رصدنا
الاهتمام العالمي بنبؤات نهاية العالم
نور الساعدي
صفحة الرصد المهدوي تهتم بتوثيق ونشر كل ما يتعلق بالقضية المهدوية من أخبار وموضوعات في المواقع الالكترونية والمنتديات والقنوات الفضائية والصحف والمجلات والإذاعات وتقويمها ورد الشبهات التي فيها إن كانت تتطلب ذلك خصوصا الموضوعات المنقولة من المواقع المخالفة للقضية المهدوية بهدف إطلاع القارئ على ما يدور في تلك المواقع ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك تحديد الايجابيات والسلبيات في كيفية تناول القضية المهدوية في تلك الوسائل والتواصل معها في سبيل تطوير الايجابيات ومعالجة السلبيات.
استحوذ موضوع نهاية العالم في الآونة الأخيرة على معتقدات بعض الفرق الدينية المتفرّعة من الديانات كلها. فانتشرت الكتب التي تتحدّث، بالاستناد إلى الأسفار المقدّسة، عن تحقّق العلامات أو الشروط اللازمة التي تعجّل في مجيء المخلّص. كان هذا مطلع مقال نشره (موقع الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة) بتاريخ ٢٦/٩/٢٠٠٩ عن ان المعتقدات نهاية العالم تعني الملكوت بالحب لا بإبادة الشعوب..
ولا بد من الإشارة إلى أن النبوءة تعني الإخبار عن الشيء قبل وقته، أي الإخبار عن القضايا المستقبلية التي ستحدث في المستقبل.
ولاختلاط التحليلات بالتكهنات فيما يتعلق برصد التغيرات التي يتوقع أن تشمل العالم في السنوات المقبلة، وظهور عدد من الكتب يتنبأ بحروب مدمرة ستجتاح العالم، يعتمد بعضها على قراءة سياسية للأوضاع والبعض الآخر على غيبيات ونصوص دينية.
ارتأت رصدنا أن يكون رصدها لهذا العدد هو مدى الاهتمام العالمي بقضية نهاية العالم والتنبؤات التي تدور حولها ومن هنا كان بداية رصدنا مع مقال حمل عنوان (نبوءات نهاية العالم).
وقد نشر هذا المقال في موقع (إسلام اون لاين) بتاريخ ٢٢/٣/٢٠٠١, حمل المقال الكثير من المغالطات حول قضية نهاية العالم والتنبؤ بمجيء المهدي المنتظر عليه السلام حيث أكد على إن المنهج الإسلامي في التعامل مع هذه النبوءة يقتضي الإيمان بها دون انتظار تحققها أو العمل على الإسراع بها كما يفعل البعض، وإنما التعامل معها كغيب أو نتيجة يجب أن لا ننشغل به عن الفعل الحقيقي المطالبين به, والذي نمتلك القدرة عليه فعليًا.
وقد تم الرد على هذا المقال وما حمل من مغالطات بمقال آخر تحت عنوان (نبوءات نهاية العالم.. رؤية شيعية), والذي لا يسع المقام لذكر ما جاء فيه ولكن يمكن الاطلاع عليه في واحة المهدي في الفكر المعاصر في منتدى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام.
أما جريدة (الرياض الالكترونية) اليومية الصادرة عن (مؤسسة اليمامة الصحفية) فقد نشرت مقالين في أوقات مختلفة حول متى ستكون نهاية العالم.
الأول بتاريخ ٢٦/٣/٢٠٠٢ وقد حمل عنوان هل (سينتهي العالم عام ٢٠١٢)؟ مبينا أن هناك أمماً وثقافات كثيرة حاولت التنبؤ بنهاية العالم.. ففي الإنجيل مثلا يوجد نص يدّعي أن (الملائكة قيدت الشيطان إلى قعر جهنم وانه لن يفك وثاقه قبل ألف عام). ومن هذا النص فهم المسيحيون الأوائل أن القيامة ستقع بعد ١٠٠٠عام من ميلاد المسيح عليه السلام. وحين شارفت الألف الأولى على نهايتها توقع كثير منهم انتهاء الدنيا فهجروا أموالهم وممتلكاتهم وخرجوا إلى التلال يجأرون ويستعدون (للانجراف نحو السماء). وحين لم يحدث شيء ومرت أول ألفية بسلام ظهرت تفاسير جديدة تدعي أن قيام الساعة سيكون عام (٢٠٠٠).. ولأننا أيضا تجاوزنا هذا الموعد بسلام ظهرت افتراضات جديدة تؤكد أن دمار العالم سيكون بنهاية الألفية الثالثة (اعتمادا على ان المسيح عليه السلام توفى في عقده الثالث!!!). ..
