجواب:
أمّا رضوى فهو جبل على مسيرة يوم من ينبع وعلى سبع مراحل من المدينة(معجم البلدان ج٣ ص٥١) ميامنه طريق مكة ومياسره طريق البريراء لمن كان مصعدا الى مكة.
امّا ذو طوى: فهو موضع بمكة المكرمة داخل الحرم هو من مكة على نحو من فرسخ ترى بيوت مكة منه، قال في (المصباح) ويعرف بالزاهر في طريق التنعيم، وفي (القاموس) ذي طوى، موضع قرب مكة (مجمع البحرين) ص٧٩ ج٣.
***
الإمام عليه السلام يعيش في الجبال والوديان أو يعيش بيننا؟.
احمد فؤاد
السؤال:
هل الإمام عليه السلام يعيش في الجبال أو الوديان أو هو موجود ويعيش بيننا باسم مستعار لانعرفه؟.
الجواب:
إنْ كان مقصودكم من أنّ الإمام عليه السلام يعيش في الجبال أو الوديان بمعنى انّه عليه السلام معزول عن الخلق لايراهم ولايرونه كعيسى عليه السلام إلا أنّ الفرق بين الحجة وبين عيسى عليه السلام أن عيسى رفع إلى السماء، والإمام عليه السلام إلى الجبال والوديان؟ فنقول في الجواب: دلت الروايات على أنّ الإمام عليه السلام حاضر بين الناس يراهم ويعرفهم ويسمعهم إلا انهم لا يرونه ولا يعرفونه، غائب عن معرفة الناس، فهو يجوب البلدان ويتعايش مع الناس ويرعى مصالح شيعته دون معرفتهم له، ويتابع شؤونهم ويراقب مصالحهم، ولكن مقتضى غيبته تخفيه، وعدم اطلاع الناس على شأنه لمصالح لايعلمها إلا الله تعالى.
فمن تلك الروايات صريح الكلام العلوي الشريف عليه السلام لحذيفه بن اليمان (حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس... فورب علي عليه السلام إنّ حجتها عليها قائمة ماشية في طرقها، داخلة في دورها وقصورها، جوالة في شرق هذه الارض وغربها تسمع الكلام، وتسلّم على الجماعة، تَرى ولا تُرى الى الوقت والوعد) (الغيبة للنعماني ص١٤٤ ح٣).
وكذلك رواية سدير الصيرفي عن الإمام الصادق عليه السلام: (...إلى أنْ قال: فما تنكر هذه الأُمّة أنْ يكون الله يفعل بحجته مافعل بيوسف عليه السلام، وأنْ يكون صاحبكم المظلوم المجحود حقه صاحب هذا الامر يتردد بينهم، ويمشي في اسواقهم، ويطأ فرشهم ولايعرفونه) (الغيبة للنعماني ص١٦٧ ح٤).
وكذلك رواية العمري رحمه الله: (والله إنّ صاحب هذا الأمر يحضر الموسم كل سنة فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولايعرفونه) (كمال الدين ص٤٤٠ ح٨).
***
شروط الوصول لخدمة الإمام عليه السلام؟.
علي
السؤال:
ماهي الشروط الواجب اتباعها للوصول إلى خدمة الإمام عليه السلام علما أنّ هناك أشخاصاً غير ملتزمين قد وصلوا إلى خدمة الإمام عليه السلام؟.
الجواب:
الرؤية على قسمين:
الأولى: الرؤية التشرفية وهي التي تدل على وجود مكانة وقرب للإمام عليه السلام والتي يسمح بها بأنْ يرى المكلف الإمام عليه السلام ويشترط في هذه الرؤية التالي:
أولاً: الالتزام الشرعي بأكمل صورة.
ثانياً: وجود المصلحة التي يحددها الامام عليه السلام نفسه.
الثانية: الرؤية التي ليس فيها دلالة على وجود مكانة وقرب للمشاهد عند الإمام، فهي لايشترط فيه إلا شرط واحد وهي وجود المصلحة التي يحددها الإمام عليه السلام نفسه، كأنْ يكون اللقاء لزجره او لنصحه او لقضاء حاجته وهذه لاتدل على قربه من الإمام عليه السلام.
امّا قولكم بأنّ هناك أشخاصاً غير ملتزمين قد وصلوا إلى خدمة الإمام عليه السلام فإنّ كان المقصود بها الرؤية الاولى فهذا دونه خرط القتاد.
