سلسلة من المقالات تسلط الضوء على حياة الفقهاء النواب للإمام المهدي القائم عليه السلام
من فقهائنا
آية الله روح الله الخميني قدس سره
من هو السيد الخميني قدس سره؟
هو السيد روح الله السيد مصطفى بن السيد احمد الموسوي, ولد في مدينة ((خمين)) من بلاد ايران عام ١٣٢٠هـ (١٩٠٠م), فوالده الجليل المرحوم السيد مصطفى الموسوي الذي كان معاصرا لآية الله العظمى الميرزا الشيرازي قدس سره, والذي اكمل دراسته في النجف الاشرف وعاد الى خمين فكان قبلة الناس هناك.. وقد خنق المستبدون الخونة صوت الحق في صدره بعد ان انتفض على ظلمهم, فاستشهدرحمه الله.
اما امه فهي السيدة هاجر بنت المرحوم الميرزا احمد وهو رجل ثورة وسياسة ايراني ,وكان من رجال الدين العلماء ومن الفلاسفة.
دراسته واساتذته قدس سره:
نهل السيد الخميني قدس سره علومه الدينية على يد نخبة من اساتذة الحوزة العلمية منهم:
-شقيقه الاكبر آية الله (بسنديده) قدس سره.
-السيد عبد الكريم الحائري قدس سره.
-السيد محمد تقي الخوانساري قدس سره.
-الشيخ عبد الكريم حائري يزدي قدس سره.
-السيد ابو الحسن رفيعي قزويني قدس سره.
-ميرزا محمد علي شاه آبادي قدس سره.
علمه ومرجعيته قدس سره:
بلغ رحمه الله درجة الاجتهاد في سن مبكرة. وقد انشأ قدس سره بحلول عام ١٣١٥هـ كيانا علميا واخلاقيا واصبح من ابرز المجتهدين والعلماء الكبار.
عكف سماحته رحمه الله سنين طويلة على تدريس العلوم الدينية والاخلاقية.. وتدريس المراحل العليا من علوم اهل البيت لفترة تقارب ١٤ سنة..
تلامذته قدس سره:
ينقل تلامذته قدس سره-أن دروسه التي كان يلقيها تعد من ارقى المناهج الدراسية في الحوزة, حيث كان يصل عدد طلابه في بعض الدورات الى ١٢٠٠ طالب, من بينهم بعض المجتهدين المعروفين في وقتنا الحاضر.
مؤلفاته قدس سره:
لسماحته قدس سره الكثير من المؤلفات منها على سبيل المثال لا الحصر:
تحرير الوسيلة وترجمته, الحكومة الاسلامية وولاية الفقيه, الجهاد اكبر مبارزة النفس, مناسك الحج, استفتاءات بثلاثة اجزاء, شرح دعاء السحر, شرح حديث رأس الجالوت, شرح حديث جنود العقل والجهل, مصباح الهداية الى الخلافة والولاية, الاربعين حديثا, سر الصلاة, الآداب المعنوية للصلاة, رسالة لقاء الله, كشف الاسرار, انوار الهداية في التعليقة على الكفاية, الرسائل العشرة, رسالة الاجتهاد والتقليد, مناهج الوصول الى علم الاصول, رسالة في التقية, رسالة تعليقة على العروة الوثقى, المكاسب المحرمة, وغيرها.
شخصيته وتأثيره قدس سره:
تسلم سماحته قدس سره الزعامة الدينية اثر وفاة المرجع آية الله العظمى السيد البروجردي قدس سره. كان الاثر ا لكبير في تحديد روح الجهاد والمقاومة, وهو لم يتوقف عن مواصلة الجهاد لحظة واحدة بالرغم من الصعاب التي واجهته.
السيد الخميني قدس سره والثورة الاسلامية قدس سره:
استمر السيد رحمه الله بحركته الاسلامية الثورية العلنية, حتى بعد ان تم ابعاده من ايران الى تركيا. وبعد ان توجه الى النجف الاشرف, ليستمر في قيادته لحركته.
وفي عام ١٩٧٨ توجه الى فرنسا ليكمل مسيرته من هناك, ومنها عاد ظافرا الى ارض وطنه عام ١٩٧٩, حيث أعلن انتصار ثورته.