على أية حال فإن اهتمامنا اليوم سيكون منصبا على النبوءة التي يدعيها شعب المايا وتقول أن العالم سينتهي عام ٢٠١٢.وأهميتها لا تنبع من صحتها بل من ان شعب المايا (في أمريكا الوسطى) وضع جداول رياضية تنبأت بدقة بالكوارث الجوية والأحداث الفلكية، والمايا قبائل هندية أسست حضارة مدنية بلغت أوج تألقها في القرن الثالث الميلادي. ففي وقت كانت فيه باريس ولندن مجرد قرى بدائية, كانت مدن مثل (تايكال وتيهاكان) تملك طرقا مرصوفة ويسكنها أكثر من مائة ألف نسمة.. غير إن عظمة المايا الحقيقية تكمن في مهارتهم في علوم الفلك والرياضيات ورصد الأحداث. وهكذا تستمر عندهم الاحتمالات الرياضية والفلكية والادعاءات عن مصير العالم في النهاية حتى وصلوا إلى إن العالم ستكون نهايته في عام ٢٠١٢ وهذا أمر لا يمكن قبوله بأية حال من الأحوال, لان ساعة النهاية أو ساعة مجيء المخلص من الأمور الغيبية التي هي بعلم الله عز وجل ومن يدعي خلاف ذلك فهو كاذب في مدعاه ولا يمكن تصديقه ويبقى ادعاؤه مجرد احتمال لا يمكن البناء عليه.
أما مقال آخر فقد نشرته صحيفة (الرياض الإلكترونية) بتاريخ ٢/٢/٢٠٠٦ تحت عنوان (ماذا سيحدث (بالضبط) بعد ستة أعوام)؟ أشارت فيه إلى نفس القضية وهي انتهاء العالم في عام ٢٠١٢ حيث أوضح كاتب المقال إن جماعات وثقافات عالمية كثيرة تشترك مع المايا في أهمية و كارثية عام ٢٠١٢ ، ففي آسيا مثلا تشير كتابات المنجمين الصينيين إلى أن سلالة الإمبراطور شانج (التي حكمت الصين منذ عام ١٧٦٦ قبل الميلاد) ستستمر حتى نهاية الدنيا بعد ٣٧٧٨ عاماً (وهو ما يوافق تقريبا عام ٢٠١٢ ميلادي)..
أما في فرنسا فهناك النبوءة التي وضعها المنجم نوستراداموس (مستشار الملك شارل التاسع) وادعى فيها أن كواكب المجموعة الشمسية ستضطرب بنهاية الألفية الثانية وتسبب دمار الحياة بعد حلولها ب ١٢عاماً فقط.
وظهرت هذه النبوءة مجددا في اليابان (عام ١٩٨٠) حين أعلن عالم الرياضيات (هايدو ايتاكاوا) أن كواكب المجموعة الشمسية ستنتظم في خط واحد خلف الشمس - وأن هذه الظاهرة الفريدة ستصاحب بوقائع مناخية وخيمة تنهي الحياة على سطح الأرض في أغسطس ٢٠١٢ !!...