ولابد أنْ يعلم انّه لم نكلف في عصر الغيبة الكبرى بطلب رؤية الامام عليه السلام، والمطلوب منا السعي الحثيث لتحصيل رضاه عليه السلام.
***
التوفيق بين عدم الاستعجال في الظهور والدعاء بتعجيل الفرج؟.
حسن
السؤال:
كيف نستطيع أنْ نوفق بين عدم الاستعجال في ظهور الإمام المهدي عليه السلام كما في الروايات (هلك المستعجلون) وبين الدعاء بتعجيل الفرج؟.
الجواب:
إنّ الدعاء بتعجيل الفرج هو دعاء يرتجى من الباري تعالى أنْ يعجل الفرج وفق المقدمات الخاصة، وانا اعمل واطلب الفرج منه تعالى بأنْ يقبل عملي وقولي كاحد مقدمات الفرج.
امّا دعاء (حتى لا احب تعجيل ما اخرت) فهو يعني طلب عدم محبة تعجيل مالم يأت أو انّه لم تتهيأ مقدماته. أي أنّ الله جعل الفرج وفق المقدمات الخاصة وانا لا احب أنْ يكون الفرج بدون مقدماته. وهذا تارة ينعكس على مستوى الدعاء، وتارة على مستوى العمل، والأول كأنْ ادعو أنْ يظهر المهدي عليه السلام حتى لو لم يحن وقت ظهوره أو انّه لأجل خلاصي فقط, امّا الثاني أي على مستوى العمل كأنْ اقوم بنشر الفساد بنفسي لكي يظهر المهدي عليه السلام وكذلك تطبيق الروايات على بعض المصاديق غير الواقعية من دون دليل قطعي، والنابع من الاستعجال في ظهور الأمر، وهذا هو المنهي عنه، وكذلك التوقيت وغيرها من النماذج التي تكون من مصاديق الاستعجال، لذا ورد في الروايات(هلك المحاضير) أي هلك المستعجلون للفرج.
***
حديث (اسم أبيه اسم أبي)
سارة فالح حسن
السؤال:
حديث للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (المهدي عليه السلام يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي) فهل هذا الحديث حسن أم ضعيف؟.
الجواب:
هذا حديث ضعيف بل موضوع أي انه قد زيد فيه.
وقد نقد بعض كبار علماء العامّة هذه الزيادة كالشافعي في (البيان) ص٤٨٢، قال: (أخبرنا الحافظ ابو الحسن محمد بن الحسين بن ابراهيم بن عاصم الآبري في كتاب (مناقب الشافعي) ذكر الحديث وقال فيه: (وزائدة في روايته) لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلاً مني او من اهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم ابيه اسم ابي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً).
قلت: وذكر الترمذي الحديث ولم يذكر (قوله واسم ابيه اسم ابي) وقال في (مشكاة المصابيح): ٣، ٢٤: رواه الترمذي وابو داوود وليس فيه (واسم ابيه اسم ابي) وفي معظم روايات الحفاظ والثقات من نقلة الاخبار (اسمه اسمي) فقط والذي روى (اسم ابيه اسم ابي) (فهو زائدة وهو يزيد في الحديث) والقول الفصل في ذلك انّ الامام احمد مع ضبطه واتقانه دوّن هذا الحديث في مسنده في عدة مواضع (واسمه اسمي) (انتهى قول الشافعي) (ومع شهادتهم بأنّ الزيادة موضوعة لاتبقى حاجة لمحاولة بعضهم تأويلها كالشبلنجي والاربلي والهروي والنوري وغيرهم حيث قالوا ربما كان اصلها: واسم ابيه اسم نبي اواسم ابني أي الحسن ثم صحفت كلمة نبي او ابني، بابي، ولكن ذلك كلّه تكلف بعد طعنهم بزائدها!) هذا وقد يستشكل على بعض علماء الشيعة بانه اورد هذه الزيادة في بعض مارواه لكن ذلك دليل على امانته في النقل كالطوسي وابن طاووس وغيرهم فقد روى ابن الشيخ الطوسي في (أماليه): ١/٣٦١، بسنده عن ابيه
أقول: فلا يتوهم انهما يؤيدان هذه الزيادة فقد نصّا كغيرهم من علمائنا على انّ اسم ابيه هو الامام الحسن العسكري عليه السلام بل هو من ضرورات مذهبنا، على انّ أمثال هذه الزيادة في الشاذ من رواياتنا قد تكون من رواة من غير مذهبنا وبعضهم استبصر وبقي تأثره برواياتهم فتسربت الينا نصوص من روايته.