قصة قصيرة: منعني الأصحاب فوهبني صاحب العصر عليه السلام
محمد حسن عبد
مرّت على الشيخ محمد علي ثلاثة أشهر لم يحضر درسه الحوزوي, لقد أُصيبت ساقهُ بعلّةٍ أقعدتهُ عن مواصلة الدرس.
وفوق كل هذا فقد صرف كل ما عندهُ في علاج إصابته.
لقد ألجأته الظروف أنْ يذهب الى رجل يعرفهُ كي يساعده, ولكنه لم يأخذ منه غير الصد والمنع.
لقد أسمعه ذلك الرجل كلمات التحقير والاستصغار.
تألّم الشيخ محمد علي كثيراً, وجرت دموعهُ, وقال عندها واثقاً:
- لا بأس, فإذا كان لنا صاحبٌ وإمام فهو يغيثنا.
ثم أخذ يستغيث ودموعه تنزل على لحيتهِ,وصار الى إحدى المدارس الدينية التي يعرفها.
لم يهدأ للشيخ محمد علي بال, بل ذهب في استغاثته وتوسله بإمامه وسيّده الحجة ابن الحسن المهدي عليه السلام.
أدّى الفريضة بصعوبة بالغة, ولم تمضِ نصف ساعة على ذلك, وإذا بشخص قد جاءه وهو يقول له:
- أيها الشيخ خُذْ هذه النقود وخُذْ هذه القطن والمرهم, وضعهُ على رجلِك, فعد انتهاء المرهم تشفى ساقُك, وستذهب للدرس إنْ شاء الله.
أخذ الشيخ المال والضماد من ذلك الرجل, وانشغل بوضع المرهم والقطنِ على ساقه المصابة, ونسي أمر الرجل الذي جاءهُ.
وعندما التفت اليه ليشكره, لم يجد أحداً.
بكى الشيخ وتأسّف لذلك وقال في نفسه:
- لا شّك أنّ من أعطاني حين منعني الآخرون هو صاحب الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة, إمامي صاحب العصر و ولي الرحمن عليه السلام.