قناديل شعبان
تهنئة سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني لمناسبة ولادة الامام الحجة بن الحسن العسكري عليه السلام
يمثل الخامس عشر من شعبان يوم الولادة السعيدة لقطب دائرة الإمكان وآخر خلفاء الله, حضرة بقية الله الأعظم الإمام الحجة بن الحسن عليه السلام.
وعندما ولد الإمام الحجة بن الحسن عليه السلام طفق ساجدا لله تعالى, وهو يقول: ((اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان أبي أمير المؤمنين ولي الله, ثم راح يعدد أسماء الأئمة المعصومين عليهم السلام واحدا واحدا, فلما بلغ اسمه هو عليه السلام.. هناك دعا ربه تعالى لتعجيل فرجه الشريف)).
ان الإمام العطوف الرؤوف, الحجة بن الحسن عليه السلام هو الوجود المقدس الذي سيملأ الله تعالى به الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا, فيما تتسع دائرة يمنه وكرمه وفضله لتشمل كل الارزاق والهبات التي يفيضها المولى الحق لعباده.
يقول الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام واصفا الفترة المريرة الحرجة التي يعيشها الشيعة ابان غيبته الشريفة: ((يغيب عن ابصار الناس شخصه, ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره)).
سوف يكون عصر ظهور الإمام عليه السلام الحاني على شيعته وعلى الانسانية جمعاء, عصرا حالما تتفيؤ ظلاله الهدوء والسكينة والامن والرفاه والطمأنينة, فيما سيحكم الارض ويهيمن على مقاليدها المذهب الحق الذي يريده الله تعالى ويرتضيه.
ان على الإنسانية جمعاء ان تدعو خاضعة خاشعة لظهور الإمام عليه السلام, سيما نحن الشيعة الذين نعيش ونؤمن بتفاصيل غيبته وظهوره بشكل أوسع واشمل من باقي المذاهب الإنسانية والدينية المتعددة.
ولذا فان علينا نحن الشيعة مسؤولية مضاعفة تتمثل بلزوم الإتيان بالاعمال الصالحة الحسنة؛ لأن الاعمال تعرض بشكل مفصل ودوري عليه عليه السلامفيسرّه العمل الصالح الجميل, ويسوؤه العمل الطالح القبيح؛ ما يلزمنا باقتفاء الاعمال الصالحة وترك الاعمال الطالحة وتجنبها لكي لا تحزن الإمام عليه السلام ولا تكدر عليه صفو عيشه, كما ولا بد ان نغتنم قراءة الادعية والزيارات ذات المداليل العالية والقيمة المعنوية النفيسة كزيارة آل ياسين ودعاء العهد.
يروى ان الإمام الحسن العسكري عليه السلام يخاطب ابنه الحجة بن الحسن عليه السلام قائلا: ((واعلم ان قلوب أهل الطاعة والإخلاص تنزع إليك كما تنزع الطير إلى أوكارها)).