والغريب أن النظرة الكارثية لعام ٢٠١٢ يمكن ملاحظتها حتى بين أتباع الديانات السماوية الثلاث ؛ ففي حين يؤمن شعب المايا بأن البشر يخلقون ويفنون في دورات تساوي خمسة آلاف عام؛ نجد توافقا بين هذا الاعتقاد وما جاء في التوراة حول خلق الإنسان وبقائه على الأرض لخمسة آلاف سنة (ينتهي آخرها عام ٢٠١٢ ) .وهذا الاعتقاد يتوافق بالتبعية مع كثير من النبوءات المسيحية التي اعتمدت على ما جاء في التوراة أو العهد القديم .. فمعظم المسيحيين مثلا يؤمنون مثلنا بظهور المهدي عليه السلام في آخر الزمان. ويرى كثير منهم أن ظهوره سيكون عام ٢٠١٢ اعتمادا على تحديد دانيال في الإنجيل .. وهناك قس مشهور يدعى (إدجار كايسي) (سبق وأن تنبأ بانهيار البورصة الأمريكية عام ١٩٢٩ ) ادعى أن نزول المسيح سيكون بعد ٥٨ عاما من وفاته وأن العالم سينتهي حينها بزلازل وحرائق تشتعل في نفس الوقت (عام ٢٠١٢) !!
وللوقوف بوجه هذه الرؤية المتشائمة لنهاية العالم نشر موقع (الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة) مقالا ذكر تاريخه في مقدمة رصدنا.
إن الخطأ في تصوير نهاية العالم والحديث عنه يكمن وراء اعتماد بعض الأصوليين المسيحيين على الفهم الحرفي والخاطئ لقراءة (سفر رؤيا يوحنا) فالأدب الرؤيوي ليس أدباً نبوياً، بمعنى أنه يتحدث عن أمور ستحدث لاحقاً، بل هو أدب رمزي يتحدث عن وقائع معاصرة شاهدها الكاتب ودوّنها بأسلوب بعيد عن المباشرة.
بالإضافة إلى ذلك نشر موقع (الأنبا تكلا القبطي) ضمن سلسلة محاضرات عن الإيمان محاضرة حول البدع وتحديد نهاية العالم, موضحا إن بعد (إيلين هوايت) ظهر أحد السبتيين يدعى (تشارلز تاز رصل) في الولايات المتحدة الأمريكية بدأ هو أيضاً يتنبأ عن نهاية العالم، وبين مدى كذب هذا الادعاء خاتما الموضوع بقول نسبه للسيد المسيح (انظروا لا يضلكم أحد، فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين: أنا هو المسيح ويضلون كثيرين. وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب، انظروا لا ترتاعوا. لأن لابد أن تكون هذه كلها ولكن ليس المنتهى بعد) (مت٢٤: ٤-٦).
ومما يثير الضحك, ويدعو إلى الشفقة هو ان صحيفة (إيلاف الإلكترونية) نسبت مقولة نهاية العالم في عام ٢٠١٢ وظهور المهدي المنتظر عليه السلام للشيعة في مقال نشرته بتاريخ ١٤/٥/٢٠٠٩ تحت عنوان نهاية العالم في ٢٠١٢ خرافة وتحته عبارة بالخط العريض تقول (خبراء عراقيون يؤكدون نهاية العالم وشيعة يربطونه بظهور المهدي).
ومن خلال ما تقدم للقارئ الكريم تبين من هو القائل بأن النهاية ستكون في ٢٠١٢ فهم أصحاب الديانات الأخرى وليس الشيعة مما يدل على مدى جهل صاحب المقال المنشور في صحيفة (إيلاف) أو تجاهله لتلك الحقائق مستندا على إنها نبوءة علمية طرحتها (كلية العلوم _جامعة بغداد) ودعمتها أفكار دينية شيعية تؤكد ذلك حيث ستكون نهاية العالم في ٢٠١٢ بظهور الإمام المهدي عليه السلام وفق الاعتقاد الشيعي،و الجدير بالذكر إن جامعة بغداد استندت أيضا في نظريتها حول نهاية الكون بما أوردته وكالة ناسا حول احتمال اصطدام الأرض بكوكب جديد يظهر لأول مرة في المجموعة الشمسية ويطلق عليه (كوكب إكس) بالكرة الأرضية تصاحبه أشعة شمسية تعمل على انقراض البشر...
ويمكن الرد على ما جاء في هذا المقال بالقول: أولا ليس جامعة بغداد فقط هي التي اعتمدت على أنباء وكالة ناسا, وإنما هناك الكثير مما اعتمد عليها وهي ليست نبوءة جامعة بغداد بل هي احتمالات علمية يمكن لأية جامعة في العالم أن تتوصل لها اعتمادا على الحسابات الفلكية والتقارير من الوكالات الفضائية.