لقد قام السيد الخميني قدس سره بتدريس اصول النظرية للحكومة الاسلامية عبر سلسلة دروس ((ولاية الفقيه او الحكومة الاسلامية)) تمهيدا لاقامة الحكومة الاسلامية.
وقد رفض السيد الخميني قدس سره بشدة أمر التشنيع من قبل الحكام الظالمين في ايران-آنذاك -على الدين ورجاله كذلك رفض ما ورد في دستور بلده من شرط كون المرشح للرئاسة غير مسلم.
وقد قاد لذلك انتفاضة مسلحة مستمرة أكدت ارتباطها الوثيق مع مصالح الامة الاسلامية ومواجهتها الشديدة للكيان الصهيوني, واحياء امر الامتيازات الاجنبية في بلاده, الامر الذي أدى الى اضطهاده وحتى اعتقاله ونفيه خارج البلاد. لكن النصر كان حليفه وافكاره اذ تحقق ما يريد, فوطأ أرض وطنه في فبراير عام ١٩٧٩, واستقبل من قبل شعبه استقبالا عظيما ورائعا, اعترفت به حتى وكالات الانباء المعادية وذكرت بأن عدد المستقبلين تراوح من ٤-٦ مليون شخص, مع العلم ان العدد يكبر ذلك بكثير, ثم صوتت الجماهير الايرانية عام ١٩٧٩ لصالح استقرار النظام الجمهوري الاسلامي والثورة الاسلامية بقيادة السيد الخميني قدس سره.
لقد استطاع سماحته قدس سره ان يطلع عدد اكبر من شعوب العالم على افكاره, وكانت خطاباته ونداءاته تحيي في القلوب الامل. واستطاع ان يسجل حضورا فاعلا قدس سره في جميع الميادين في القرن الماضي و ان يؤسس دولة اسلامية.
وبعد ان شن الساسة الغربيون هجوما حادا على الاسلام والمسلمين فجاء كتاب البذاءة والضلال «الآيات الشيطانية» لمؤلفه سيئ الصيت سلمان رشدي, ونشره على نطاق واسع بدعم رسمي من قبل الحكومات الغربية ليشكل حلقة شرسة من حلقات الغزو الثقافي. ففجر سماحة السيد الخميني قدس سره ثورته بإصدار فتوى بارتداد مؤلف الكتاب واعدامه مع الناشرين لكتابه, وقد صورت هذه القضية المجتمع الاسلامي راية واحدة.
من لطائف ما ينقل عنه قدس سره:
- بخصوص استشرافه قدس سره للمستقبل فقد ارسل رسالة الى الرئيس السوفياتي كورباتشوف يتنبأ فيها بنهاية الماركسية, وقد خاطب قدس سره كورباتشوف بأنه لابد -بعد الآن-من البحث عن الماركسية في متاحف ا لتاريخ.
-وعن التزامه بالمواعيد, فانه ينقل عنه قدس سره انه كان قد ارتبط مع احد الاشخاص بموعد عند الساعة التاسعة صباح اليوم التالي, ولكن جاءت المفاجأة في ذلك اليوم حيث توفى ولده السيد مصطفى قدس سره, حيث لابد ان ينشغل بمراسيم التشييع فالدفن, ولكنه رحمه الله لم يخرج الى هذا الامر حتى وقعت عينه على الرجل الذي ضرب معه الموعد وكلمه, بعد ذلك ذهب الى حيث المراسم.
وفاته رحمه الله:
ادخل السيد الخميني رحمه الله المستشفى بعد تدهور حالته ا لصحية, ولم تمنعه العمليات الجراحية العديدة الصعبة التي اجريت له, من اقامته نوافل الليل وتلاوة القرآن, حتى لبت روحه الطاهرة نداء ربها يوم ا لثالث من حزيران عام ١٩٨٩م.
وقد ضم مشهد تشييعه المهيب ملايين المشيعين, وكان حدثا تأريخيا قل نظيره. ولقد دفن جثمانه الشريف بالقرب من مقبرة جنة ا لزهراء, وله ضريح ومشهد معروف يزار.