بحــوث ومقـالات للرد على ما يثار من تشكيكات وشبهات في العقيدة المهدوية من على شاشات الفضائيات المأجورة / فضائية (صفا) نموذجاً.
تحت الأضواء (فضائية صفا) في دائرة الضوء
أكذوبة السرداب
الشيخ حميد الوائلي
ان تلفيق التهم وتسقيط الآخر من أقدم المهن التي امتهنت من اجل تحقيق المكاسب على حساب الحقيقة والواقع.
فالمعروف ان الحقائق تثبت بنفسها, وتقدم عليها الأدلة لمن لا يؤمن بها فيذعن تبعاً للدليل.
لكن المستكبر يلوي عنق الحقيقة ويزيفها, بل ويتهم أصحابها بأقذر التهم وأسفهها لتسقيطهم أمام الآخر إذا عجز عن مقارعة دليلهم بالدليل.
وفي أول حالة حوار كوني جرى برزت نظرية تسقيط الآخر وتلفيق التهم له بديلاً عن الحوار الموزون وإتباع الأسس في اثبات الحقائق, فهذا ابليس اللعين يحاول اسقاط آدم عليه السلام من خلال الايحاء بانه خير منه وتصوير نفسه على انه أشرف وأعلى مرتبة من آدم عليه السلام, دون أن يعترف لآدم بقدراته الذاتية.
فهذه المحاولة منه جاءت لردم أفق الحوار وإسقاط الخصم الذي يمثل الحقيقة قبل أن يبين ما لديه.
وعلى هذا المنوال جرت سيرة اصحاب البدع والاهواء, فلكي تشرعن بدعهم وضلالاتهم وانحرافاتهم فإنهم يقومون بتسقيط الآخر وكيل التهم له وليس ببعيد عنا تأريخ الامويين الفاضح في إسقاط الحقيقة الاسلامية العلوية وتلفيق التهم لها من أجل إثبات ضلالهم وبدعهم أو على الاقل شرعنتها من خلال المقارنة.
ولاولئك السلف خلف طالح, ساروا على نهجهم واقتفوا أثرهم حذو القذة بالقذة.
والوقوف على ذلك ومعرفة تفاصيله لا يحتاج إلى جهد وبذل وسع.
وها قد أطل علينا من هؤلاء شيخ لم يرع حرمة نفسه وشيبته كي يرع حرمة الآخرين, من فضائية مفتضحة نتنَّ ريحها الطائفي أجواء الود والوئام, ليقذف في نفوس اهل الاسلام كذبة جديدة افتراها سلفه وساروا عليها.
إذ يقول متهكما من على منبر الباطل والضلال ان الشيعة سردبوا المهدي, وحرفوا القرآن, فضاع الثقلان.
أن كيل التهم بهذه الطريقة هي محاولة واضحة جداً وتؤكد ما تحدثنا من سيرة هؤلاء في طمس الحقائق من خلال القاء الشبه وكيل الاتهامات وتزوير الواقع وتزييف الحقائق.
ولكي نقف على حقيقة هذه الكذبة ونبين جذور هذا الافتراء نتحدث في ردها على شكل محاور:
المحور الاول: ما هو السرداب وما هي حقيقته؟
السرداب بيت يتخذ تحت الارض للوقاية من لفيح الحر, وهو أمر رائج في ذلك الزمان وقائم إلى الآن.
فلكي يتقي الناس حرارة الشمس ولهيبها فأنهم يصنعون السراديب, وينزلون فيها في أوقات الظهيرة, ليأمنوا حرارة الجو, وسامراء وغيرها من بلاد العراق يكثر فيها بناء السراديب لهذا الغرض, ويندر فيها بيت يخلو من سرداب, بل وجود السرداب في يومنا هذا مشهود للعيان في مدينة النجف الاشرف وغيرها من مدن العراق, هذا هو معنى السرداب وحقيقته.
المحور الثاني: اننا نجد ومن خلال أهم المصادر وأوثقها عند السلفية والوهابية انهم يؤمنون بالسرداب وبوجود شخص مغيب فيه ويكفرون من ينكره, حيث انهم يؤمنون بوجود الدجال وانه من الاحياء من قبل زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وانه غائب في سرداب الجزيرة ومكبل بالحديد والاغلال وان له دابة تخدمه وتتجسس لتنقل له الاخبار وقد التقى به تميم الداري ونقل خبره فرواه مسلم في صحيحه وجعله السلفية والوهابية عقيدة لهم يخرجون من لا يؤمن بها من الملة والدين ويكفرونه.
بل ليس لهم دجال واحد مسردب في الجزيرة انما يكثر عندهم المسردبون, فهذا ابن باز يفتي بوجود يأجوج ومأجوج على سطح الارض في بلاد الصين منذ زمن ذي القرنين إلى يومنا هذا وهم مسردبون محجوبون ممنوعون عن اللقاء بنا يعيشون أطول غيبة عرفتها البشرية.
