من يحكم بعد الإمام المهدي عليه السلام؟
الشيخ خليل رزق
أن في من يحكم بعد المهدي عليه السلام احتمالات اقواها ان يكون المعصوم هو الحاكم.
تتفق الروايات على مبدأ انتهاء عمر الإمام المهدي عليه السلام وعدم بقائه، فبعد قيامه عليه السلام بالمهمة الإلهية التي ادخره الله لها, ستعود حياته لتتخذ شكلها الطبيعي ثم تنتهي في أمر معين, كما كتب الله ذلك لكل نفس انسانية, ولكن تبقى دولته مستمرة الى فترة من الزمن حتى قيام الساعة. وهذه الدولة بحاجة الى القيادة الحكيمة.
وهناك احتمالان يُطرحان عند الحديث عن الشخصية الحاكمة بعد الإمام المهدي عليه السلام:
الأول: هو استمرار القيادة المهدوية من خلال خلفاء وأوصياء يسيرون على نهج المهدي عليه السلام ويكون تعيينهم مشابهاً لتعيين أمر القيادة في عصر الغيب ة الكبرى.
الثاني: استمرار القيادة من خلال المعصومين انفسهم وذلك بما دلّت عليه الروايات في مسألة رجعة المعصومين عليهم السلام المتسالم عليها عند الشيعة.
وهذان الاحتمالان مبنيان على القول باستمرارية الدولة الإسلامية بعد رحيل الإمام المهدي عليه السلام عن هذه الدنيا.
وهناك في مقابل هذين الاحتمالين ما يعارضهما وهو القول بأنه مع انتهاء حياة المهدي عليه السلام لن تبقى الدنيا بل سيعقب ذلك قيام الساعة.
وفي محاكمة لكلا الاحتمالين نجد ان كليهما مما أيدته الروايات, لكن دلالة الروايات على الاحتمال الثاني وهو استمرار القيادة من خلال المعصومين عليهم السلام أنفسهم اقوى من دلالتها على الاحتمال الأول.
ويضاف الى ذلك ان دولة المهدي عليه السلام هي اخر دولة اسلامية تحكم هذا العالم, وبالنظر الى مواصفات وخصائص هذه الدولة يقوى الاحتمال ان هذه الدولة لا يمكن بقاؤها ولا قيادتها ولا استمرارها على نفس النهج والقاعدة التي اسسها الامام المهدي عليه السلام الا من خلال شخص المعصومين أنفسهم ولا يستطيع أحد مهما بلغت قدراته ومواصفاته القيادية ان يتحمل عبء هذه المسؤولية في ادارة شؤون هذه الدولة. ويؤيّد ذلك ما تذكره الروايات في قضية الرجعة التي تنص بوضوح على رجوع أئمة أهل البيت عليهم السلام.