قصة قصيرة ـ الخيال القصصي
شمس خلف السحاب
غفران الموسوي
خرجت هدى إلى الحديقة وهي تحمل تساؤلات كثيرة عن الإمام المهدي عليه السلام فجلست إلى جوار جدتها التي كانت تجلس هناك , لاحظت الجدة ثمة تساؤلات وحيرة في عيني هدى فسألتها :هدى ما الذي يشغل بالك؟
قالت هدى :جدتي هناك من يقول ان الشيعة يؤمنون بإمام غائب منذ أكثر من إلف سنة ويذكرون فضائله ويدعون له ,وينتظرون ظهوره ليخرج ويملا الأرض قسطا وعدلا .ولكن اليوم هو غائب عنهم فبماذا ينفعهم ؟وما هي الاستفادة المرجوة منه؟ تبسمت الجدة كثيرا وضحكت .استغربت هدى ما رأته من الجدة .فتداركت الجدة ذلك
وقالت :ان ما يبعث لمثل هذه الأسئلة هو هجرهم لمعرفة الله عز وجل ومعرفة كتابه وضعف الإيمان في نفوسهم .فللإمام المهدي الكثير من الفوائد وان كان غائباً لا يرى , فليس كل ما لايرى لا يستفاد منه ,فمثلا هل ترين الهواء مع عظم فائدته للمخلوقات وحاجتنا إليه وهل نستطيع إنكار ذلك ,هكذا وجود الإمام صاحب الزمان عليه السلام فالأرض لا تخلو من حجة ,ولولا الحجة لساخت الأرض بأهلها . بل وجوده يساعد المحتاجين ويهدي الضالين وينجي المؤمنين,ويرعى الشيعة ويدعو لهم , ويبعث الأمل في نفوس المنتظرين ,ويحثهم على العمل, وهو سبب لبقاء الرسالة الإسلامية وصيانة لتعاليمها المقدسة والحفاظ عليها .كما ان الثابتين على إمامته والمنتظرين لظهوره والصابرين في غيبته ينالون من الأجر أكثره وأفضله , ولولاه لما نالوا ذلك.
هدى : يا الهي ,جدتي متى ستنتهي هذه الفوائد وما أكثرها فكيف تغيب عن الناس وكيف ينكرونها .
نعم يا عزيزتي تخيلي لولا وجود الإمام ماذا كان ليحل بنا ,وسأختم حديثي بهذه الفائدة العظيمة وهي ان الانتفاع بوجوده كالانتفاع بالشمس إذا سترها السحاب فجميع المخلوقات تستفيد من نور الشمس كل بقدر حاجتها وان كانت خلف السحاب,فالإمام المهدي ينير العالم بوجوده ولولاه لاظلمت الدنيا ,ولولاه ما كانت مضيئة ولما كانت مستقرة ولما سكن اليها احد وهل يستغني الناس عن الشمس؟
هدى :الحمد لله على جميع هذه المنافع والنعم,وشكرا لك يا جدتي على ما افدتني به من معلومات.