الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
ماهو التكليف الشرعي عند ظهور الإمام عليه السلام؟
حسين الوائلي
السؤال
ماهو تكليفي الشرعي عند ظهور الإمام؟.
الجواب:
إنْ كان السؤال عن أصل التكليف فهو إطاعة الأمر (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وإنْ كان عن المصاديق فبالإمكان أنْ تصدر أوامر مولوية يصدرها الإمام عليه السلام، من حيث كونه إماماً وقائداً فيجب اتّباعه، إضافة إلى أنّه يظهر أحكاماً قد اندرست من شريعة سيد المرسلين، فيجب على المكلفين اتّباعه فيها.
*********************
من هو نائب الإمام عليه السلام في الوقت الحاضر؟
محمد زاهر عليوي
السؤال:
هل يوجد نائب للأمام الحجة عليه السلام في الوقت الحاضر، ومن هو؟.
الجواب:
إنْ كنت تسأل عن النائب الخاص فلا يوجد نائب خاص، من زمن انتهاء الغيبة الصغرى إلى صدور الصيحة في السماء، أي قد انقطعت النيابة بعد وفاة النائب الرابع وهو علي بن محمد السمري رحمه الله وذلك باعتبار ما ورد من توقيع عنه عليه السلام وهو: (بسم الله الرحمن الرحيم ياعلي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنّك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك ولاتوصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى جل ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة الا فمن أدّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم).
وقد تسالم علماؤنا على ذلك حتى قال ابن قولويه رحمه الله: (...عندنا أنَّ كل من ادَّعى الأمر بعد السمري رحمه الله فهو كافر منمَّس ضَال مُضِل...) (الغيبة للشيخ الطوسي ص٤١٢ رقم ٣٨٥).
امّا إنْ كان السؤال عن النائب العام فنقول: نعم ولكن لم يشخَص بالاسم وانّما قد شخّص بالصفة، وذلك باعتبار ماورد من روايات عن أهل بيت العصمة عليهم السلام تدل على ذلك، منها ماجاء عن الإمام العسكري عليه السلام: (...فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه).
إذن هذه الرواية حدَّدت النائب العام بصفة الفقاهة، وهي ملكة يحصل عليها الإنسان بعد دراسات مطوَّلة ومعمَّقة في الفقه والأصول واللغة والمنطق والتفسير وغيرها من علوم قد تستغرق ٤٠ عاماً من الدراسة المستمرة والمثابرة التامة، فإذا حصل على هذه الملكة وباقي الصفات المذكورة في محلها من العدالة وغيرها أصبح مؤهلاً لأنْ يتصدّى لبيان شرائع الدين، ويتصدى ليكون نائباً عاماً عنه عليه السلام وهذا المعنى له مصاديق متعددة في عصرنا الحالي.
*********************
يصلح الله أمر الإمام عليه السلام في ليلة؟
رعد كامل عبادي
السؤال:
هل الأزمة المالية التي حصلت في سنة ٢٠٠٨ في العالم الغربي والدول الأخرى تدخل ضمن الحديث (يصلح له أمره في ليلة)؟.
الجواب:
لاعلاقة لهذه الأزمة بهذا الحديث.
انّما هذه الأزمة هي مؤشر واضح على فساد كل الأنظمة التي تدَّعي إصلاح الأُمم، فهي بالتالي مؤشر واضح على عدم قدرة هذه الأنظمة على قيادة المجتمع للرفاه الذي ينشده، وهذا يرجعنا إلى ضرورة الإيمان بالفطرة التي تؤكد على وجود المنقذ العالمي والمصلح الذي يحكم بالقسط والعدل في كل أرجاء العالم، وهذه الأطروحة هي الكاشفة عن الحكمة من الخلق، فانّ الله خلق البشرية لسعادتها ولنصرة العدل على الظلم.
*********************
هل أمُّ الإمام عليه السلام روميَّة أو أمَة سوداء؟
قاسم حسين
السؤال:
سيدي عند القراءة لأوصاف الإمام عليه السلام الخَلقية نرى أقوالاً تصفه بأنّه عربي اللون مربوع الجسم أجعد الشعر وبعضها طويل الجسم أسبل الشعر أبيض مشرب بحمرة، والمعروف عن أمّهP انّها روميَّة، وفي بعض الأحاديث أُمّه أمة سوداء. وكأنّ الحديث عن شخصيتين؟.
الجواب:
لايتكلم الحديث الصحيح عن شخصيتين وانّما عن شخصية واحدة، ولكن قد يفهم من روايات غير صحيحة السند الكلام عن شخصية ثانية بأوصاف ثانية تذكر الإمام المهدي عليه السلام كما هو الحال في روايات اسم الإمام عليه السلام، فانّ الروايات الصحيحة ذكرت أنّه محمد بن الحسن العسكري، ولكن الروايات غير الصحيحة ذكرت أنّه محمد بن عبد الله.