لا مصلحة في وجودهم إلا الشر ولا يرجى من بقائهم خير, ويكفر من لا يؤمن بهم وبغيبتهم.
هذه هي الحقيقة التي أراد السلفية والوهابية دفع الناس عنها من خلال اختلاق كذبة السرداب واتهام الشيعة بها زوراً وبهتاناً فلكي يبعدوا انظار الناس عن حقيقة ما يعتقدون به قاموا بتلفيق التهم على شيعة أهل البيت عليهم السلام محاولة يائسة بائسة منهم في اظهار هذا المذهب واتباعه على انهم يعتقدون الخرافات وما يجانب العقل والواقع, وها قد تبين لك ان هؤلاء يعتقدون باكثر من مغيب وفي اكثر من سرداب ويكفرون من لا يعتقد به مع انه شر محض.
المحور الثالث: هل يوجد عندنا سرداب؟
وقد تبين مما سبق ان الشيعة من هذه الكذبة براء وهي عليهم محض افتراء وانهم لا يقولون بوجود الإمام المهدي عليه السلام في السرداب أو أنه يخرج عند ظهوره منه, بل هو عندهم حي موجود يعيش في البلاد دون ان يكون له مكان محدد, يحضر الموسم في كل عام يرى الناس ولا يرونه, وحين يظهر فانما يظهر من مكة المكرمة, وان السرداب عندهم لا يعدو كونه غرفة تحت الارض من البيت الذي كان يسكنه الإمام عليه السلام مع ابيه وعائلته, وقد سكنه من قبل جده الإمام الهادي عليه السلام, وانه لم يغب في السرداب, ولا يظهر منه, وانما غاب في بيته وبيت ابيه وجده.
وانه يكفي لبطلان اكذوبة السرداب وانها من أقبح المفتريات على الشيعة, الاختلاف الكبير الذي وقع بين من كذبها علينا بهتانا وزورا, فهذا ابن تيمية يفضح نفسه بنفسه من خلال ما يزعم ويفتري علينا في قضية السرداب إذ يقول إن الإمام باق في السرداب وان الشيعة يقيمون هناك ويضعون بغلة أو فرساً أو غير ذلك ليركبها الإمام عند خروجه وان الشيعة ينادون عليه بالخروج ويصيحون يا مولانا اخرج بل انه يدعي ان سبب جمع الشيعة بين الظهرين والمغربين انما هو لانتظار الشيعة الإمام عليه السلام عند السرداب فيؤخرون الظهر والعصر إلى قريب غروب الشمس فاذا يئسوا من ظهوره جمعوا بين الصلاتين وكذلك يفعلون في المغربين.
ويتابعه على ذلك محمد بن عبد الوهاب شيخ الوهابية إذ يقول ان الشيعة مرابطون عند السرداب ولا يصلّون خشية أن يخرج وهم في الصلاة وانهم ينادونه بأصوات عالية ويطلبون خروجه, وعلى هذا الكذب والافتراء جرت سيرة خلفهم, فلكي يغطوا على عقيدتهم في غيبة الدجال ويأجوج ومأجوج وسردبتهما اطلقوا هذه الكذبة وروجوا لهذا الافتراء.
ويكفي لرد هذا الافتراء واقع الشيعة المعاش فهذه بلدان الشيعة ودولهم رغم تسليط الاضواء عليها ومتابعة كل صغير وكبير صدر منها إلا انه لم يسجل أحد على الشيعة انهم يفعلون هذه الافعال عند السرداب لا قديماً ولا حديثاً, بل ان سامراء لا تصنف على انها مدينة شيعية حتى يفعل الشيعة فيها هذه الافعال.
ونحن نتحدى الجميع بأن يأتوا لنا بقول أو دليل واحد نقول به وندين الله على أساسه أن الإمام المهدي عليه السلام في السرداب وأن الشيعة يفعلون هذه الافعال عند السرداب وانه يخرج منه ولا يخرج من مكة المكرمة.
والخلاصة: اننا نقول ان هذه الكذبة المفتراة على الشيعة _في ان مهديهم يعيش في السرداب ويخرج منه وأن الشيعة يقومون بهذه الافعال عند هذا السرداب_ لا واقع لها ولا أصل, وان الشيعة لا يؤمنون بخروج المهدي عليه السلام أو بقائه في السرداب فضلاً عن غيبته فيه, وان اطلاق هذه الكذبة على أيدي السلفية والوهابية إنما هو لأجل التضليل ودفع الناس عن حقيقة سرداب الدجال ويأجوج ومأجوج الذي يصرح السلفية والوهابية بانهما غائبان فيه وسيخرجان منه فلكي يغطوا على هذه الخرافة والتي هي من أصول عقائدهم ويكفروا من لا يعتقد بها رموا الشيعة بهذا الاتهام وكذبوا عليهم جهاراً نهارا.