تمهيدنا
نحو عالمية الانتظار والتمهيد
يعَّد المشهد الثقافي في عالمنا اليوم الحدث الابرز في الساحة الفكرية, ويزخر هذا المشهد بالكثير من الافكار والرؤى والاصطلاحات الجذابة ,ومن لا يملك للولوج في هذه الساحة مبدأً فكرياً رصيناً سيذوب في خضمّ هذا المعترك الثقافي وينصهر تلقائيا به.
يقول بعض ارباب الثقافة ان استعمار الناس لا يكون الا بسلخهم عن ثقافتهم وتنشيءة جيل جديد يؤمن بثقافة المستعمر,وهذا ما نشهده اليوم, اذ ان الغلبة لمن ثقافته غالبة وبذلك يعرّفون العلمانية ويؤسسون للعولمة.
اما الامة التي تعيش التجديد وتنهض بماضيها لمواكبة الحضارة وتنشيء جيلها بخلفيّة رصانة معتقدها, تكون عصيّة على هذا الموج الاهوج.
وهذا ما يتمتع به التشيع لاهل البيت عليهم السلام فمن يمتلك عنصر الممانعة الفكرية اليوم هم الشيعة فحسب, ولا يمتلكونها الا بما عندهم من تراث لاهل البيت عليهم السلام, ورصيد علمائي لا نظير له عند المقابل.
فالثقافة والفكر المهدوي في الاطروحة العالمية لانقاذ البشرية وتسيّد العدل الذي يمتلكه الشيعة يخترق اليوم جدران الخنوع الفكري والصمت البشري .
ودورنا في هذه المرحلة ان نعرف ثقافتنا جيدا وان نرفدها بطاقاتنا لنكون عناصراً تجلو صدأ الظلم والجور الذي اكتسبته البشرية بجحودها عنصر الهداية وينبوع الخير.
هذا هو دورنا وهذا هو تمهيدنا.
رئيس التحرير