تمهيدنا
*جاذبية اية فكرة ولمعانها وشدة بريقها يعتمد بشكل كبير على كيفية تقديمها للاخرين.
*فبمقدار ما يمتلك المؤمن بتلك الفكرة من قدرة على ايصال ما تحمله فكرته من مضامين عالية ومفاهيم راقية وامكانات لتحقيق الاماني والتطلعات, يكون انجذاب الاخر لها وتأثره بها, وهذا ما يمكن ان نسميه بنحو من الانحاء, الخطاب.
*وفي الشريعة الاسلامية يجد المتتبع انها اولت اهتماما بهذا الجانب بشكل كبير فحثت على ابراز مفاهيم الشريعة ومقاصدها بشكل يجذب الاخر ويقرّبه دونما الشكل والطريقة التي تنفره وتبعده, فجعلت الاهمية في الجذب والشد للاسلوب وطريقة الافهام من خلال الخطاب, مع ان المضمون واحد. فنهت عن اتباع اساليب تؤدي الى ان ينفضّ الناس من حول الملقي, وليس ذلك التأكيد والاهتمام بجانب الخطاب الا استشعارا من المشّرع الاسلامي بأهمية دوره الريادي.
*اما في القضية المهدوية فان الخطاب له جوانب متعددة, لتعدد مفردات هذه القضية وقدرتها بما تحمله من مضامين راقية ذات قدرة وجاذبية عاليتين على اختزال الاماني والطموحات في بوتقة مفاهيمها.
وبمقدار سمو هذه المضامين- من العدل, السعادة, الحرية, احقاق الحق, تحقيق الرفاهيه العالمية, ونشر العلم والثقافة, وغيرها- ينبغي ان يسمو الخطاب المهدوي ليصل صداه اسماع جميع المؤمنين بهذه المبادئ.
*اذ بمقدار حسن ادائنا وانتقائنا للخطاب المهدوي الناجح-في زمن ازمة الخطاب-نكون قد ادينا بعض ما علينا وكنا عنصر جذب للمهدوية ..لا العكس.
رئيس التحرير