فلا يعني هذا وجود شخصيتين، وإنّما هذه الروايات ناظرة إلى شخصية واحدة، ولكن تدخلت الأيادي الوضّاعة لإرباك الأُمّة، ووصفته بأنّه محمد بن عبد الله، فهكذا الحال في أوصافه، وهكذا الحال في كل مسالة فيها روايات متعارضة، فانّ مقامنا فيه روايات على قسمين:
القسم الأول: ما يفهم منها بحسب الوهلة الأولى التعارض، ولكنْ مع التأمل البسيط يتضح عدم التعارض لانّها تصف زماناً أو مكاناً معيناً، أي تصف الإمام عليه السلام حال صغر سنِّه أو غير ذلك.
القسم الثاني: ما يفهم منها التعارض المستقر، وفي هذا الحال يرجع فيها إلى مرجحات باب التعارض من قبيل موافقة الشهرة أو غيره.
عن ضريس الكناسي، قال: (سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول: إنّ صاحب هذا الأمر فيه سنة من يوسف ابن أمة سوداء، يصلح الله عز وجل أمره في ليلة واحدة). (كمال الدين وتمام النعمة : ٣٢٩).
مناقشة الاستدلال:
ولا يخلو الاستدلال بهذه الرواية عن تأمل ظاهر، وذلك بالالتفات إلى نقاط:
الأولى: إنَّ عنوان (صاحب الأمر) لا يخلو إمّا أنْ يكون منصرفاً إلى خصوص الحجة المهدي عليه السلام، وإمّا ينطبق على غيره من أولي الأمر أيضاً، فإن قيل بانصرافه ثبت رجوع الرواية ولحقاها به عليه السلام، وإنْ قيل بعمومه لم يُعلم المصداق المقصود من الرواية؛ إذ أنَّ غير واحد من الأئمة عليهم السلام أمهاتهم من الإماء.
الثانية: إنَّ الاستدلال المذكور مبني على مقدمة خاطئة، وهي: أنَّ أمّ الإمام المهدي عليه السلام من الروم، ومقتضى روميتها أنْ تكون بيضاء اللون، ولا يخفاك وهن هذه المقدمة؛ فإنه لا ملازمة بين الأمرين؛ إذ ربما تكون المرأة من أهل الروم إلا أنها لسببٍ أو لآخر _ككون أمّها من الإماء، باعتبار أنَّ والدها من ملوك الروم، فتكون تحته بحسب العادة مجموعة من الإماء والجواري_ قد تكون امرأة سمراء.
الثالثة: إنَّ التصريح بلون أمهات الأئمة عليهم السلام على خلاف سيرة الأئمة عليهم السلام الجارية على التحفظ على خصوصيات نسائهم تحفظاً شديداً، بل هو على خلاف سيرة المتشرعة وأصحاب الغيرة من الناس جميعاً؛ فإنَّ هذا مما لم يُعهد من سائر أهل العفَّة فما بالك بالأئمة الطاهرين عليهم السلام؟!.
وهذا ما ينتهي بنا إلى الجزم إمّا بزيادة مفردة (سوداء) في الرواية، وإمّا بصدورها بهدف التعمية والتلبيس، نظراً لما يعلمه الإمام الباقر عليه السلام من مستقبل الهجوم على بيت الإمام العسكري عليه السلام وتفتيش نسائه بحثاً عن أمّ الإمام المهدي عليه السلام (أضف إلى ذلك: أنَّ إمام القوم المدعو (أحمد الحسن) حينما وصل في شرائع إسلامه ٣ / ١٩٩ إلى أحكام النساء الإماء قال: (وأعرض عن التفصيل؛ لعدم الحاجة في الوقت الحاضر)، فمن أين صارت أمّه من الإماء، رغم إلماحه في كلامه هذا إلى انقراضهن؟!).
*********************
لِمَ أنصار الإمام عليه السلام عند ظهوره قلَّة؟
حسينية
السؤال:
هناك الآن الكثير من المشتاقين لظهور الإمام والمتلهفين لنصرته عليه السلام، فلماذا عندما يخرج مولاي صاحب الزمان عليه السلام يكون أنصاره قلّة؟ (اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة وعجِّل لنا ظهوره).
الجواب:
من الذي يقول إنَّ أنصاره قلَّة، فإنْ كنتم تقصدون الـ(٣١٣) فهؤلاء هم القادة لجيشه وأصحاب الرتب العالية في حكومة الإمام المهدي عليه السلام فقد قال الإمام الصادق عليه السلام للمفضل بن عمر (كأنّي انظر إلى القائم على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، عدّة أهل بدر، وهم أصحاب الألوية، وهم حُكَّام الله في أرضه على خلقه).
وذكرت روايات أُخرى بأعداد أُخرى مثلاً: قيل انّ عدد أنصاره خمسة آلاف أو عشرة آلاف أو اثنا عشر ألفاً أو خمسة عشر ألف رجل (الغيبة للنعماني ٣٠٧، بحار الأنوار ٥٢/ ٣٢٣) بالإضافة إلى سبعين ألف صدِّيق يرجعون إلى الدنيا وينضمون إلى الإمام المهدي عليه السلام في الكوفة. إضافة إلى القاعدة الشعبية الوسيعة في أنحاء المعمورة.