قصة قصيرة: في مسجد الرملة
محمد حسن عبد
توقفت قافلتنا ونحن في الطريق, إنه حقاً طريق طويل من الشام الى مصر.
فكّرت في ان استثمر بعضاً من وقت الاستراحة لأذهب إلى مسجد مدينة (الرملة) والمعروف بالجامع الأبيض, وذلك لازور أضرحة الأنبياء عليهم السلام الذين هم في الغار عند المسجد.
آه إنّ الباب مقفل, ولا أحد هنا, فماذا أعمل, قلت في نفسي:
- لأكسر القفل.
وهكذا كان، لقد جذبت القفل فانفتح, ثم نزلت الى الغار وانشغلت بالصلاة والدعاء.
لقد حصل لي إقبال على ربّي, بحيث انّي ذهلت عن القافلة وأمرها, وما إن انتهت من الزيارة, عدت الى قافلتي, يا للهول لم أجدها، لقد ارتحلت.
- ماذا أعمل يا ربّي.
لقد قررت أنْ أمشي من أجل اللحاق بالقافلة, لكن هل استطيع اللحاق!؟
مشيت ومشيت حتى أعياني التعب, ولكن دون جدوى, فلم ألحق بالقافلة, ولم أرها حتى ولو من بعيد.
لقد ضاق صدري, ولكنني لم أيأس من رحمة الله.
وبينا أنا في هذه الحال، بين حزن وأمل، وإذا بي أرى شجاً من بعيد.
- ما هذا
لقد اقترب منّي بسرعة.
انه رجل, يركب بغلاً, لقد قال لي:-
- اركب خلفي
لقد رفعني خلفه ومضى كالبرق.
فما معنى إلا قليل حتى لحق بقافلتي, وعندها قال لي:
- اذهب الى رفقتك.
لقد تركني وذهب باتجاه القافلة, لكنَّ نظري انقطع عنه, انها سرعة فائقة جداً, بحيث لم أره, فأين ذهب, يا إلهي هل هو: إلاّ صاحب العصر والزمان! إمامي المهدي عليه السلام.