تمهيدنا
* إن توسيع البحث العلمي وزيادة مساحة المسائل العلمية يتأتى من خلال إيجاد الروابط والوشائج بين المسائل وتفرعاتها, وبذلك تدخل الكثير من التفرعات والتي لم تكن ضمن المسائل يوما ما عنصراً أساسياً في أبحاث تلك المسائل، وهذا الديدن الذي سار عليه العلماء والمحققون نجده جلياً واضحاً في المسائل التي سُلط عليها الضوءُ وأخذت الحظ الوافر من البحث والتأمل والتحقيق نظير ما في مسائل علم أصول الفقه.
* وقضية الإمام المهدي عليه السلام ينبغي لها أن تسير على هذا المنوال, فمن حيث بعد النتائج والثمار لا توجد قضية إسلامية تؤتي ثماراً كقضية الإمام المهدي عليه السلام من إظهار دين الإسلام، ونشر العدلِ، وطمس الظلم وكفره، ومن حيث مضمون القضية وبحوثها فلا تجد مسألة انصبت عليها جميع الأدلة كماً وكيفاً كما في قضية الامام المهدي عليه السلام إذ تجد الأدلة العقلية والعقلائية والأدلة النقلية بفروعها المتنوعة, بل وحتى ما يصاغ في العلوم الحديثة من أدلة حاضرة وبحضور جليّ مكثف في قضية الإمام المهدي عليه السلام، وهذا الحضور لا يقتصر على الكيف من الأدلة فقط بل يتعداه إلى الكم, فها هي الروايات والآيات والأدلة الأخرى تجدها تكاثرت في قضية الامام المهدي عليه السلام ما لم تتكاثر في مسألة أخرى بهذا الحجم.
* من خلال هذا الحديث نرمي إلى أن القضية المهدوية ينبغي أن تُسلِط إشعاعاتها على أغلب المسائل الدينية والفكرية والاجتماعية.
* ولابد أن لا نقتصر في بحثنا المهدوي على جانبٍ بُحث سابقاً لغرض تطويره، أو إثراء ما هو متعارف من أبحاث القضية المهدوية خوفاً من أن يقال ـ عند البحث بالطريقة التي ذكرناها ـ أن هذا خروج عن البحث المهدوي وينبغي للبحث فيه أن لا يتخطى إطاره المرسوم له.
* هذا هو تمهيدنا وهكذا ينبغي أن نعمل لانتظارنا.
بقلم رئيس التحرير