من فقهائنا
آية الله العظمى الشيخ راضي آل راضي(قدس سره)
سلسلة من المقالات تسلط الضوء على حياة الفقهاء النواب للإمام المهدي القائم عليه السلام لنستلهم من حياتهم الدروس والعبر في مواجهة الصعاب والفتن
هيأة التحرير
نسبه:
هو الشيخ راضي بن الشيخ محمد بن الشيخ محسن بن الشيخ خضر بن الشيخ يحيى المالكي الجناجي النجفي.
والمالكي نسبة إلى آل مالك وهي قبيلة عراقية, والجناجي نسبة إلى (جناجية) قرية في سواد العراق, أصل اسمها قناقية بالقاف لكنهم يقلبون القاف جيما.
هو جد الطائفة المعروفة في النجف بآل الشيخ راضي وهي قسيمة آل الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء في تعدد النسب, وجد الجميع هو الشيخ خضر والد الشيخ جعفر, تجتمع الطائفتان فيه، وفيهما الكثرة والعدد والعلم والفضل, وأول من نبغ في الطائفة الجعفرية الشيخ جعفر, وفي الأخرى الشيخ راضي, فنسبا إليهما . وهو سبط الشيخ جعفر المذكور من ابنته.
علمه وفقهه:
كان من أفقه أهل زمانه وأعلمهم بل أفقههم, ليس له في عصره نظير في تمهيد قواعد الفقه والتفريع عليها حتى ضرب بفقاهته المثل في عصره كما ضرب المثل بفقاهة جده لامه وعم أبيه الشيخ جعفر, وقد أقر له بالفقاهة معاصره الشيخ مرتضى الأنصاري وكان كثيرا ما يتعرض لمطالبه في مجلس الدرس ويورد عليها.
كان خاتمة الفقهاء من آل الشيخ جعفر ويقال بموته ماتت طريقة فقه الشيخ جعفر وأولاده, وكان قد سلك في الفقه مسلكهم واخذ عنهم, وكان كثير التفريع كعم أبيه الشيخ جعفر . وكان قوي الذاكرة جيد الفهم حلالا للمشكلات الفقهية حاضر الجواب, إذا سئل فيها أجاب عنها سريعا مهما كانت, فإذا قيل له ما هذا التسرع في الفتوى قال: إن الفقه كله نصب عيني فلا احتاج إلى مراجعة.
مرجعيته:
أقام في النجف ورأس الحوزة بعد وفاة الشيخ مرتضى الأنصاري سنة ١٢٨١ هـ, وحملت إليه الأموال من الزكوات والأخماس وغيرها فكان يقسمها على الفقراء وطلاب العلم.
وقد كان يتدفق كالبحر, ناظره بعض العلماء فاعجبته حدة ذهنه, وانتهى إليه التقليد في العراق وبعض أطراف إيران .
كتبه:
ولم يخرج له تأليف لكثرة أسفاره غير (حاشية على نجاة العباد لعلم المقلدين).
مشايخه:
تخرج بصاحب الجواهر وبخاليه الشيخ علي والشيخ حسن، ابني الشيخ جعفر، وابن خاله الشيخ محمد.
تلاميذه:
تفقه به في النجف الاشرف خلق من العرب والعجم وكانوا من تلاميذه, ومنهم: الشيخ إبراهيم الغراوي, الشيخ محمد يونس الشروقي, الشيخ علي يونس, الشيخ حسين بن الحاج باقر, الشيخ صالح بن الشيخ مهدي الجعفري, السيد إسماعيل الصدر العاملي الأصفهاني, السيد محمد كاظم اليزدي, الشيخ فضل الله النوري, الشيخ جواد الرشتي, الحاج ملا محمد الحمامي الرشتي, الحاج ملا علي المقدس الرشتي, الميرزا محمد بن عبد الوهاب آل داود الهمداني الكاظمي.
وفاته:
توفي قدس سره في أواخر شعبان سنة ١٢٩٠ هـ بالنجف الاشرف ودفن تجاه مقبرة جده لامه الشيخ جعفر الكبير وأخواله أبناء الشيخ جعفر بمحلة العمارة, وبني على قبره قبة, وقبره معروف مُزار, وكان حين وفاته قد تجاوز السبعين, وأرخ عام وفاته الشيخ جواد الشبيبي النجفي بقوله :
ما للمنايا التي قد أذنبت وجنت
على الشريعة لا تنصاع معتذره
هذا الزمان أغار الدين فادحه
قسرا وشن على احكامه غيره
فرقان علم طوى عنا به نشر
الباري وسير في أعجازها سوره
علت به قبة الاسلام وارتفعت
وشوكة الكفر عادت منه منكسره
حتى اتى الامر من باريه راح له
وانه أرخوا راض بما امره