الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ١٨/ ذي القعدة/١٤٣١هـ » صفات المجتمع الذي يريده صاحب الزمان
العدد: ١٨/ ذي القعدة/١٤٣١ه

المقالات صفات المجتمع الذي يريده صاحب الزمان

القسم القسم: العدد: ١٨/ ذي القعدة/١٤٣١هـ الشخص الكاتب: الشيخ علي الدهنين التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/٠٩ المشاهدات المشاهدات: ٦٠٧١ التعليقات التعليقات: ٠

في حديثه عن: صفات المجتمع الذي يريده صاحب الزمان عليه السلام

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلامقال الشيخ علي الدهنين:

إن الظهور المبارك للمخلص العالمي حتمي الوقوع، ومعنى حتميته أنه لابد من حصول اليوم الذي تنتظر فيه البشرية خلاصها، على يد مفرج كرب المؤمنين الإمام المهدي عليه السلام

  تمحورت هذه  المحاضرة  بثلاثة محاور هي:

١-حتمية قضية المهدي عليه السلام.

٢-المهدي عليه السلام يمثل المصداق الابرز للاستضعاف.

٣-المنح الالهية للمستضعفين في الدولة المهدوية.

افتتح الشيخ محاضرته  بقوله تعالى:   (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).

 واليك موجز المحاضرة:

القرآن بكل وضوح يخبر عن القضية المهدوية,  هذه القضية التي تمثل  منعطفاً تاريخياً في حياة البشرية، ولها أهمية تكمن في أنها تحقق العدل الكوني في هذا الوجود.   ولعل أبرز شاهد على ذلك الآية الكريمة السابقة، ففي هذه الآية عرضٌ موجز لقضية الامام المهدي عليه السلام، وأهم الجوانب المرتبطة بها، والتي منها:

الجانب الأول: حتمية قضية المهدي عليه السلام:

إن الظهور المبارك للمخلص العالمي  حتمي الوقوع، ومعنى حتميته أنه لابد من حصول اليوم الذي تنتظر فيه البشرية خلاصها، على يد مفرج كرب المؤمنين الإمام المهدي عليه السلام,  ويتضح هذا المعنى في الآية جلياً عند قوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ)  لأن الإرادة هنا إرادة حتمية، بدليل أنها جاءت ضمن كلام الله تعالى  في معرض المنّ و التكرم على عباده المستضعفين، وهو منه وعدٌ، يقطعه على نفسه و (انَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ).

ويدل على حتمية وقوعه إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم الوارد من الفريقين؛ ومن مصادر العامة ما ورد:

  ففي سنن أبي داود: (لولم يبق من الدهر إلا يوم  لبعث الله رجلاً من أهل بيتي، يملأها عدلاً كما مُلئت جوراً).  

ومسند أحمد: (لا تقوم الساعة، حتى يلي رجل من أهل بيتي، يُواطئ اسمه اسمي).  

ومنتخب الأثر: (القائم من ولدي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، وشمائله شمائلي، وسنته سنتي، يقيم الناس على ملتي وشريعتي، ويدعوهم إلى كتاب ربي عز وجل، من أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني، ومن كذبه فقد كذبني، ومن صدقه فقد صدقني، إلى الله أشكو المكذبين لي في أمره، والجاحدين لقولي في شأنه، والمضلين لأمتي عن طريقته (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).  

وابن حجر: (يحل بأمتي في آخر الزمان بلاءٌ شديد من سلاطينهم، لم يُسمع بلاءٌ أشد منه، حتى لا يجد الرجل ملجأً، فيبعث الله رجلاً من عترتي أهل بيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يحبه ساكن الأرض وساكن السماء، وترسل السماء قطرها وتخرج الأرض نباتها، لا تمسك فيها شيئاً سبع سنين أو ثمانياً أو تسعاً، يتمنى الأحياء الأموات، مما صنع الله بأهل الأرض من خيره)

وما ورد في المصادر الإسلامية  في هذا الخصوص  أكثر من أن يحصى في هذه العجالة.

 الجانب الثاني: المهدي يمثل المصداق الأبرز للاستضعاف على وجه الأرض.

إن الإرادة الحتمية التي جاءت لتبشر بالفرج الأعظم، تخص شريحة معينة من المجتمع الإنساني، فهي وإن كانت تتضمن فرجاً شاملاً وعدلاً عاماً، إلا أن الآية تخبر أن ذلك التفضل و التكرم من الله، على أمة من الأمم الإنسانية وليس على البشرية كافة، وهذه الأمة  هم (الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) ولا يعني انطباق مفهوم الاستضعاف على كثيرين أن كل هؤلاء معنيون بالآية، بل السياق يضيق الدائرة ويحصرها في شخصية المنتظر المؤمل عليه السلام، لأن سلطته الظاهرية قد سُلبت منه، وان حقه الذي منحه الله له غُصب، كما أن شيعته المحروم من الاتصال بهم عاشوا أشد ألوان الاضطهاد والظلم من طواغيت الدهر.

وكما يمثل الحجة ابن الحسن عليه السلام أبرز مصاديق الاستضعاف على وجه الأرض، فإن آباءه وأجداده يمثلون تلك المرتبة من الاستضعاف؛ ولذا روي عن نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم (أنتم المستضعفون بعدي)  مشيراً إلى أمير المؤمنين والذرية الطاهرة عليهم السلام.

الجانب الثالث: المنح الإلهية للمستضعفين في الدولة المهدية.

