نافذة الدعاء المهدوي
الحلقة (٥)
بقلم: الدكتور مسعود البستاني
(اللهم كما هديتني بولاية من فرضت طاعته...من ولاية ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعليا ومحمد وجعفر وموسى وعلياً ومحمداً وعليا والحسن والحجة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين)
نواصل حديثنا عن الدعاء الذي يقرأ في زمن غيبة الإمام عليه السلام حيث تحدثنا عن هذا الدعاء المذكور في حلقات سابقة، ونتحدث الآن عن مقطع جديد منه، بعد ان نستشهد بمقطع سابق له حيث ان أجزاء الدعاء يرتبط بعضها ببعض ولابد من ان نذكر بما سبق ان تحدثنا عنه
يقول المقطع السابق:
(ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني) حيث ان الله تعالى بعد ان عرفنا الحجة، فان الأهم من هذا التعريف ان نبقى ثابتين على المعرفة، وخاصة إذا وفقنا إلى مواكبة ظهوره عليه السلام حيث تلعب الفتن لعبتها، وحيث يثبت من يثبت وينحرف من ينحرف، لذلك يسأل الدعاء الله تعالى ان يثبتنا على الهداية المذكورة ...
هنا يواجهنا مقطع جديد هو (اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته عليَّ من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله حتى واليت ولاة أمرك، أمير المؤمنين علياً بن ابي طالب والحسن والحسين وعلياً ومحمداً وجعفراً وموسى وعلياً ومحمداً وعلياً والحسن والحجة القائم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين فثبتني على دينك واستعملني بطاعتك ولين قلبي لولي أمرك ...).
هنا ندعو إلى التأمل بدقة هذا الربط بين الأئمة عليهم السلام وبين الإمام الحجة عليه السلام في المقطع فماذا نستخلص؟
ان الموضوع وكما نلاحظ يتصل بإمام العصر عليه السلام لكن هل يعني ان معرفة إمام زماننا تنحصر في إمام العصر عليه السلام؟ كلاّ! ان الأئمة عليهم السلام بصفتهم خلفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبصفة ان كلاً منهم يجسد إمام زمانه وبصفة أنهم لا ينفصلون عن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبناء على ما ورد من الأمر بإطاعة الله تعالى ورسوله وأولي الأمر، (وهم أولو الأمر)، فان الإيمان بالله تعالى ورسوله والأئمة عليهم السلام لا ينفصل بعضه عن البعض الآخر، بل يجسد بأكمله تعلم الإيمان المطلوب.
لذلك نجد الدعاء المذكور يقرر أولاً هذه الحقيقة (اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته عليَّ من ولاة أمرك بعد رسولك)... أي: انه يشير إلى ان الله تعالى فرض علينا طاعة أولي الأمر بعد ان فرض طاعته تعالى وطاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ...
وإذا كان الأمر كذلك فماذا يترتب على هذه الطاعة لولاة الأمر (الأئمة عليهم السلام)؟
يقول الدعاء بعد ان يذكر أسماءهم جميعاً (كما لاحظت) (اللهم فبثتني على دينك واستعملني بطاعتك، وليّن قلبي لولي أمرك، وعافني مما امتحنت به خلقك، وثبتني على طاعة ولي أمرك الذي سترته ...)، إذا لاحظنا هذا التسلسل في الطاعة, طاعة الله تعالى وطاعة رسوله، إلى طاعة ولاة الأمر بعد الرسول ثم إلى طاعة ولي الأمر الذي ستره الله تعالى عنا.
فإننا، نستخلص من هذا كله دلالة خاصة من حيث الوظيفة التي ينبغي ان نضطلع بها وهي: الثبات على طاعة ولي أمر الله الذي ستره الله تعالى عنا.