قصة قصيرة: كان الأمر كما أخبرني مولاي
محمد حسن عبد
حقاً إنه لهمٌّ كبير, وأمرٌ عظيم, فكيف سأواجهه, لقد سعى بي أحدهم الى صاحب مصر, وإني لأخشاه. فما العمل؟
بينما كان السيد العلوي يحدّث نفسه, همَّ بشيء يعمله كيما يتخلّص من بطش الحاكم, كما يظن هو, فقال في نفسه: لا سبيل لي في الخلاص الاّ أنْ أترك مصر.
وكان له ذلك, ولأنّ الموسم موسم حجّ فقد غادر مصر الى الحجاز حاجّاً, وبعدها ذهب الى العراق, فقصد من فوره قبر مولاه أبي عبد الله الحسين عليه السلام مستجيراً به من سطوة من كان يخاف بطشه ويخشاه.
أقام السيد محمد بالحائر الحسيني خمسة عشر يوماً, يدعو ويتضرع ليله ونهاره.
وبينا هو في هذه الحال تراءى له صاحب الزمان وولي الرحمن عليه السلام, والسيد بين نائم ويقظان.
يستعيد السيد ذكريات قصته فيقول شاكراً ربه.
- لقد قال لي إمامي:
- إنّ الحسين عليه السلام يقول لك إنك خفت فلاناً.
فقلت متأوّهاً وعلى الفور:
- نعم إنه أراد هلاكي فلجأت الى سيدي.
فقال لي:
- هلاّ دعوت ربك ورب آبائك بالأدعية التي دعا بها من سلف من الأنبياء, فكشف الله عنهم.
فقلت بلهجة المتلهّف:
- وبماذا أدعوه؟
- فذكر لي الدعاء, وبقي يأتيني طيلة خمس ليال متواليات, وأنا مواظب على الدعاء والأعمال التي أرشدني وحثّني على القيام بها.
- وهكذا حتى قررت السفر راجعاً الى مصر. فلما بلغت الأردن رأيت هناك رجلاً من جيراني قدِم لتوّه من مصر، فأخبرني بالقول:
- إنّ خصمك قبض عليه صاحب مصر, فأصبح مذبوحاً, وطرح في النيل.
وحين بلوغي سكني سألت أصحابي عن وقت الانتقام من ذلك الذي سعى بي الى الحاكم, فتبيّن لي أنه وقت انتهائي من الدعاء والتضرع, وكما أخبرني إمامي ومولاي صاحب العصر والزمان عليه السلام.