الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

العدد: ١٢/ جمادي الأول/١٤٣١ه

المقالات تحت الأضواء

القسم القسم: العدد: ١٢/ جمادي الأول/١٤٣١هـ الشخص الكاتب: الشيخ حميد الوائلي التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/٠٥ المشاهدات المشاهدات: ٤٤٨٠ التعليقات التعليقات: ٠

تحت الأضواء

بحــوث ومقـالات للرد على ما يثار من تشكيكات وشبهات في العقيدة المهدوية من على شاشات الفضائيات المأجورة / فضائية (المستقلة) نموذجاً

شبهات حول القضية المهدوية (فضائية المستقلة)

الشيخ حميد الوائلي

المحاولات اليائسة والأصوات البائسة التي تطلق للنيل من مذهب أهل البيت عليهم السلام كثيرة وكبيرة. وهي كلما كثرت أكدت ما أثبته التاريخ والواقع ان أتباع هذه المدرسة المباركة لا يمكن النيل منهم أو تحجيمهم مهما كبرت محاولات إخفات أصواتهم وإظهارهم بمظهر المعادي للدين، المصنوع على يد أعداء الإسلام.

ومن بين هذه الأصوات هي تلك التي أطلقتها قناة (المستقلة) متحدية شيعة أهل البيت عليهم السلام, إذ يقول مدير هذه القناة:

إذا كان الشيعة الامامية على حق في عقيدتهم بالإمام المهدي عليه السلام, فلماذا لا يقوم الشيعة الامامية بإقناع باقي المسلمين بأية وسيلة عندهم للإقناع, كأن يأخذ الشيعة الامامية ثلاثة أشخاص ممن يمثلون أقطاب المذاهب الأخرى لأجل اللقاء بالإمام المهدي عليه السلام.

فإذا شهد هؤلاء الثلاثة بأنهم التقوا بالإمام المهدي عليه السلام عندها ستقوم (المستقلة) بإعداد حلقات خاصة لهم ويصدر عن الجميع بيان مشترك ينهي النزاع بين المسلمين في قضية الإمام المهدي عليه السلام.

والجواب عن ذلك يقع في محاور عدة:

المحور الأول: لابد في إثبات أيّة قضية من القضايا،من إتباع منهج علمي رصين، وذلك كما يفعل المسلمون في باب التوحيد والنبوة والمعاد فلا نقبل من الغير أن يطلب منا لإثبات أصول الدين تحققها خارجاً كتحقيق المعاد مثلاً,بل سيكون ردنا على صاحب الطلب أن هذا استخفاف بالعقل.

فهل يلتزم هؤلاء ومتحدثهم أن أي موجود غائب إذا طلب منه الحضور في محل أو زمان معينين ولم تتحقق الاستجابة، فمعنى ذلك أن هذا الموجود خرافي ويجب عدم الاعتقاد به؟, ماذا سيكون جواب هؤلاء لمن يطلب إثبات حقانية ما يعتقدونه بالرؤية العيانية المباشرة؟.

المحور الثاني: الحديث عن هذه القضية يعني الحديث في أصول الدين والمذهب, وهي لا فرق بينها من حيث الأهمية وكذلك من حيث الأثر المترتب عليها, وهنا نسأل فنقول :ألم تشأ إرادة الله تعالى أن يكون الطريق إلى توحيده وتعين شريعته منحصراً بإرسال الأنبياء وهم الذين يقومون بدور الهداية، فلماذا لا يرسل سبحانه وتعالى أنبياءً إلى كل بلد و قرية وفي كل قرن من الزمان, ترى أيمنعه من ذلك مانع؟ أو يعجزه عن ذلك شيء. فلم لم يفعل سبحانه ذلك؟.

المحور الثالث: ان جميع المسلمين يعتقدون بحياة النبي عيسى عليه السلام، وانه لم يمت وكذلك يعتقد جميع المسيحيين, فلو حصل وان طلب المسيحيون من المسلمين طلباً وعلقوا على تحقق طلبهم الإيمان بالإسلام ديناً حقاً بشرط أن ينزل عيسى عليه السلام ويخبر المسيحيين بأن الحق هو مع أتباع دين الإسلام، ويجب على المسيحيين الإيمان بهذا الدين, فهل يا ترى ان هذا الطلب يتنافى مع العقل في شيء؟. أو يتنافى مع قواعد الدين وأركانه؟.

وهل سينفذ المسلمون هذا الطلب للمسيحيين، فيما لو طلب منهم وعُلق عليه هذا الأثر الكبير.

فلماذا لا نلبي هذا الطلب وتنتهي المسألة؟ إذا كانت القضية كما يفكر الوهابية!.

المحور الرابع: يعتقد المسلمون جميعاً بوجود (يأجوج ومأجوج) و)الدجال) وأنهم أحياء وقد ولدوا منذ زمن بعيد وأنهم من بني البشر ويعيشون على الأرض, ويعتقد الكثير منهم بحياة الخضر وغيره وأنه نبي معمر ويعيش بين الناس إلا أنه لا يرى بالعين وهذه جملة من أقوال أقطاب مذهب أهل الحديث والسلفية الوهابية بهذا الخصوص, ففي شرح (اصول السنة) لأحمد بن حنبل لشارحه الشيخ عبد العزيز الراجحي يقول الشارح ((من أصول السنة عندنا الإيمان بان .... الدجال رجلٌ من بني آدم لابد من الإيمان به وهو مربوط في جزر من جزائر البحر)).

