دولة الامام المهدي عليه السلام
اعداد محمد حسن عبد
اذا توجهنا صوب دولة الامام عليه السلام, واعددنا لها شيئا من اهتمام لندرسها, نجد انها دولة السماء في الارض, وانها افضل دول العالم على الاطلاق ومنذ ان خلق الله تعالى آدم عليه السلام.
فقد وصفتها وصورتها احاديث الخاتم والعترة الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم بأنها: يتبدل فيها الخوف أمنا, والفقر غنى, والحزن سرورا, والجحيم نعيما, والظلم عدلا, والجهل علما, والفساد صلاحا, والضعف قوة, والذبول نضارة.. ويكون فيها كل الخيرات, والخيرات كلها.
وهنا لا بد ان نشير الى غيض من فيض سمات تلك الدولة السامية..
فنظام دولة الامام المهدي عليه السلام, نظام فريد من نوعه, قمة في سموه, موفق في جميع المجالات, متقن في جميع المهمات.
نعم فهو نظام يقوده امام معصوم, لا زلل فيه ولا خطل, متصل برب السماء, وملهم بأصح الآراء, يؤيده روح القدس والروح الامين, ويرافقه ملائكة الله المقربون.
اما قضاؤها فقضاء عادل حق, يصيب كبد الحقيقة, فأنه يقضى ويحكم بعلم الامام عليه السلام, وبما يلهمه الله تعالى, المطلع على الحقائق والضمائر, والواقف على جميع الافعال في الظواهر والسرائر.
ومن الثابت انه عليه السلام يقضي بعلمه الالهي وتوسّمه الرباني, فيعطي كل نفس حقها من غير حاجة الى انتظار الشهود او وسائل الاثبات.
اما عن ثقافتها.. فان فيها تبلغ الحضارة العلمية والكيان الثقافي القمة, وتصل الى اعلى مرتبة.. حتى تكتمل عقول العباد, وتبلغ معالى السداد.
ففي ظل دولة الامام المهدي عليه السلام يستضيء المؤمنون بنور العلم الاكمل, ويعطون العرفان الافضل.
اما اهم العروق الحيوية للتعايش, اي الجانب الاقتصادي وبجميع انحائه من تجارة وصناعة ومصادر مالية. فهي بمعناها الصحيح, ومستواها الرفيع, ومحتواها الخالي من المشاكل والمستجمع للفضائل, لا تكون الا في دولة الامام المهدي عليه السلام.
فهو عليه السلام يملأ قلوب الناس غنى ويسعهم عدلا, الى حد أن يطاف بالمال في اهل الحواء. فلا يوجد احد يقبله.
وليس حال الزراعة-وهي من اعظم اركان الحياة في كل ذي روح وحياة, فهي أقواته ومآكله في غذائه ودوائه, في سفره وحضره, صغره وكبره, فليس هذا الركن بمناى عن اركان دولة المهدي عليه السلام من حيث التطور والكمال اذ تبلغ فيها بركات الارض والسماء الغاية والنهاية, ويعيش الناس فيها العيش الرغيد السعيد.
اذن هي دولة يظهر فيها ارقى العمران, وتتجلى فيها كرامة الانسان.