الحاجة إلى المهدوية
كل يوم يمر يزداد اليقين بالحاجة للمخلّص المهدي.
فكلما وضع عقلاء البشر حلولاً للمشاكل المستديمة وجدوا أنفسهم في دوامة التعقيد والتخبط وازدياد المشاكل.
وهذا ليس تنظيراً للعقيدة المهدوية، ومحاولة للاستفادة من سقطات الآخرين والصعود على ركامها، انّها الحقيقة العملية قبل أنْ ننظر إليها.
فهذه البسيطة بساكنيها، بكل امكاناتها وعقولها وطاقاتها ومصالحها لا تكاد تخطو إلا خطوات متعثرة في سبيل تحقيق أهداف الاصلاح المعلنة.
ولو قدّر لها أنْ تحقق طموحها في الاصلاح لما توانت لحظة في تحقيقه، لما سيكسبها ان حققته من رهان في اسقاط عقيدة المخلّص الإسلامية الوحيانية -باعتبار أن أغلب النظم التي رفعت راية الاصلاح هي بعيدة عن اجواء الوحي والارتباط بالسماء-.
إنّ المسلمين، وخصوصاً أصحاب الحق هم الذين ينبغي لهم اليوم أنْ يستثمروا هذه الحاجة للمهدوية، لإرساء هذه العقيدة وتجذيرها في نفوس الناس، ومن ثمّ جعلها تخطّ سلوكاً سوياً للبشر، لتحصيل حالة التهيّؤ المطلوب لإظهارها للعلن، ولأنْ تُمسِكَ بمقادير الوجود للناس في هذا الكوكب، لتحقق العدل والسعادة.
إنّ المسلمين قبل غيرهم، واتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام منهم خاصة مدعوون اليوم لأنْ يعطوا للمهدوية استحقاقاً يجعلها في قمة الاولويات -وهي كذلك بحسب الواقع والوحي إلا أن تأخيرها وتقديم غيرها عليها انما هو من الناس أنفسهم اذن في الحقيقة هو ليس اعطاء بل إرجاع-.
فلابد أنْ تتقدم على المال والسياسة والفكر، ولابد أنْ تأخذ حظاً من الجهد والوقت، لأنها أمّ الحاجات وملبية الرغبات.
فأية رغبة واعلى أمنية تحملها البشرية فإنّ المهدوية قادرة على ايجادها، واية معضلة عجز عن حلّها الجميع، فإنها أيضاً كفيلة بحلها.
إنّه لابد أنْ نعي جيداً أننا بحاجة إليها، ويجب أنْ نوفر كل الامكانات لإحلالها محلها المناسب لتقوم هي بدورها بحل عقد واقعنا، وتنظيم امورنا، فهي هبة السماء لنا، وهدية الرحمة للرفق بنا.
رئيس التحرير