تمهيدنا
*قد نجد أطروحة لقضية معينة جمعت بين حيثياتها التأريخ والمستقبل فعالجت في غابر أيامها قضايا عصرها وأعطت الحلول للمؤمنين بها على اختلاف الأصعدة، وواصلت عطاءها بنفس اللون والروح لتعالج قضايا من يؤمنون بها في حاضرهم ومستقبلهم فلا نستبعد ذلك ولا ننفيه.
*ولكن أن توجد قضية أخذت طابع الشخصنة وتمثلت بفرد, ومع ذلك نجدها تعطي الحلول وتضع المعالجات عبر خط الزمان، ما مضى منه وما سيأتي، فهذا ما لم نعهده إلاّ في القضية المهدوية التي تمثلت بالإمام المهدي عليه السلام . وبأطروحة الخلاص وإنجاء البشرية مما هي فيه، فهذه الأطروحة الواقعية والمتجسدة في شخص الوصي الخاتم وهو المهدي عليه السلام خاتم الأوصياء, هي الوحيدة التي انفردت من بين جميع القضايا في جمع الماضي بالحاضر لاستشراف المستقبل.
*وقضية تحمل في أعماقها هذا البعد الفريد, ينبغي أن يكون الإعداد لها فريدا وبمستوى ما تكتشفه من حمل لهموم البشرية لرميها تحت أقدام السعادة المنشودة والتي ستتحقق على يدها.
* فإذا أدركنا فردانية هذه العقيدة من حيث ما تحمله لمستقبل البشرية ومن حيث ما حملته من ماضيها كان من الواجب عليناأن نعمل- ومن منطلق هذا التوحد والتفرد فيها-على ان يكون كل عمل يقدم تمهيدا لها على غرار ما تحمله هي ولا بد أن يكون فريدا فكراً وسلوكاً.
* هكذا ننتظر وهكذا ينبغي أن نمهّد.
بقلم رئيس التحرير