كيف تطول السنون
في حكم الامام المهدي عليه السلام ؟
الدكتور: هاشم الموسوي
روى ابو بصير-كما جاء في الارشاد للشيخ المفيد-, عن ابي جعفر عليه السلام في حديث طويل انه قال: (اذا قام القائم عليه السلام سار الى الكوفة.
ولا يترك بدعة الا ازالها ولا سنة الا اقامها ويفتح القسطنطينية وجبال الديلم فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم هذه ثم يفعل الله ما يشاء, قال: قلت له جعلت فداك فكيف تطول السنون؟ قال: يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الايام لذلك والسنون, قال: قلت له: انهم يقولون: ان الفلك ان تغير فَسَد, قال: ذلك قول الزنادقة, فاما المسلمون فلا سبيل لهم الى ذلك, وقد شق الله القمر لنبيه عليه السلام ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون, واخبر بطول يوم القيامة وانه كألف سنة مما تعدون).
من خلال هذا الحديث وأحاديث اخرى للامام الباقر عليه السلام نستدل على ان لأحاديثه عليه السلام ميزة خاصة تقودنا الى معرفة ما يحدث عند ظهور القائم عليه السلام , ولم يأت هذا الحديث من فراغ, بل يتحدث علماء العصر الحديث كثيرا ويؤكد كلامهم علماء الفلك بأن حركة الكرة الارضية المحورية والشمسية كانت اسرع مما هي عليه الآن, اي ان عدد الساعات بين شروق الشمس وغروبها لا يتجاوز ثلث عدد الساعات ليومنا هذا, وان تلك السنين اقصر من سنيّنا.
ومن البديهي انه كلما كانت حركة محورية الارض سريعة كانت الايام قصيرة, وكذلك الحال في سرعة حركة الارض المدارية (حول الشمس) تكون السنون قصيرة ايضا, وهذا ماكان في غابر الأزمان. ولكن لم يبق الحال على ما كان, بل اخذت هاتان الحركتان بالتباطؤ حتى آلت الى ما نحن عليه الآن. وهذا ما يمكن عده ترجمة علمية على امكان اطالة السنين في دولة الامام المهدي عليه السلام من خلال تباطؤ هذه الحركة وزيادة ساعات اليوم فهذه العلاقة بين البطء والسرعة في الحركة المحورية هي المولد للطول والقصر في السنة.