الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٨٢/ ربيع الثاني/ ١٤٣٧هـ » التفعيلة تصدح بالانتظار/ الحلقة الثالثة
العدد: ٨٢/ ربيع الثاني/ ١٤٣٧ه

المقالات التفعيلة تصدح بالانتظار/ الحلقة الثالثة

القسم القسم: العدد: ٨٢/ ربيع الثاني/ ١٤٣٧هـ الشخص الكاتب: محمد حسن عبد الخاقاني التاريخ التاريخ: ٢٠١٦/٠١/١٨ المشاهدات المشاهدات: ٤٩٨٤ التعليقات التعليقات: ٠

التفعيلة تصدح بالانتظار/ الحلقة الثالثة

محمد الخاقاني

لم يقتصر تصريح الشعراء بما يكنونه عن شمس الهداية المهدوية بالشعر العمودي (التقليدي) بل ابدعوا كذلك بالشعر الحر لتصدح (التفعيلة) مزهوة بالانتظار

انفجار الورد/ للشاعر جعفر سلمان آل شبيب (*)

الفٌ ومئةُ وثمانيةٌ وستّونَ غِيابْ
ونحن ننتظرُ يالثاراتِ حسينكْ
والغضبُ الأسودُ تقطّعُنا سكاكينهُ!!
أوما آنَ للوردِ أنْ ينفَجِر من أعصاب الحسَكْ
وتَتَفرعُ الشمسُ في أروقَـةِ الليلْ؟؟
فقطبُ الأمَل المتجمّد تناولَ عقاقيرَ مزدحمةً بلونِ الذّوبانْ
ذُبنا بدَوّامةِ الانتظارْ
وذابَ الانتظارِ في كؤوسِ حساباتِنا
كلَّ يومٍ نقطِفُ ورقةً من غصن العَينْ
يأتي, لا يأتي, يأتي, لا يأتي...
والغابةُ مليئةٌ باللّبواتِ
والغزالات بدأتْ تلفظُ أنفاسَها ويستنْشِقُها الانقراضْ
و (متانا) منهوكة مغبرّةٌ مِنْ فرطِ ما ضاعَ مسراها في مفاوِز الجرحْ
والأيام تبعثُ برقيّة مناجاتها لمولاها
فاغمرنا يا صاحبَ الزمانْ
اغمرنا بعليٍّ .. و رايات عليٍّ .. وصلاة عليٍّ
ونَظّمْ خَرَزاتِ العقد لتقلَّدَهُ السماءُ جيدَ الكرةِ الأرضيّة
ويشتعلَ الأمانُ
ويُمسِك زمامَ السفينةِ الربّانْ
وتنفتحَ أبوابُ الجنّة
تجليّات الانتظار في القصيدة:
على عادة الشعراء السالفين, يستهلّ الشاعر قصيدته بذكر ما يشير الى اهتمامه بحبّ إمامه، بأنّه يذكر مقدار ما بلغته السنون من عمره الكريم، حيث يؤرخ لذلك ولحدّ زمن كتابته لهذه القصيدة, ثم يعقّب مؤكداً أنه من المنتظرين لظهوره المقدّس و وعده بأنه يأخذ بثأر جدّه سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام (الف ومئة وثمانية وستون غياب) و(نحن ننتظر يالثارات حسينك).
ولاينسى الشاعر أنْ يبين ما يشعر به المنتظرون وما يتعرضون له من أنواع الظلم وآلاته وهم يمتلئون غيضاً على سوء حالهم, وعلى صبرهم المضني لانتظار إمامهم (والغضب الأسود تقطعنا سكاكينه!!).
ويسترسل الشاعر في بيان انتظاره, فهو يرجو بفارغ الصبر أن يتضوّع ورد القسط والعدل وينتشر خيراً على ربوع المعمورة التي ملأها الظلم والجور, وكأنما ساكنوها قد باتوا على حسكٍ, (أوما آن للورد أن ينفجر من أعصاب الحسك).
انه يرجو أن يتبدد الشر والكفر والظلم والطغيان بإشراق شمس النور, فتزول به تلك الظلمات التي تربعت على صدر الكون (وتتفرّع الشمس في أروقة الليلْ؟؟) فقد آن لما يرجوه المنتظرون أن يتحقق, وقد بدأت ثلوج الخوف والضعف والجهل بالانكماش, والبعد عن معرفة حقيقة أراد الله لخلقه ان يعرفوها فيسيروا على منوالها, فلقد تفاعل المعنيون بالانتظار مع الانتظار وتشرّبته عقولهم, وتغذّت به قلوبهم, وهذا مما يزيد في الأمل عندهم (فقطب الأمل المتجمّد تناول عقاقير مزدحمة بلون الذوبان) و(ذبنا في دوّامة الانتظار) و(ذاب الانتظار في كؤوسِ حساباتِنا).
ويستمر الشاعر بعرض الحال فيبيّن أنّ عالمنا الذي نعيشه هو عالم غاب مليء بالمفترسين وغطرستهم ذلك بالضغط على المنتظرين وخنقهم الى الدرجة التي بدأوا يلفظون معها أنفاسهم الأخيرة (لبوة الوقت تفترس غزالَ الأملْ) و (الغابة مليئة باللبواتِ) و (والغزالات بدأت تلفظ أنفاسها ويستنشقها الإنقراضْ)
ويعاود الشاعر الأمل من وسط هذا الخضمّ المؤلم فيذكر مناجاة الزمان لصاحب الزمان عليه السلام (والأيام تبعث برقية مناجاتها لمولاها) و (فاغمُرنا يا صاحب الزمانْ).
فالمنتظرون يطالبون غمرهم بخير الامامة وفيوضاتها وتطبيقها على وجه المعمورة, لتردع القاسطين, وتقاتل الكافرين ومن لا أمان لهم على العاملين (اغمرنا بحمأ صفين المنتشر من صلصال خيبر) و (اغمرنا بعليٍّ .. ورايات عليٍّ .. وصلصال عليٍّ).
ويوضح الشاعر أمل الأمة والإنسانية _أي المنتظرين_ جمعاء بانتشار الخير والأمان بعد أن يظهر صاحب الأمر والزمان (ويُشتعِل الأمان) و(يمسك زمامَ السفينة الربّان).
إنّه لا شك ولا ريب سيغمر به الحق كل الأرجاء, وذلك حين يظهر دين الإسلام على الدين كله ولو كره المشركون.
 
 
 

 


 
الهوامش:
(*) جعفر سلمان بن داوود آل شبيب، ولد في أُم الحمام من القطيف في المملكة السعودية في ١٥/١٢/١٤٠٠هـ.
حاصل على البكالوريوس/ تربية - لغة عربية, ويعمل معلمّاً في المدارس المتوسطة في القديح.
نظم الشعر وهو في الصف الاول الثانوي عام ١٤١٧هـ وقد حصل على المركز الأول في مسابقات المساجلات الشعرية التي أُقيمت في الجامعة عام ١٤٢٤هـ, وله حضور في المناسبات المحفلية الشعرية.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء