قصة قصيرة: وهل انطقتني إلا بركته!
محمد حسن عبد
ورد محمد مهدي العراق زائراً بقصد الاستشفاء بزيارة الأئمّة الطاهرين عليهم السلام.
لقد فقد السيد محمد مهدي سمعه وقدرته على النطق، فطلب من أقاربه إيصاله الى مقام غيبة صاحب العصر والزمان عليه السلام. وهكذا فعلوا.
لقد وصل إلى هناك وكلُّه شوق إلى إمامه.. وملؤه أمل بأنْ يشفيه الله ببركة آخر الأوصياء.
وما إنْ وصل دار الغيبة حتّى وقف عند البئر يبكي بكاءً شديداً.. ودموعه تنزل غزيرة، وكأنّما هو الساقي على البئر.
كان يتضرّع بقلبه، إذ لا يستطيع بلسانه.. وكان يومئ إلى الناس أنْ يدعوا ربّهم لشفائه.. وأحياناً يكتب لهم بالقلم على الجدار طالباً منهم ذلك.
لقد كان له ما أراد.. وما كان يرجوه من الله رب العباد بحضرة ولي الله صاحب العصر والزمان عليه السلام.
فما إنْ تمّ ابتهاله وتضرّعه حتّى فتح الله تعالى لسانه.. فخرج من مقام الناحية المقدّسة بلسان فصيح.. وبيان حلو مليح.
دهش هو والذين معه.. ولكنّهم لم يعجبوا، فهم عند الحضرة العليّة.. والمنزلة القدسيّة.
خرج محمد مهدي إلى الشارع يريد العودة.. ذهل أصحابه عندما رأوا حالته، فقد سأله بعضهم.. وكان يعلم قصده بالذهاب إلى سامراء.
- اذهبت إلى مقام إمامك المهدي؟.
فقال من فوره. وهو يطير فرحاً وسروراً.
- وهل انطقتني إلاّ بركته!.