الاكتشافات العلمية تترجم علامات الظهور الغيبية
مجتبى السادة
ان المثقف الواعي الذي يتابع أحداث الفترة الزمنية الحالية ويراقبها بدقة، ويترصدها بإهتمام يرى أن أموراً كونية وأحداثاً بشرية لها علاقة بعلامات الظهور (غير الحتمية) قد وقعت أو أشرفت على الوقوع ، مما يجعل المنتظرين يعيشون حالة كبيرة من الأمل والتفاؤل والترقب لليوم الموعود.
ان العلم الحديث والجهود البحثية والاكتشافات الأخيرة بدأت تترجم علامات الظهور الغيبية ، بمعنى ان بعض العلامات الكونية، والتي كنا نعتبرها من الغيبيات والمعجزات لعدم معرفتنا بطبيعتها وكنهها وكيفية وقوعها ..
بدأت المراكز العلمية تُعّرف طبيعة هذه العلامات وتوجد التفسير العلمي لها (كالصيحة السماوية، كف بارزة من السماء، وخروج صورة إنسان في عين الشمس، ....) وغير ذلك من كلمات ومصطلحات كثيرة إعتدنا عليها في الأحاديث والروايات وكنا نحفظها على انها تاريخ مستقبلي بعيد، لقد جاء اليوم الذي تترجم فيه بعض هذه الملامح ، مما يقربنا أكثر وأكثر من استيعاب أمر اليوم الموعود بكل ملامحه.
وسنتطرق الى بعض هذه العلامات ومنها:-
أولا : الصوت السماوي ( الهدّة أو الفزعة) في رمضان:-
أنه الصوت السماوي المدوي (الصيحة) التي توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج الفتاة من خدرها، ويقع في النصف من شهر رمضان وهو من غير المحتوم, وهي غير الصيحة السماوية التي هي عبارة عن نداء جبرائيل عليه السلام, فزمنه في فجر الثالث والعشرين من شهر رمضان (وهو من المحتوم)..
إذاً نحن نقصد أحدى العلامات غير المحتومة والتي كنا نعتبرها ذات عنصر أعجازي أو غيببي وهي الفزعة أو الهدة أو الرجفة في رمضان.
عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (.........وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان وتخرج الفتـاة من خدرها) .. أنه حدث كوني كبير غير معهود، يسبب فزعاً ورعبا ًفي قلوب الناس، فيحسب كل قوم ان (الفزعة) وقعت في ناحيتهم..
وقد جاءت الاكتشافات الحديثة والجهود البحثية في الفضاء واوضحت إن هذه العلامة ما هي إلا صوت مدويّ يحدث بسبب تماس الغلاف الغازي لأحد الكواكب مع الغلاف الجوي للأرض، حيث أن الصحف العلمية الأمريكية نقلت خبراً عن وكالة الفضاء (ناسا) بأنها سربت في السنوات الأخيرة معلومات عن كوكب اسمه (نيبرو) ونشرت صوراً له، وأكدت بأنه سوف يعترض مسار الأرض وسوف يحدث هذا التماس في ٢١/١٢/٢٠١٢م ، وأن قوة الاحتكاك والتماس سوف تصدر صوتاً شديداً (هدّة أو فزعة) تكون مؤثرة تأثيرا سلبياً على الأرض وستحدث خللاً مادياً ودماراً في المباني والمنشآت وتراكيب الأذن ، وقد دلّ أحد النصوص على ضرورة الاحتياط من الفزعة والصوت بالتدثر وسد الأذنين والمنافذ ..
اذاً وبعيدا عن مصداقية خبر (ناسا) من عدمها وتوقيتها، فان العلم الحديث ترجم لنا هذه العلامة وفسر لنا كيفية وقوعها، بعد ان كنّا ننظر اليها على انها من الغيبيات.
هذا وقد نشرت صحيفة صدى المهدي في عددها الثاني. ان حقيقة ما قيل عن كوكب نيبرو ليس لها واقع.
ثانياً : كف تطلع من السماء :-
علامة أخرى كنا نعتبرها من المعجزات أو الغيبيات, هي أن يداً كونية كبيرة تظهر في السماء.
جاء عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : (..... وكف تطلع من السماء من المحتوم), وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : (إمارة ذلك اليوم ، إن كفا من السماء مدلاة ينظر إليها الناس).. انه حدث كوني كبير غير مسبوق يبهر العقول ويجلب الأنظار، وقد أثبتت الجهود البحثية الأخيرة وفسرت لنا هذه العلامة وكيفية تكوينها ، وذلك عن طريق سديم (طاقة أو غازات ) تشكل هذه اليد الكونية الكبيرة ..
فقد نشرت موسوعة (ويكيبيديا) الانجليزية في الفترة الأخيرة خبراً يتحدث عن التقاط التلسكوب الفضائي (مرصد أشعة شاندرا السينية) التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لسديم يبدو على شكل يد سماوية ضخمة في الفضاء وقد دعمت الخبر بالصورة- ونشرت صورته, كذلك نشرت لقطات فيديو للسديم ويعزو العلماء هذا التشكل النادر والتراكيب المثيرة إلى نجم نيوتروني (بولسار) والذي يبعد عنا ١٧٠٠٠ سنة ضوئية تقريباً، وهو يدور حول نفسه بسرعة كبيرة ويقذف طاقة ضخمة في الفضاء مما سبب ظهور صورة هذه اليد الكونية الكبيرة ، علما بان هذه الصورة مشهورة جداً عند أنصار الرحلات عبر النجوم ..
اذاً : وبعيداً عن مصداقية الخبر وتوقيته، فان العلم الحديث ترجم لنا هذه العلامة وفسر لنا كيفية وقوعهاأيضا، وبعد ان كنا ننظر اليها على انها من الغيبيات، علماً بأننا لا نعتبر هذه العلامة قد تحققت حالياً، لأن علامات الظهور الكونية تأتي أهميتها من ارتباطها دلالة وأعلاماً وكشفاً وتنبيهاً لكل الناس وليس للمختصين في مجال الفلك فقط، حيث يحتاج إلى رؤيتها والتعرف عليها إلى بعض الإمكانيات المادية (كتلسكوب فضائي خاص جداً ) وهو غير متوفر لمعظم الناس، كذلك ان حدوثها في مكان بعيد جداً جداً عنا، بحيث لا يرى من قبل عموم الناس بالعين المجردة كما أشارت إليه الرواية الشريفة ( ينظر إليها الناس)، وبالتالي لا يصح أن يطلق على هذا الخبربأنه تحقق إحدى علامات الظهور، ولكننا نستفيد منه تفسيره لنا كيفية حدوث وتشكل هذه اليد الكونية الضخمة، والطريق المنطقي الطبيعي لتحقق إحدى علامات الظهور الغيبية في حال ظهرت للعيان امام جميع الناس، وهو المقصود.
ونلفت الانتباه الى ان الذي جاء بقلم الكاتب ليس الا نظرة تحليلية خاصة به لربط الاحداث العلمية بالروايات الشرعية, وهذا بحد ذاته ليس دليلاً يمكن الركون اليه, اثباتا في هذا المجال.