التعبير ب(نمُنَّ) معناه أننا نريد أن نمنح الهبات والنعم لتلك الفئة المستضعفة، وقد ذكرت هذه الآية جملة من  المنح ومنها:

١- (نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) إن التاريخ الذي عاشه أهل البيتعليهم السلام، لم يكتب لهم أن يمارسوا دورهم القيادي على المستوى العالمي، بل انهم  مروا بمراحل جعلتهم يخفون هويتهم ودورهم القيادي، لكن الله أدخر لهم يوماً بشرهم فيه، أنه سيظهرهم أمام العالم قادة للخلق وسادة عليهم.

٢- (وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) وقبالة حرمانهم دورهم القيادي وغيره، فقد سلبت منهم حقوقهم التي وهبها الله لهم، حيث  كانت الأرض بيد طواغيت العالم يديرونها ويتقاسمونها كيف شاؤوا، إلا أن هذا الأمر مؤقت زماناً؛ لأن الله آل على نفسه أن ينصر المحرومين ويعين المستضعفين، فكتب أن الأرض مورثتهم، وكنوزها وما تخفيه بيدهم.

وضمن محاضرته  عرج المحاضر على مسألة مهمة لها اكبر العلاقة بقضية الإمام المهدي عليه السلام بل هي منها ملازمة لها, اذ اوضح 

 ان   قضية المهدي عليه السلام تبين   قضية مهمة مرتبطة بها، وهي مسألة الانتظار وعدم استعجال ظهوره عليه السلام؛ لأن مضمون الانتظار هو الاعتقاد بأن خروج الإمام المهدي عليه السلام مرهون بالوقت الذي نستشعر فيه حاجتنا الماسة له، والاستعجال بظهوره يجر إلى عواقب غير حميدة.

  ولابد أن يكون ارتباطنا بالإمام المعصوم عليه السلام  ارتباطاً متيناً وعقيدتنا به راسخة, وارتباطنا بحيثيات قضيته  قوياً,  بحيث لو أن الإمام قتل جميع الخلق، فإنه لا يجوز لنا أن نعترض عليه، فيلاحظ كل منا فيما تحبه نفسه وما تهواه، فقد شاهدنا بأنفسنا من يشتري بيوتاً مغصوبة وموقوفة في بعض البلدان؛  ولا نجد ما يردعهم، وما ذلك إلا لضعف الإيمان الذي يكون سبباً في ضعف الارتباط بالشريعة.

فماذا سيفعل أمثال هؤلاء؟ لو خرج الإمام عليه السلام وطالبهم أن يتركوا  منازلهم  هذه  و يخلوها من جهة أنها ملك للغير، فلا يجوز التصرف والسكنى فيها. هل هم مستعدون أن يتنازلوا أم سيعترضون على حكم الإمام عليه السلام ؟.

 وأخيرا فقد اختتم الشيخ محاضرته ليبين  مميزات المجتمع الذي يريده الإمام المنتظر عليه السلام, فقال:

   ان المجتمع الذي يريده الإمام  بالاضافة إلى  انه يجب أن يكون منصاعاً لأوامره، يجب ان يكون مسلما لما يقوله ويفعله غير معترض عليه، ويرى أنه يملك مستوى أعلى في الفهم من الإمام عليه السلام ، وكي يصل المجتمع إلى ما يريده الإمام عليه السلام يحتاج أن يمر أفراده بمراحل تمحيصية من خلال مجموعة من امتحانات. واختبارات وتطبيقات عملية ومنها الاتيان بخير الاعمال, لان الاعمال السيئة هي التي تحول بيننا وبين امامنا.

 ومنها  الدعاء, لما لاهمية الدعاء للغير كما يقول الامام عليه السلام, (لولا استغفار بعضكم لبعض لهلكتم),  نظير استغفار المؤمنين بعضهم لبعض بعد الصلاة، وتكمن أهمية الاستغفار بهذا الأسلوب لأنه ورد عنهم عليه السلام (ادعني بلسانٍ لم تعصني به)  فالدعاء الفردي قد يستجاب له وقد لا يستجاب، ولكن الدعوة مع المؤمنين فيها احتمال الإستجابه أكثر، إذ لعل فيهم من هو كفؤٌ للمغفرة.

ولقد كان الإمام الرضا عليه السلام في يوم عرفة يدعو للمؤمنين كافة، من زوال الشمس إلى غروبها، فسأله أحدهم وقال له: سيدي، هذا يوم عرفة يوم عظيم يوم يستجاب فيه الدعاء، فما رأيتك دعوت لنفسك و لا دعوة واحدة، فقال له الإمام عليه السلام: ياهذا إذا دعوت لنفسي تكتب لي دعوة واحدة، فإن دعوت لأخواني المؤمنين فكل دعوة تكتب بمئة دعوة؛ فان  الإمام عليه السلام يعني  من قوله ذلك أن الدعاء الفردي نتاجه استجابة دعوة واحدة، بينما الدعاء للغير يثمر قضاء مئة حاجة.

   أن المجتمع الموالي الذي تجد للمحبة و التآلف بين أفراده مجتمع يسُر الإمام عليه السلام لأن مجتمعاً كهذا كفيل أن يرغم أنوف أعداء أهل البيتعليهم السلام, اعداء الدين.

 والواقع أن الأئمة عليهم السلام يهدفون من ذلك، إيجاد مجتمع متآلف متحاب، و يهتمون بتكوين ذلك المجتمع أشد الاهتمام، وبتحقيق التآلف حتى يخرج الإمام عليه السلام ويجدنا له إن شاء الله، شيعة أكفاء.

 نرجو من الله أن نكون  من افراد ذلك المجتمع  الذي يرومه الامام عليه السلام ومن رجالات تلك الدولة الحقيقية الشرعية الإلهية التي يكون قائدها الإمام صاحب العصر والزمان عليه السلام.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء