سلسلة مقالات تتناول بالدراسة أدعياء المهدوية والسفارة/ قديما وحديثا
تحت المجهر
حركة (الممهدون المولوية)
عرفنا في كلام سابق عن هذه الحركة انها ظهرت بعد سقوط النظام البائد وإنها سميت (المولوية) لان أصحابها يكثرون من مصطلح (الولي) واشتقاقاته, وكانت انطلاقتها الأولى من محافظة بابل ثم انتشرت, ومما عرفناه عنهم أنهم يدعون إلى إسقاط التكاليف والأحكام الشرعية, وبهذا يتحول الاتباع بأيديهم إلى آلات وأشخاص ممسوخين.
وفي هذه الحلقة نسلط الضوء على أمور أخرى في هذه الحركة.
تتصف هذه الحركة بصفات وتتحرك في مجالات وكالآتي:
مجال عمل هذه الحركة:
١- تنشط هذه الحركة في بغداد (الشعلة- الكرادة- بغداد الجديدة- مدينة الصدر- الكريعات).
وفي محافظات (بابل- واسط- ذي قار- ميسان).
٢- لها علاقات وثيقة، وتداخل بين قواعدها وقياداتها مع كل من:
أ- حركة أنصار المهدي: للمدعو احمد الحسن اليماني والتي مقرها (البصرة) ولها امتدادات في المحافظات الوسطى والجنوبية.
ب- حركة جند السماء: حيث انظم الكثيرون من بقاياهم إليها، ومن أهمهم المدعو (أبو علي المختار) القيادي في حركة (جند السماء)، والذي نجى من الموت والاعتقال في معركة الزركة.
آليات عملهم التنظيمي
أ- شروط وصفات مريديهم:
١- أن يكون المريد ضعيف الارتباط بالعلماء ليسهل الحط من مقامهم عنده، لذلك فقد ركزوا على المنتمين لبعض الفئات من ضعيفي الارتباط بالعلماء.
٢- أن يكون قليل الثقافة الدينية (أو قليل الثقافة بصورة عامة او جاهلاً بالعلوم الدينية خاصة) ليصبح وعاءً يتلقى فقط.
٣- أن يكون شديد العاطفة لآل البيتK ليكون شديد الولاء لحركتهم.
٤- أن يكون ممن يعاني من عقدة الاضطهاد والظلم، وكذلك الفقر، ليكون مهيئاً للتمرد.
٥- أن يكون ممن يؤمن ويعتقد بالأحلام والرؤيا والجن والسحر والغيبيات لان لديهم وسائل إقناع تعتمد هذا النوع.
وباختصار فأن خطابهم موجه بالدرجة الأولى لفئة الشباب الذين تجتمع فيهم الصفات التالية:
(ضعف الارتباط بالعلماء- الجهل- الفقر- الإحساس بالمظلومية- الاستعداد للتمرد- البحث عن منقذ).
ب- طريقة الكسب عندهم:
يقوم الداعي، وهو حلقة الوصل بين الباب والمريد باختيار المريد الجديد ضمن المواصفات أنفة الذكر، ويلقنه بعض العقائد والأفكار (الخاصة بالحركة) مبتدئاً بقوله: إنني لم أفاتحك من تلقاء نفسي بل إني مرسل من الإمام المهدي عليه السلام _دون أن يوضح له كيفية الإرسال وآليته_ وكذلك يوهمه بأنه شخص مهم وفرد مهيأ ليكون من أصحاب الإمام، ثم يشوقه ويعطيه مقاماً أعلى من مقامه وفي نفس الوقت يحط من باقي الناس في نظره وينعتهم بأنهم لا يعلمون. وبعد التشويق والترغيب يعده بإيصاله إلى الباب (باب الإمام) وهو من خواص السيد اليماني ومن المقربين عنده، ولكن ينبهه بأنه في حالة اختبار فلا يجوز له في هذه المرحلة أن يناقش أو يعترض أو يستفهم عن شيء ، بل عليه الاستماع والإنصات وإظهار الأدب والاحترام فقط، وفعلا يتم اللقاء بين المجموعة التي تتكون من (الباب+الداعي (المولى)+ المريد الجديد (الموالي) ويؤطر هذا اللقاء بطقس ديني خاص بهم يميزهم عن باقي الناس، الا وهو الذهاب إلى كربلاء سيراً على الأقدام في غير أوقات الزيارة ابتداء من مدينة (الهندية)، عندها يقوم (المولى- المسؤول الحزبي-) بسرد العقائد والأفكار لهذه الحركة بدون أن يذكر له هيكليتها ولا الشخص المسؤول عنها، ويشترطون عليه المبيت في بيت (السيد) الواقع على الطريق بين كربلاء والهندية، ويطلبون منه قبول ما سمع ورأى، وعندها يصبح احد أفراد هذه الحركة، أخيراً يخصصون له ذكراً خاصاً في وقت معين, وعدد من الأذكار وسجود وتفكير خاص، ويوصونه بعدم البوح بهذا اللقاء لأحد ولا الأخبار بما شاهد وسمع, وكتمان هذا الأمر كي لا يؤخر الظهور المقدس للإمام المهدي عليه السلام، وبذلك يغلقون عليه كل منافذ العلم والمعرفة.
