متابعات شؤون المرجعية الدينية والحوزة العلمية
صفحة تهتم بمتابعة ما يصدر عن المرجعية الدينية (المتمثلة بالنيابة العامة في عصر الغيبة الكبرى) من خطابات اتجاه الأُمّة ومواقف اتّجاه الاحداث وكذلك تنقل أحاديث النقاد والكتاب والادباء حول آراء المرجعية وأفكارها اتّجاه الاحداث.
تقدم هذه الصفحة المواد دون أنْ تتدخل إلاّ بما يناسب النشر من حذف او تقليص للمادة لأنّ مساحة الصفحة محدودة.
نعم إذا اقتضى التنبيه أو التنويه إلى أمر يُوجب الالتباس فإنّ ذلك سيكون آخر الصفحة
هيئة التحرير
المرجع السيستاني يحذّر من حرب (طويلة) مع تمدد داعش تمزق المنطقة وتحولها إلى دويلات
قال ممثل المرجع السيستاني خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم ١٠/شعبان/١٤٣٦هـ الموافق ٢٩/٥/٢٠١٥م ما نصه:
(في ليلة النصف من شعبان ذكرى ولادة الإمام الحجة بن الحسن المنتظر عليه السلام سيعبّر محبو أهل البيت عليهم السلام عن ابتهاجهم وسرورهم بهذه المناسبة السعيدة وسيؤدي الكثير منهم -تزامناً مع ذلك- مراسم الزيارة للأمام الحسين عليه السلام هنا في كربلاء، مشيراً إلى أنّ هذه السنة تختلف في طبيعة ظروفها ومصاعبها وتحدياتها عن السنين الماضية، حيث يخوض شعبنا ومقاتلو القوات المسلحة والمتطوعون الأبطال معركة مصيرية ضد عصابات داعش،وقد سقط بسببها الكثير من الشهداء والجرحى، وخلّفت أعداداً إضافية من الأيتام والأرامل والثكالى، وتسببت في نزوح اعداد كبيرة من المواطنين خارج مدنهم وقراهم).
وأضاف الشيخ الكربلائي ومن هنا ينبغي أنْ تكون مظاهر الفرح والسرور في احتفالاتنا بمناسبة ذكرى ولادة الإمام عليه السلام في حدود ما تنسجم مع هذه الأوضاع الحرجة والاستثنائية التي يمر بها بلدنا وأنْ نصرف جلّ اهتمامنا وإمكاناتنا في دعم المقاتلين في الجبهات ورعاية أحوال النازحين واليتامى والأرامل، والسعي إلى القيام بمزيد من الأعمال المقربة إلى الله تعالى والابتعاد عن معاصيه ومراعاة ما تقتضيه قداسة وشرافة المناسبة وعدم ممارسة أية تصرفات منافية لها، داعياً جميع الزائرين الكرام إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والخدمية، والمحافظة على الحشمة والوقار والعفّة والحجاب، وكذلك رعاية النظام والنظافة وعدم الإسراف في الطعام، وعدم الإضرار بالأموال العامة، مع ترشيد الاستهلاك سواء على صعيد استخدام الطاقة الكهربائية أو الماء أو الاحتياجات الأخرى مراعاة ً للأوضاع الاقتصادية والمالية التي يمر بها العراق كما دعا الزائرين إلى التحلّي بسعة الصدر وحُسن الخُلق مع الآخرين وتجنّب أي احتكاك، والابتعاد عن استغلال هذه المناسبة الدينية لأغراض سياسية أو دعائية أو حزبية أو شخصية.
ودعا ممثل المرجع السيستاني من خلال خطبته في الصحن الحسيني الشريف جميع القوى السياسية والدينية والاجتماعية في العراق أنْ يكون لها موقف من طبيعة الصراع الدائر مع عصابات داعش ينبع من القناعة التامة بأنّ هذا الصراع صراع وطني وأخلاقي وأنساني وليس صراعاً طائفياً بقوله: (إنّ استجلاء طبيعة الاحداث التي تمر بها المنطقة والتمدد لعصابات داعش وأمثالها في مناطق معينة من العراق وما يجاورها من بعض الدول الأخرى مع توفر دلائل واضحة على تقديم التسهيلات والإسناد مالياً ولوجستياً لهذه العصابات من جهات وأطراف إقليمية وربما دولية يعطي مؤشرات خطيرة إلى أنّ دول المنطقة وشعوبها كافة مهددة بصراع دموي ذي طابع طائفي وعرقي يمتد لسنين طويلة مخلفا الكثير من القتل والخراب ومتسبباً في إيقاف عجلة التنمية والتطور لهذه الدول لغرض إضعافها أزيد من ذي قبل وتمهيداً لتقسيمها وتمزيقها إلى دويلات صغيرة تتناحر فيما بينها،ومن أجل درء المخاطر التي تهدد بلدنا العراق والاستعداد الواعي لتفويت الفرصة على الأعداء لتحقيق مخططاتهم الشريرة لابد من أنْ يكون هنالك موقف واضح وصريح من جميع القوى السياسية والدينية والاجتماعية في البلد من طبيعة الصراع الدائر مع عصابات داعش موقفٌ ينبع من القناعة التامة بأنّ هذا الصراع صراع وطني وأخلاقي وأنساني وليس صراعاً طائفياً،وانّ داعش وباء قاتل لشعوب المنطقة ومدمر لدولها وهي وسيلة وأداة تتخذها بعض الجهات والأطراف الإقليمية وغيرها لتحقيق أهدافها الخبيثة، ولابد من تجسيد هذا الموقف من خلال الدعم الفعلي بكل الإمكانات المتاحة لمكافحة هذا الوباء وعدم الاكتفاء بالتصريحات والمواقف الإعلامية البحتة).
العتبة الحسينية المقدسة ٢٩/٠٥/٢٠١٥