وثانيا إن الاعتقاد الشيعي الاثنى عشري بظهور المهدي المنتظر عليه السلام يرفض رفضا تاما التوقيت لذلك الظهور ويعتبره من الكذب حتى وان صدق وإذا كان هناك نفر منهم يوقتون لذلك فهذا لا يسمح بأن ينعت المذهب بأكمله بهذا النعت.
وبتاريخ ٢١/٦/٢٠٠٢ نشر موقع BBCالإخباري خبراً حول تزايد إقبال الشباب على كتب نهاية العالم معتبرا كتاب )هرمجدون) نموذجا للكتب التي تستقي من نصوص منسوبة للدين دلائل على نهاية العصر.
و(هرمجدون)، أو Armageddon كما تعرف في الغرب، هي المكان الذي ذكر الإنجيل أنه سيشهد الموقعة الفاصلة بين قوى الخير وقوى الشر منذرة بنهاية العالم. وتقول الموسوعة البريطانية إن الكلمة عبرية وقد وردت في إصحاح يوحنا لتشير إلى (تل مجيدو) بفلسطين.وأضاف الخبر إلى إن الصحف والمجلات المصرية مهتمة بالحديث عن مثل هذه الكتب، وقد أفردت صفحات لمناقشة ما جاء في الكتاب، في صحف الأسبوع, والسياسي المصري, وصوت الأمة والأنباء الدولية بالإضافة إلى مجلتي روزاليوسف وصباح الخير، وقد راج الكتاب بين قطاعات واسعة من الشباب.
ويرى المؤلف أن ظهور المهدي عليه السلام سيكون الحد الفاصل بين ما يقول إنه علامات الساعة الصغرى التي تحققت بالكامل، والعلامات الكبرى التي يبدأ بظهورها العد التنازلي لنهاية العالم.
وللوقوف على أهم الكتب التي تحدثت عن نهاية العالم حاولت رصدنا أن ترصد بعضا من تلك الكتب والتي منها:
تنبؤات نوستراداموس: حيث أثارت نبوءات نوستراداموس، الذي عاش في القرن السادس عشر، جدلاً واسعاً في أوساط الملوك والحكام في زمانه خاصة عندما كانت تتعلق بوراثة العرش أو موت الملك أو هزيمة جيش أو ما إلى ذلك... وقد سجل نوستراداموس تنبؤاته ضمن مؤلفات شملت تكهنات تبتدئ بزمانه وحتى نهاية العالم، ولم تقتصر شهرة مؤلفاته على فرنسا، فقد ظهرت طبقات من التنبؤات في جميع أنحاء أوروبا خلال خمس وعشرين سنة من تاريخ نشرها أول مرة. ويضم هذا الكتاب بعضاً من تلك التنبؤات.
وكتاب نهاية العالم متى وكيف؟ (لمارشال مراد) حيث حاول الكتاب ان يجيب عن العديد من التساؤلات الهامة التي تراود الإنسان حول نهاية العالم كيف ستكون؟ وذلك من خلال اعتماده على مصادر متنوعة منها الأساطير المتوارثة منذ القدم، وما جاء في الكتب الدينية، كما اعتمد على التقارير والدراسات العلمية التي صدرت عن المؤسسات ومراكز البحوث العالمية، بالإضافة إلى الأحداث الجزئية التي عاشها عصرنا واستخلص منها النتائج المدمرة. هذا ويحتوي الكتاب على مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي تبين الحوادث التي طرأت على الأرض والتي إن تكررت سوف تؤدي بالتأكيد إلى نهاية العرق البشري.
ثم كتاب (عمر أمة الإسلام وقرب ظهور المهدي عليه السلام) : للشيخ امين جمال الدين.
