معالم دولة العدل والقائمين بها من كلام سيد الوصيين عليه السلام
احمد راسم النفيس
ان البشرية عامة والأمة الإسلامية خاصة تتحرك نحو هدفها الموعود وفردوسها المفقود, والذي لم يأت بعد في دولة العدل الإلهي حيث تعود الامور إلى نصابها ويحق الله الحق بكلماته فتقام دولة خاتم الأوصياء, ولي الله محمد بن الحسن المهدي عليه السلام, ولو كره الكافرون.
والأمر عندها سيكون تصديقاً لكلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في نهجه والتي تبين ان الله سبحانه وتعالى سيجمع أصحاب الإمام المهدي عليه السلام كما تجتمع قزع الخريف, يؤلف الله بينهم ثم يجعلهم ركاماً كركام السحاب, ثم يفتح لهم أبواباً يسيلون من مستثارهم كسيل الجنتين حيث لم تسلم عليه قاره, ولم تثبت عليه اكمه, ولم يرد سننه رص طود, ولا حدب أرض, يذعذعهم الله في بطون اوديته, ثم يسلكهم ينابيع في الارض, يأخذ بهم من قوم حقوق قوم, ويمكّن لقوم في ديار قوم, وانه ليذوبن الظالمون في أيدي اولئك الصالحين كما تذوب الالية على النار.
فلا يظهر حينها إلا الحق ولا يبقى إلا العدل.
وفي كلامه السديد يؤكد عليه السلام عطف الدنيا على آل بيت النبوة عليهم السلام بعد شماسها عطف الضروس على ولدها, وذلك مصداقاً لقوله تعالى: ((وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ)).
وفي شذرة من شذرات نهجه يورد الإمام عليه السلام معالم تلك الدولة _دولة العدل_ ويفصح انها آتية _لا ريب_ في غدٍ الذي لا محالة سيأتي _وان من يدير هذه الدولة هو ولي الامر صاحب الزمان عليه السلام.
يديرها بعمال من غير ما الف الناس من عمال, وان الله يأتي بقوم صالحين يملؤونها قسطاً وعدلاً, فتخرج له الأرض حينها افاذيذ كبدها, وتلقي اليه سلم مقاليدها جزاءً لعدل السيرة.
وفي طي كلامه المضيء يوضح سيد الوصيين ان الله يظهر اولئك الصالحين على الظالمين لظلمهم واجتماعهم على باطلهم, واستبعادهم لذوي الحقوق عن حقوقهم.
ودلالة القسم عنده عليه السلام جلية _وانه لقسم لو تعلمون عظيم_ انه مهما بلغ ظلم الظالمين, وجور الحاكمين, وحتى لو بلغ الامر أن فرق أولئك الجائرون الناس تحت كل حجر, ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك الارض رجل من سلالته عليه السلام, يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً.
إذن هي حركة لا تنتهي حتى تحقيق العدالة بين البشر في أبعادها الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية والسياسية. والعاقبة للمتقين