في أروقة المكتبة المهدوية
قراءة في كتاب الإمام المهدي عليه السلام والظواهر القرآنية
لمؤلفه سماحة الشيخ محمد السند
اعداد: محمد الخاقاني
يقع الكتاب في طبعته الاولى سنة ١٤٣١هـ. في ٣٤١ صفحة من القطع الوزيري. وهو من اصدار وتقديم وتحقيق مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام-النجف الاشرف.
الكتاب كما يقول عنه مؤلفه هو دراسة تستعرض الحركات الاصلاحية عبر التاريخ من خلال الرؤية القرآنية وتقارنها مع حركة الإمام المهدي عليه السلام.
يتحدث الكتاب بعد التمهيد عن سبعة ظواهر أو حركات من حركات الانبياء والصالحين والمصلحين، وهي على التوالي:
الإمام المهدي عليه السلام والنبي موسى عليه السلام. الإمام المهدي عليه السلام والنبي يوسف عليه السلام. الإمام المهدي عليه السلام والخضر عليه السلام. الإمام المهدي عليه السلام وذو القرنين. الإمام المهدي عليه السلام والنبي عيسى عليه السلام. الإمام المهدي عليه السلام وهجرة الانبياء عليهم السلام وغيبتهم.
جاء في مقدمة المركز: ان المنهج العقلي في ارفاد الفكر الانساني ثقافيا وعقائديا وسلوكيا وان كان صحيحا وضروريا إلا ان قاعدة الاستقطاب عنده محدودة إلا للثلة القليلة من الناس. وهذه لا تشكل اساسا اجتماعيا عريضا، ومع ذلك فقد دعى القرآن إلى هذا المنهج، إلا انه لم يكتف به، بل استخدم اساليب أجدى نفعا واكثر شمولية، فبدلا من تحميل الفكرة على الذات الانسانية من خلال استعمال القياسات المنطقية والارسطية، فقد بادر القرآن إلى استنطاق الوجدان الانساني ومحاولة خلق الفكرة في الذات الانسانية عبر فتح المنافذ لتحرك الوجدان وتعبيد الطرق من اجل بيان المسار الصحيح، فلا يبقى للانسان إلا الالتفات إلى نداء الوجدان ليرى الحقيقة ساطعة امامه سطوع الشمس في رابعة النهار، فان الوصول والانفتاح إلى عالم الوجدان اسرع وايسر من الوصول إلى عالم العقول والاستنتاجات الارسطية التي تكبو وتنحرف في مقدماتها بتأثير العقل الجمعي ومحاكات الاخرين، ولهذا فقد اكثر القرآن من استعمال هذا الاسلوب لأنه من انجع الاساليب في استحكام العقيدة في النفوس البشرية.
ومن هنا يمكن ان ننفتح على العقيدة المهدوية وكيفية الاستدلال عليها من القرآن الكريم.
وقد اعتمد المؤلف لذلك نموذجا من القرآن الكريم بين من خلاله تطلع بني اسرائيل وانتظارهم للنبي موسى عليه السلام كنبي وامام منج ومصلح، حيث قال تعالى: (وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ...).
وهكذا يستمر المؤلف في كتابه بتقديم صور من اروع صور المنهج الوجداني في القرآن الكريم من خلال بحثه في الظواهر القرآنية مقارنا بين الإمام المهدي عليه السلام والانبياء عليهم السلام والصالحين، وقد استطاع من خلال ذلك ان يحكم رباط الايات القرآنية بعضها ببعض مع استجلاء واستكشاف من التأريخ والمأثور الديني الروائي لتكوين صياغة استدلالية وجدانية رائعة تبين العقيدة المهدوية، وانها امر قد تصادقت وتعارفت عليه الامم السابقة.