آفاق مهدوية
الغيبة الصغرى التسمية والبداية
علي أسعد
ما هي الغيبة الصغرى: هي الفترة التي كان فيها المسلمون يتصلون بالإمام المهدي عليه السلام بواسطة نواب عينهم ليكونوا مراجع للمسلمين في حل مشاكلهم وقضاء حوائجهم.
التسمية: سميت الغيبة بهذا الإسم لغياب الإمام عليه السلام أوعدم ظهوره بين الناس. ولأن فيها نواباً خاصين للإمام عليه السلام وأنها انتهت بوفاة الرابع منهم.
عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (ان لصاحب هذا الامر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل).
وقد اسماها الشيخ المفيد قدس سره بالغيبة القصرى, قال في الارشاد: (فأما القصرى منها فمنذ وقت مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته وانعدام السفراء بالوفاة).
بداية الغيبة الصغرى: ولم يتفق الباحثون في بداية وقوعها ولهم في ذلك رأيان:
الأول: ما يقوله الشيخ المفيد من انها بدأت منذ ولد عليه السلام , وعليه الشيخ الطبرسي حيث يقول: (فكانت الغيبة الصغرى اربعاً وسبعين سنة ثم وقعت الغيبة الكبرى) وعلى هذا الرأي بعض المتأخرين حيث عدوا بدايتها منذ ولادة الإمام عليه السلام فتكون مدتها اربعا وسبعين عاماً.
الثاني: وعليه اكثر الباحثين, حيث يعتبرون بدايتها منذ وفاة الإمام العسكري عليه السلام وتولي الإمام المهدي مقاليد الامامة, وبذلك تكون مدتها ٦٩ عاماً ويستندون بذلك إلى ادلة هي:
١. ان الإمام العسكري عليه السلام كان يري ولده إلى خواص اصحابه في هذه الفترة.
٢. ان الإمام المهدي عليه السلام لم يكن متقلداً مسؤولية الامامة ولم يتربع على كرسي الخلافة الالهية وانما تولاها بعد ابيه, والتحدث عنه باعتباره اماماً مفترض الطاعة في عهد إمامته.
٣. تشهد الوقائع التاريخية ان الإمام المهدي عليه السلام في حياة ابيه العسكري لم يوقع اي توقيع ولم يصدر أي أمر إلا بعد وفاته حيث قابل وفد القميين ونصب لهم سفيراً من قبله ورد على اسئلتهم وذلك دليل على قيامه عليه السلام بمهام الامامة.
٤. لما كانت الصفة اللازمة لهذه الفترة هي قيام السفراء والنواب الاربعة فقد انهى الإمام المهدي عليه السلام هذه الفترة برسالته إلى سفيره الرابع السمري بان (لا توص لاحد من بعدك) وهذا دليل الملازمة بين تعيين الاول وانهاء لفترة الرابع.