الأسئلة والأجوبة المهدوية
البيان في عدم صحة القيام قبل ظهور القائم عليه السلام
السؤال:
ورد في كثير من الروايات الشريفة عدم صحة القيام قبل ظهور القائم وفي الغيبة عموماً وإن كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت, والنهي من تبعيّة الخارجين والثائرين وإن كانوا علويين ومن أبناء فاطمة، وإن دعوا للحق والعدالة, والأمر بالجلوس في البيت بمعنى عدم التحرك.
ما مدى صحة الروايات كسند؟ وما معناها؟ وهل هي من القواعد التي يجب أن تتبع في زمن الغيبة كواجب من الواجبات؟ أرجو الإجابة بصراحة ووضوح لأنني لم أجد إلى الآن إجابة تروي غليلي وتخرجني من حيرتي.
الجواب:
نعم قد ورد في جملة من تلك الروايات الشريفة ما يفيد الذّم أو المنع من رفع الرايات, وبعض تلك الروايات صحيحة سنداً أو معتبرة، وقد وجهت بعدّة وجوه:
الوجه الأوّل: حملها على التقيّة، لأنها تتناسب مع الظروف الأمنية التي كان يعيشها الأئمة عليهم السلام.
الوجه الثاني: حملها على الجَهاد الابتدائي فيمنع الابتداء عسكريّاً وإن كانت الدعوة صحيحة بنفسها، وقد يدعم هذا الوجه بالإجماع المدّعى على منع الجهاد الابتدائي. وإن كان للسيد الخوئي رحمه الله كلام في المقام يطلب في محله.
الوجه الثالث: المنع من رفع الرايات مطلقاً عملاً بظاهرها.
الوجه الرابع: المنع من رفع الرايات إبتداءً ولكن لا تمنع في حالة دفع الضرر النوعي أو حتّى الشخصي في بعض كحفظ النفس المحترمة مطلقاً، أو حفظ لنفس المدافع، ومنه حفظ بيضة الإسلام.
الوجه الخامس: أن النهي إنما قام مع عدم الإذن الخاص من المعصوم عليه السلام في حال حضوره، باعتبار القيام من مقاماته ووظائفه المنحصرة به، كإقامة الحدود وغيرها، وفي حالة غيابه يقوم بها من أقيم مقامه عليه السلام للقيام بها وهم الفقهاء العدول الجامعين للشرائط.
وجميع الوجوه ناظرة إلى العمل العسكري المستلزم لتجميع الجيوش، كما هو صريح أو ظاهر تلك الروايات الشريفة.
هل عدم ظهور الإمام عليه السلام هو خوفه؟
السؤال:
كيف يمكننا القول بأن سبب عدم ظهور الإمام إلى هذا الوقت هو خوفه على نفسه من القتل، وإن الله قد وعده بنصره، وإن وعد الله حق؟
الجواب:
ليس الخوف من القتل هو السبب الوحيد الذي ذكرته الروايات للغيبة, ومعه لا يأتي القول في مفروض السؤال, لأنّه متفرع على حصر أسباب الغيبة بهذا السبب, والحال غير ذلك وإن كان الوعد بالنصر لا يعني عدم الحذر والخشية، فإن الله أبى أن يجري الأمور إلاّ بأسبابها كما أن الله وعد النبي بالنصر لكنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يحذر وهاجر إلى المدينة وغير ذلك.
امتلاء الأرض ظلماً وجوراً
السؤال:
لا يظهر الإمام حتّى تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ومن المعلوم أن الأرض قد ملئت ظلماً وجوراً حتّى جاء قوله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) فهل يوجد فساد معين في الأحاديث والروايات قبل زمن ظهوره عليه السلام؟
الجواب:
فيما يخصّ انتشار الظلم والجور فهذا أمر مسلم، إلاّ أنه هل وصل إلى الحدَّ المطلوب؟ فهذا ما لا سبيل إلى القول به، لأن كل أصحاب عصر بلحاظ ما تقدم يقولون هذا القول.
أما فيما يخص وجود فساد معين فالروايات في ذلك كثيرة، ولكن الخلاف في تحديد مصاديق ما تحدّثت عنه الروايات.
اختصاص الإمام المهدي عليه السلام
ببعض الألقاب
السؤال:
لماذا خصّ الإمام المهدي عليه السلام بكونه كوكب درّي كما في الرواية, من دون الأئمة عليهم السلام مع كون كلّ منهم كوكب درّي...؟
الجواب:
اختصاص بعض الصفات أو الألقاب ببعض الأئمة عليهم السلام دون البعض الآخر ناتج إمّا عن وجود رواية حددت ذلك الوصف أو من باب التغليب، ولا يعني ذلك بحال من الأحوال أن هذا الوصف غير ثابت بالنسبة لبقية الأئمة عليهم السلام كالصادق والكاظم والقائم وغيرهم عليهم السلام، وفي مفروض السؤال قد وردت رواية تحدّثت عن الأئمة عليهم السلام ووصفت القائم عليه السلام بأنه كوكب درّي, راجع كتاب (كمال الدين: ٢٥٢/ باب نص الله تبارك وتعالى على القائم وإنه الثاني عشر من الأئمة عليهم السلام).