تمهيدنا
قال تعالى: ((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ))
تؤكد الآية الكريمة ان استخلاف المستضعفين قد جرى به قلم القضاء, فأصبح من الميعاد والله لا يخلف الميعاد.
في هذه الأيام وفي ليلة النصف من شعبان ولد من به وعلى يديه يجري تحقيق وعد الاستخلاف.
_ ولد المهدي عليه السلام في ليلة ضاهت ليلة القدر في الاثر, فبها تقسم الارزاق وتغفر الذنوب وتكتب الآجال. فلابد لنا من أن نعطي لهذه الليلة استحقاقها لنحظى بفضيلتها ونكون محلاً لاثرها وليس ذلك إلا بإقامة سنّة الاحياء التي دأب عليها المؤمنون وحث عليها الشرع المقدس وجعلها من شعائر الله التي تقوي القلوب.
_ ولكي نجسد حالة الاحياء لابد ان نتأمل فيما ينبغي علينا فعله على مستوى الاعتقاد والعمل, فينبغي للمنتظرين أن تكون عقيدتهم في الإمام عليه السلام نابعةً مما قرره أهل البيت عليهم السلام وبينته كلمات العلماء,حتى تكون هذه العقيدة الدرع الواقي والحصن الحصين من الوقوع في الشبهات والانجراف مع التيارات المنحرفة.
-وعلى مستوى العمل ينبغي للمنتظر أن يمتثل أوامر الشرع المقدس, ويتحلى بفضائله, ويتخذ من اقوال أهل البيت عليهم السلام وافعال العلماء ناموساً يسير عليه, ليأمن به من مكائد الشيطان وهوى النفس, فيصبح المصداق الابرز لمحيي أمر أهل البيت عليهم السلام, فيتصف بسيماء الصالحين وأفضل عبادة المتعبدين ويكون من المخلصين وبه يفرج عن المؤمنين, تلك هي صفة المنتظرين كما جاءت على لسان أهل البيت عليهم السلام.
-فإحياء ليلة النصف من شعبان إحياءٌ للعقيدة الحقة والفكرة الناصعة والسلوك السوي والخلق الرفيع.
-إحياء ليلة النصف من شعبان إحياء لأمر الله وسعيٌ في تحقيق وعد الله وانتصار للمظلومين واستشراف لأنشودة المؤمنين.
-إحياء ليلة النصف من شعبان يتجسد في متابعة أمر الإمام عليه السلام بالركون إلى العلماء العظام والتمسك بهم, والأخذ عنهم, والدعاء لهم.
-فالإحياء بكلمة جامعة إحياء الدين, إحياء السعادة, إحياء المحبة, ونبذ الشرك والشقاوة والبغضاء.
- ولابد أن نستشعر وعلى الدوام وجود الإمام عليه السلام.
رئيس التحرير