وضوح الرؤيا وصوابية القرار
رحلة المستبصر _لوكاس برونك_ نحو الدين الحق
أجرى اللقاء/ محمد الخاقاني
تصوير/ ياسر الحكيم
رحلة طويلة ومضنية كانت خطوتها الأولى حواراً مع زميل له باكستاني مسلم بنفس معهد الدراسة في موطنه ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
تكررت الخطوات في هذا السبيل, وتخللتها وقفة تأمل عقيب أحداث الحادي عشر من أيلول .. وهل أنّ هذا العمل الشنيع يصدر من مسلم, غناك عمّن يدعي الإيمان ويريد قيادة العالم عقائدياً.
وكان التأمل مدعاة للتواصل بقراءة الكتب والبحث في الشخصيات وصولاً الى كارزما إسلامية تقود نحو وجهة الحق ونموذج العدل. فكان النور وكان المبتغى .. هو الامام أبو عبد الله الحسين عليه السلام .. القدوة والتوازن .. بل هو النافذة الواسعة والإطلالة الصريحة على شخصية الأسوة الحسنة,الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم نفسه, فكان مصداق القول: (حسين مني وأنا من حسين).
وكان التحوّل والمنعطف, وتحققت الهداية والاستبصار على يد صديقه الشيخ ثائر, حيث أعلن _لوكاس_ التشيع, ونطق بالشهادة, شهادة الحق والولاية, والطريق الصحيح, طريق الاسلام السّوي.
استثمرت صحفية صدى المهدي عليه السلام زيارة المستبصر وإقامته في النجف الأشرف, وأجرت معه حواراً تعارفياً عن قصّة استبصارهِ.
وبعد مباركة الصحيفة تنوّره واستبصاره,وجهت له سؤالاً عن كيفية تحوله عقائدياً, وكيف وجد العلاقة بين حاليّ ما قبل وما بعد الاستبصار.
أجاب الأخ لوكاس:
الحقيقة أنّي وجدت الفارق والبون الشاسع, حيث وجدت نموذج العلاقات الإنسانية, والعلاقة الصحيحة والمثالية بين الله عز وجّل والإنسان.
- ثم سألته الصحيفة عن عناصر الارتباط بين المسيحية _الذي كان عليها_ والتشيّع, أي ما هو عليه الآن.
- أجاب المستبصر:
ان هناك أموراً متشابهة ونقاط يتلاقى فيها الاثنان, بل هناك مشتركات يدعوان اليها, ومنها التأكيد على رحمة الله تعالى ولطفه في خلقه, وبناء الأخلاق الرصينه بينهم, فإنّ الاثنين يؤكدان على ذلك.
- وعن قضية الإمام المهدي والمهدوية, وهل وجد الأخ لوكاس للمهدوية كعقيدة أثراً فكرياً أو سلوكياً عليه شخصياً؟
قال الأخ لوكاس:
أصبح لدّي شعور مُفعمٌ بالارتباط بالمهدوية كعقيدة, وقد زاد ذلك الشعور لديَّ فكرياً, وسلوكياً أيضاً, وقد تعرفت من خلال قراءاتي أن الإمام المهدي إنسانٌ يرتبط بالله تعالى .. الارتباط الأوثق ..
وإن كل شيء نفعلهُ لنصرة الإمام هو نصرٌ للهِ تعالى, فالإرتباط قوي وتام بين الله تعالى و وليه الامام المهدي عليه السلام.
ولذا علينا, ومن هذا المنطلق أنّ نطهّر أنفسنا, بل نهيئها للظهور المقدّس, وأنه كلما تمَّ لنا ذلك كلما تعرفنا على الإمام صاحب العصر أكثر فأكثر.