قصة قصيرة
الإمام الشاهد
غفران الموسوي
في نهاية الأسبوع دعانا خالي إلى بيته لحضور حفل تكليف ابنته فاطمة التي اكملت تسع سنين والتي بدت كالملاك بثوب الصلاة الأبيض,فهنأها الجميع وقدموا لها الهدايا وكان من ضمن الهدايا ذلك المصحف الذي أعطاها اياه جدي.
لكن ما لفت انتباهي هو ما أوصت به خالتي فاطمة بقولها :عليك ان تدخلي السرور على إمامنا المهدي عليه السلام باعمالك الحسنة وان لا تؤذيه بالاعمال السيئة فهو يرى ما تعملين,فهذه نفس العبارة التي أوصتني بها في حفل تكليفي العام الفائت.
فأصابني الفضول لافهم ما قالته لفاطمة ولي , فجلست الى جانبها وسالتها عن معناه ,فابتسمت خالتي تلك الابتسامة الرقيقة التي أشعرتني بالارتياح, وقالت :نعم يا هدى ان جميع اعمالنا تعرض على الامام المنتظر عليه السلام وهو يراها وسيشهد علينا يوم القيامة امام الله.
فمثلا ان ارادت والدتك ان تسال عن مستواك الدراسي فإلى من ستذهب ؟,ومن سيكون اعلم الناس بذلك ؟ طبعاً ستسأل المعلمة المشرفة على صفك لانها اعلم الناس بمستواك.
ولهذه المعلمة شروط لكي تكون مشرفة على الصف وهي ان تكون ,أولا معينة من قبل إدارة المدرسة ,وثانيا لها علم يفوق مستوى الطالبات, وثالثا لها حضور يومي لتكون على اطلاع مفصل بحالهم ,ورابعا أن تكون لها القدرة على تمييز المجتهدة من الكسولة.
كل هذا أريد منه ان تفهمي يا هدى ان الله قد جعل لنا في كل زمان شخصا يشرف على أعمالنا فيحتج به علينا يوم القيامة ويجب ان تتوفر به الأمور التي ذكرتها لك سابقا وهو خليفة الله في الأرض وهو عالم بالشريعة الإلهية وحي يعيش مع الناس ليكون شاهدا عليهم في الدنيا والاخرة ,قال تعالى (ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء).فالله أكرم واحكم واعدل من ان يحتج بحجة ثم يغيب عنه شيئا من أمورهم,بل يجب ان يكون مطلعا على أعمال قومه لكي يكون شهيدا عليهم, ويميز المؤمنين عن الكافرين والمنافقين منهم فيشهد يوم القيامة بشان مواقفهم اتجاه الدين الإلهي.