في أروقة المكتبة المهدوية
تعريف بما تحفل به المكتبة المهدوية وما في جنباتها من مؤلفات وعرض ما تناولته هذه المؤلفات بأسلوب موجز وجذاب، خدمة للقراء وتذليلاً لسبل البحث امامهم
قراءة في كتاب
العقيدة المهدوية في عصر الإمام موسى الكاظم عليه السلام / تأصيل ومواجهة
لمؤلفه السيد محمد القبانجي
اعداد: محمد الخاقاني
هذا المؤلف كرّاس يحوي بطبعته الأولى سنة ٢٠١٥م (٤٠) صفحة من القطع المتداول، وهو من نشر الأمانة العامّة للعتبة الكاظمية المقدّسة، وتقديم وتحقيق مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام.
يحتوي هذا المؤلف وبعد تمهيد على ثلاثة محاور هي:
١- العمل على تأصيل العقيدة المهدوية ٢- دوره عليه السلام في مواجهة الانحراف والشبهات، ومن خلال عدّة طرق هي:
الأول: التصريح والإخبار بإمامة نفسه القدسيّة، والثاني: شبهة التوقيف والجواب عنها، ومواجهة أدعياء المهدوية كالناووسية، الإسماعيلية، والواقفية.
النص على ولادة الإمام علي الرض عليه السلام، والإخبار عن وفاته زماناً ومكاناً وكيفيةً، ونفيه المباشر أنْ يكون هو المهدي عليه السلام.
٣- الاهتمام بالجانب الروحي والارتباط العاطفي.
وقد احتوى المحور الأول على ثلاثة أبعاد هي:
الأول: التركيز على وحدة الإمام في العقيدة المهدوية. الثاني: تعريف وتعيين الإمام المهدي عليه السلام، ويشمل أربعة أساليب هي: التعريف النسبي له عليه السلام، التعريف الرقمي للإمام المهدي عليه السلام، التعريف بالعلامات، والتعريف بعصره عليه السلام. امّا البعد الثالث فجاء بعنوان (التجسيد العملي للغيبة) .
- يقول السيد المؤلف تحت عنوان (العمل على تأصيل العقيدة المهدوية):
(...انّ الإمام موسى الكاظم عليه السلام...بذل جهداً ملحوظاً مؤطراً ومسوّراً للعقيدة المهدوية بحيث لا يبقى هناك خلل في معرفة المنهج وتشخيص المصداق بتعريف جامع مانع).
- ويقول تحت عنوان (التركيز على وحدة الإمامة في العقيدة المهدوية):
(يتمثل هذا البعد في تركيز الإمام موسى الكاظم عليه السلام على إعطاء صورة كلية للعقيدة المهدوية ولشخص الإمام المهدي عليه السلام ترتبط بكلّي الإمامة والرسالة وانه حلقة ضمن سلسلة حلقات متلاحمة ومتصلة لا يمكن معرفة هويتها وسبر غورها إلاّ من خلال التحرك لمعرفة جميع أطراف السلسلة، والتي تبدأ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتنتهي بالمهدي عليه السلام، وبدون هذه الحركة المعرفية الكلية تكون المعرفة بتراء مشوهة بل منحرفة...).
- ويقول سماحته في التعريف النسبي له عليه السلام):
(أكّد الإمام موسى الكاظم عليه السلام بصورة لا يمكن تزييفها وحقيقة لا يمكن تحريفها انتماء المهدي الموعود عليه السلام الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبر سلسلة نسبية محددة تبدأ بالنبي الفاتح صلى الله عليه وآله وسلم وتنتهي بالوصي الخاتم عليه السلام، كما عبر عن لسانهم عليهم السلام (بنا فتح الله عزوجل، وبنا يختم الله).
- ويقول المؤلف تحت عنوان (التعريف الرقمي للإمام المهدي عليه السلام):
(بذل أهل البيت عليهم السلام جهداً بالغاً وعناية خاصة بلغة الأرقام في تعيين مهدي الأمم عليه السلام وبأشكال مختلفة ومتنوعة، فطائفة من الروايات تقول: الثاني عشر، وأُخرى تقول: التاسع من ذرية الحسين عليه السلام، وثالثة تقول: الرابع من ولدي، وغيرها.
ولذا فقد جاءت تصريحات الإمام موسى الكاظم عليه السلام ضمن هذا النسق أيضاً في تعيين الامام المهدي عليه السلام، فقد روى ابن بابويه، بسنده عنه عليه السلام انه قال: (إذا فقد الخامس من ولد السابع، فالله الله في أديانكم لا يزيلنّكم احد عنها...).
- ويقول السيد المؤلف في موضوع (دوره عليه السلام في مواجهة الانحراف والشبهات):
(المتأمل في حياة الامام موسى الكاظم عليه السلام يجد وبوضوح انه لم يكتف بتأصيل وتثبيت العقيدة المهدوية في قلوب المؤمنين من خلال التصريح بشخص الامام المهدي عليه السلام، وبيان علاماته والتعريف بعصره... بل تصدّى لمحاولات التحريف في الحقيقة المهدوية من خلال عدّة طرق سار عليه عليه السلام...).
- ويقول سماحة السيد في عنوان (مواجهة أدعياء المهدوية):
(يمكن حصر التيارات المنحرفة التي ادعت المهدوية في زمان الامام موسى الكاظم عليه السلام في ثلاث فرق يختلف بعضها عن البعض الآخر في سعة الانتشار وضيقه وعمق الشبهة وسطحيتها، وكلها قد واجهها الامام وبيّن زيفها وضلالها، فانقرض البعض وبقي الآخر ليومنا هذا، وهذه الفرق هي: الناووسية، الإسماعيلية، والواقفية).
- وفي موضوع (نفيه المباشر أنْ يكون هو المهدي عليهما السلام):
(وذلك من خلال تصريحه على أنّ مهدي الأُمّة يأتي بعده بسنين في قوله: (اما انّهم يفتنون بعد موتي، فيقولون: هو القائم، وما القائم إلاّ بعدي بسنين).
وكذا تصريحه عليه السلام الذي يقول فيه: (أنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء الله ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً هو الخامس من ولدي له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه... وغيرها من الإخبارات).