التبشير للقضية المهدوية لدى غير المسلمين
مجتبى السادة
إنّنا مقصّرون جدّاً بالتبشير بالقضية المهدوية عند الشعوب غير المؤمنة بدين الإسلام (الشعوب الغربية والشرقية)، والتي لم تسمع باسم الإمام المهدي عليه السلام ولا تعرف شيئاً عنه، وإذا حان موعد ظهوره عليه السلام لا تعرف ماذا سيفعل وماذا سيحقّق، وماذا سينشر، فكيف إذاً لمثل هذه الشعوب أنْ تؤمن به حين ظهوره، وكيف ستؤيّده وتآزره، وهي لا تعرف أدنى معلومات أو حقائق عن قضيته وأهدافه.
فهل أخذنا على عاتقنا التبشير والتمهيد للقضية المهدوية وبشكل ايجابي وصحيح، وبأساليب محببه لدى الغير، خاصّة وأنّ الأعداء يحاولون أنْ يشوهوا وجه الإسلام الناصع، فيضخّموا إعلامياً جرائم داعش والأفعال الوحشية للحركات والجماعات المشبوهة والمحسوبة على المسلمين.. وفوق كل ذلك، للأسف، نحن غافلون ومقصّرون جدّاً في إظهار الوجه المشرق الأصيل للقضية المهدوية، ونشر ثقافتها وأفكارها، والتعريف بالمستقبل الزاهر الذي ينتظر العالم حين يتم تطبيقها وتنفيذها.
يجب علينا أنْ نستغلّ القضايا التي تهمّ الفرد الغربي والشرقي، ليشعر بها ويميل إليها، كقضايا الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، والقضايا الاقتصادية، وكالتوزيع العادل للدخل، والمحافظة على الموارد الطبيعة الناضبة والاستخدام الأمثل للطاقة، وقضايا البيئة وحمايتها من التلوّث، وقضايا الاجتماع السياسي ووو...الخ، كذلك يجب علينا أنْ نستفيد من المؤسسات الأكاديمية والتعليمة والإعلامية الغربية لطرح القضية المهدوية، ونخاطبهم باللغة التي يفهمونها وتؤثّر فيهم، وبشكل علمي ونفسي وتدريجي سليم، لننجح في ترويج فكرة وعقيدة منقذ البشرية الأصيلة.
أنّه من المؤسف أنْ ليس بأيدينا حالياً أي فلم سينمائي يتحدّث عن الإمام المهدي عليه السلام، سواء كان تمثيلياً أو وثائقياً يساعدنا في تعريفه عليه السلام لدى الآخر غير المسلم، كذلك من المخجل أيضاً أنّه لا يوجد عندنا أي كتاب خاص عن الإمام عليه السلام مكتوب بلغة تناسب العقلية الغربية والشرقية، يساعدنا للتمهيد لقضيته.. نحن وحتى هذه اللحظة لم ننتقل للمربع الثالث، وإلى مرحلة التبشير به عليه السلام في مسيرة التمهيد والإعداد لقدومه الشريف، فيثار لدينا تساؤل كبير ومهم: متى سيتحقق ذلك؟ ومن سيأخذ هذه المسؤولية والواجب على عاتقه؟.