يقول الشيخ: (وأنا أميل إلى القول بأن سنة ٢٠١٢هي النهاية وليست بداية النهاية لدولة إسرائيل؛ فبداية النهاية لدولة إسرائيل ستكون على يدي المهدي عليه السلام ومن معه، ثم تكون النهاية لرجسة الخراب على يدي عيسى عليه السلام والمؤمنين معه . والفرق الزمني بين اعتبار سنة ٢٠١٢ هي النهاية او بداية النهاية هي فترة حياة المهدي عليه السلام وهي سبع او ثماني سنين كما جاء في الأثر الصحيح (انتهى) ،وشبيه لهذا الكلام نجده في كتاب الشيخ سفر الحوالي (يوم الغضب) حيث جاء فيه بالنص: بقي السؤال الأخير والصعب : متى يحل يوم الغضب ومتى يدمر الله رجسة الخراب ومتى تفك قيود القدس؟؟ . إن كان تحديد دانيال صحيحا بأن الفترة بين الكرب والفرج هي ٤٥عاماً فنقول ان قيام دولة الرجس كان ١٩٦٧وبالتالي ستكون النهاية أو بداية النهاية سنة ١٩٦٧ +٥٤ = ٢٠١٢( انتهى) .
كتاب نهاية العالم لمنصور عبد الحكيم الذي حاول تصحيح الكثير من الأخطاء التي وردت في الكتب التي تحدثت عن نهاية العالم وانه سيكون في عام ٢٠١٢ حيث بين إن بعض الكتاب المعاصرين الذين وصل الأمر بهم أن حددوا نهاية العالم، وانها ستكون في ٢٠١٠ م !! وهذا خطأ كبير, فالتحديد لا يعلمه إلا الله مهما اجتهدنا ليقع في خطأ آخر حيث حاول معرفة شخصية السفياني هل هو صدام حسين ام غيره وهكذا..
ومما يلفت النظر أن هذا الاهتمام العالمي بنهاية العالم وصل إلى مدينة هوليود وقد جسدته عبر أفلامها ففي مقال نشرته (صحيفة الرياض) بتاريخ ٢٨/٨/٢٠٠٨ تحت عنوان ٢٠١٢.. (نهاية العالم بعيون هوليودية) تم فيه تسليط الضوء على الفلم الملحمي (٢٠١٢) والذي يعتمد بشكل رئيسي على آراء علماء حضارة المايا الذين وضعوا تقويماً دقيقاً لتاريخ كوكب الأرض حددوا فيه يوم ٢١ ديسمبر من العام ٢٠١٢ نهايةً لهذا التاريخ. وفي هذا اليوم تحديداً تجري أحداث الفيلم،ويسعى بطل الفيلم الذي يحاول استغلال معرفته الواسعة بكل ما كتب عن نهاية العالم لكي ينقذ ما يمكن إنقاذه من البشر حتى لا تفنى الحياة تماماً؛ فيتأمل في نبوءات المايا بحثاً عن ثغرة تعطي أملاً جديداً للبشرية. وليس هذا الفيلم هو الوحيد الذي استغل تاريخ ٢٠١٢ لينسج حوله قصة الكارثة الكبرى فقد سبقته عدة أفلام استغلت هذا الرقم بطرق مختلفة.
ففي فيلم (أنا أسطورة ٢٠٠٧- (I Am Legend))، تجري الأحداث التي يعيشها البطل الوحيد في عام ٢٠١٢.
أما فيلم الحركة (سباق الموت-Death Race) فيتم ذكر هذه السنة بوصفها السنة التي انهار فيها الاقتصاد الأمريكي.
* ومن خلال كل ما تقدم نعرف مدى أهمية الإيمان بالله سبحانه وتعالى للإنسان, فلو أن هؤلاء الذي صوروا نهاية العالم بهذه الصورة المرعبة كانوا مؤمنين برحمة الله عز وجل ورأفته بالبشرية, لما نسجوا هذه المأساة من نسج خيالاتهم وللجؤوا له سبحانه.
ولو أنهم آمنوا برحمة الله تعالى التي ستظهر لهم منقذ هذه الأمة من الهلكة, الإمام المهدي المنتظر عليه السلام وانه الذي سيحيي السعادة في ربوع الكرة الأرضية بالعدل الذي ينشره, لا أن يفنيها ومن عليها, لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه من بؤس وشقاء وخوف وقلق من المستقبل ولكن عز من قال (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).