ويقول ابن باز في فتاوى (نور على الدرب) المأخوذة من موقعه الرسمي: (من أنكر الدجال او المسيح بن مريم أو يأجوج ومأجوج فلا شك في كفره ولا توقف) ويقول: ((يأجوج ومأجوج طائفتان من بني آدم في الشرق الأقصى يخرجون في آخر الزمان, واغلب الظن أنهم من سكان الصين وما حولها, وقد أقام ذو القرنين سداً بينهم وبين الناس, وهم يخرجون في آخر الزمان بعد الدجال)). وقال المناوي في فيض القدير والقرطبي في تفسيره والنووي في شرح مسلم (ان الخضر حي عند جماهير العلماء والصالحين والعامة) ثم نقل قول الثعلبي في ان (الخضر نبي معمر محجوب عن أبصار أكثر الناس وانه لا يموت إلا في آخر الزمان).

فمن خلال النص الحنبلي والبازي يتبين لنا أن السلفية الوهابية تعتقد بوجود يأجوج ومأجوج والدجال وحياتهما، وأنهما من بني آدم يعيشون على الأرض في الصين، وأن الدجال مربوط في جزيرة من الجزائر, بل وأنهم يعتقدون وتبعاً لما ينقله مسلم في صحيحه أن الدجال مولود قبل زمن النبي وقد التقى به تميم الداري ونقل خبره إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم فوافقه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك، وان هذا الدجال محبوس في دير، وانه موثوقة يداه إلى عنقه بالحديد وأن له دابة اسمها الجساسة تنقل له الأخبار.

وبعد هذا البيان الموجز عن عقيدة هؤلاء بالدجال ويأجوج ومأجوج والخضر نطلب منهم أن يأخذونا إلى مكان الدجال أو يأجوج ومأجوج لنلتقي بهم ونتعرف عليهم ونستعلم أخبارهم حتى نؤمن بهم، فإذا لم يلب طلبنا دل ذلك على أنهم غير موجودين.

فهل يمكن أن يوصف هذا الطلب منا بأنه غير عقلائي أو لا ينسجم مع أصول الدين؟.

فإن قال هؤلاء نعم، أي انه ليس بعقلائي ولا ينسجم مع أصول الدين، فنقول لهم لم تطلبون منا هذا الطلب في خصوص الإمام المهدي عليه السلام.

وإن قالوا: إن هذا الطلب عقلائي وينسجم مع أصول الدين، مع العلم أن من لا يؤمن بوجود الدجال ويأجوج ومأجوج يُعدّ عندهم كافراً، فإنا نقول لهم خذونا إلى الدجال ويأجوج ومأجوج وأروناهما.

وإذا قال قائل مِن هؤلاء: إن هذا التشبيه ليس في محله، فكيف تشبّه الإمام المهدي عليه السلام _وهو عقيدة حقة عندكم وعند غيركم وهو رجل يمثل العدل والاستقامة_ بالدجال ويأجوج ومأجوج؟.

عندئذ نقول له: محض التشبيه لا ضير فيه خصوصاً إذا علمنا أن التشبيه يكون من جهة لا من جهات، وفضلاً عن ذلك فإننا ننقل نصوصاً من علماء مدرسة السلفية الوهابية يقولون فيها بان تشبيه الحسن بالقبيح لا ضير فيه.

فهذا ابن حجر في (فتح الباري) (شرح صحيح البخاري) الجزء الأول الصفحة ١٨ يتحدث في موضوع تشبيه جبرائيل بصلصلة الجرس، وهو يشكل هذا الإشكال ويجيب بهذا الجواب:

أنه لا يلزم في التشبيه تساوي المشبه بالمشبه به في الصفات كلها بل ولا في اخص وصف له، بل يكفي اشتراكهما في صفة ما. ويتابعه على ذلك المقريزي في (إمتاع الأسماع) وجلال الدين السيوطي في (شرح سنن النسائي) الجزء الثاني ص ١٤٦.

المحور الخامس: على فرض تحقق اللقاء بالإمام المهدي عليه السلام مع هؤلاء, فهل يا ترى أنهم سينقلون الحقيقة للناس ويقولون لهم لقد رأينا المهدي عليه السلام وتحدثنا معه وهل سيصدقهم الناس في ذلك وأولهم مدير المستقلة نفسه أم أنهم سيكذبونهم ويقولون إن هؤلاء دفعت لهم أموال وغسلت أدمغتهم من أجل نصرة الشيعة والتشيع, وهذا ليس محض فرض بل ان للوهابية بأجدادهم مشركي قريش أسوة، حيث أنهم كانوا يطلبون من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم المعجزة تلو المعجزة ولكنهم وبعد تحققها سرعان ما ينكرون ويصرون على غيهم ويستكبرون ويجحدون الحق ويؤولون ذلك ويجعلون الحق باطلا.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء