تمهيدنا
القضية المهدوية بروحها الاثني عشرية وثوبها الولائي تشكل العمود الفقري لمنهج أتباع أهل البيت عليهم السلام في السلوك الإلهي.
وسر ذلك هو تلك الحيوية التي تتمتع بها هذه العقيدة الحقة لأنها تستمد مبادءها من الواقع, وتمثل لمن يؤمن بها فكراً وسلوكاً.
وهذا النموذج الفريد قلما يشكل شيئاً في عقائد أخرى أو مناهج مخالفة.
والولادة لمهدي آل محمد عليه السلام تمثل العنصر الأول والمحور الرئيس في هذه العقيدة عليه السلام، لأن خروج هذا المعتقد من حالة التنظير إلى حالة المعايشة جاء تبعاً لولادة صاحب هذه العقيدة. وكما شكل هذا العنصر حالة ارتياح واطمئنان لدى المؤمنين بها, فقد شكل حالة تأزم وتحجر لدى المخالفين لها على مستوى الفكر والسلوك.
فالانتظار والإيمان عند من لا يرى ان الولادة حالة حية, أمر لا يمكن أن يعاش أو يترجم, أو يستشعر ويدخل في ضمير الأفراد, ويكون مثالاً وقيمة وأسوة، لأنه عندهم لا يتجاوز تلك الحروف والكلمات التي سطرتها الكتب.
أما على الصعيد العملي والحالة الإيمانية فتلك عروش خاوية.
إذن فعنصر الولادة يشكل مفرق طريق وعنصراً أساسياً في العقيدة المهدوية.
وبقدر أهمية هذا العنصر تعرف السر وراء ما قيل وما يقال من انكار الولادة وأنها من الخيال أو الوهم, أو أنها لم يقم عليها دليلٌ عند أتباع مدرسة الإمامة الإلهية, وعلى قدر ما فهم المغرضون من أهمية لهذه المفردة وأمطروها بوابل اشكالاتهم وتشكيكاتهم.
ودورنا في هذا المضمار هو أن نأخذ العنصر من منابعه, وأن نكون على حذر من مكائد إبليس وأعوانه, ونرجع إلى العلماء لنأمن بالأخذ عنهم من الوقوع في فتنة الإنكار.
هذا هو انتظارنا, وهذا هو تمهيدنا.
بقلم رئيس التحرير