ومن ناحية أخرى يوصون الاتباع الجدد بان يقوموا بأكل الخبز اليابس، وعدم أكل اللحوم، والزهد في الدنيا، والتقرب إلى الله وحده (لكسب قلوبهم) وإيهامهم بتقوى وورع وزهد قادتهم ليتحولوا إلى اتباع مطيعين إطاعة عمياء.
ج- أساليبهم في كسب الناس:
إن طريقة كسب الناس لهذه الحركة تكون على ثلاث مراحل هي:
١- الإيهام:- فأنهم يوهمون مريديهم بأنهم ضالون ومنحرفون عن طريق الحق وأنهم بحاجة إلى من يهديهم.
٢- الاستدراج:- ثم يستدرجونهم بفك الارتباط بالعلماء، وعدم الاعتقاد بهم والحط من شأنهم.
٣- التلقين:- وهو ثلاث مراحل أيضاً (تسبيحات, محاضرات ثم زيارة)
أ- في البدء يلقنونهم مجموعة من الاوراد والأذكار والتسبيحات، ثم يوجهونهم للتفكر في خلق السماوات والأرض، وهذه تستمر عدة أسابيع.
ب- ثم يدخلوهم في دورات ثقافية عقائدية مكثفة وحسب مستوياتهم.
جـ - وأخيراً تبدأ مرحلة (الزيارة) مشياً على الأقدام إلى الإمام الحسين عليه السلام، حيث يقضون الطريق بالتسبيح والتلقين العقائدي ، ...وطرق التلقين والمشي عندهم، تبدأ اما من طويريج إلى كربلاء أو من خان النصف إلى كربلاء أو من مقام زيد بن علي عليه السلام إلى النجف الاشرف، وهناك طرق اخرى غير معروفة.
ان من يجتاز هذه المراحل سيكون مؤهلاً لان يدعو الآخرين للعقيدة الجديدة او ما يسمونه (التوسع) اي الكسب، فإذا نجح في كسب مجموعة من الأشخاص وأحسن تهيأتهم وإعدادهم فانه سيصبح (مولى) أي مسؤول خلية بالمصطلح الحزبي المتعارف.
د- أساليبهم في غسل الدماغ:
١- الدعوة لترك طلب العلم لأنه غير نافع في زمن المعصوم وهو أسلوب لإغلاق ذهن المتلقي عن المصادر المعرفية الأخرى، والتي قد تفضح أكاذيبهم، ويستدلون على ذلك بحديث النبيN (العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء)، وهذا بالطبع يتوافق مع منهجهم المعرفي الصوفي الذي يؤكد على (الحدس والكشف والشهود) وليس على العلم والثقافة والدليل والعقل.
٢- تسقيط المرجعيات الدينية، للتخلص من مشكلة العلماء الذين يردون عليهم (بالحجة والدليل) والادعاء بأن العلم علمان- إحاطة وأخبار، وان الإخبار هو حصة الفقهاء بينما علمهم هو علم إحاطة لان المعصوم بينهم.
٣- تدريب المنتمين لهم على الطاعة المطلقة.
٤- الدعوة لإسقاط التكاليف وإكثار الفساد.
وهنا فأنهم يمارسون عملية هدم وبناء في وقت واحد, هدم للبنى القديمة وبناء للبنى الجديدة (أي التي يريدونها).
هـ- تنظيماتهم:
١- تنظيماتهم عنقودية وعلى درجة عالية من الدقة.
٢- الدعوة عندهم هذه الأيام سرية بانتظار تكامل إعدادهم.
٣- أفكارهم تقترب بكثير من أفكار (جند السماء).
٤- سياقات العمل التنظيمي لديهم دقيقة وشديدة السرية.
٥- تعتبر قضية الطاعة المطلقة والتسليم الكامل (روح هذه الحركة), فأنها تريد إتباعاً (من غير عقل أو نظر أو سمع أو لسان) كي ينفذوا ما تريده منه وأن كان هذا ضد العقل والعاطفة والدين والوطن والأسرة، حيث يتحولون إلى ما يشبه (الآلات) الصماء البكماء, أو الإنسان المسير الفاقد لكل إحساس وشعور كي يتم تفجيره في المكان والزمان المحدد.
٦- ومن اجل قياس درجة الطاعة والولاء التي وصلها أتباعهم، فإنهم يقومون بين فترة وأخرى بإجراء امتحانات ميدانية لهم، فمرة ابلغوهم بضرورة ان يتبرعوا بكل ما يملكون، وفعلا فعلها الكثيرون منهم، وفي اليوم التالي أعادوها لهم، ومرة أمروهم بعدم الصيام في رمضان، وفعلوها، ومرة أمروهم بتطليق نسائهم وقد فعلها الكثيرون منهم، وهكذا.
الهيكلية التنظيمية
سلم التدرج التنظيمي للقواعد:
سلم التدرج التنظيمي للكوادر (الموالي)
ت/عنصر جديد.
ق٤/ مولى مسؤول خلية (٢٠-٣٠) فرد
ج لم٢/ جاهز لم يزر
ق٣/مولى مسؤول خلايا
ج لم١/ جاهز زائر
ق٢/ مولى مسؤول التنظيم العام/ وصي الإمام
ج ز/ مهيأ لتلقي التبليغ
ق١/ الإمام الحجة وهو المولى رقم(١)
المسؤول يسمى (مولى) وجمعها (أولياء)، اما العضو في التنظيم فيسمى (موالي) والجمع (موالون)