اسس الاعتقاد بالمهدوية
السيد مسعود بور
ان للقضية المهدوية ابعادا عديدة, عقائدية, تاريخية, ونفسية, وتربوية واجتماعية . وان البعد العقائدي هو الذي يوفق بين جميع هذه الابعاد. والحديث في هذا البعد يأتي في بابين: -
١- الامامة وضرورتها:
وهو ان الناس كما هم في امّس الحاجة الى الوحي والرسالة, فهم كذلك بحاجة الى الامام المعصوم. وان هذا الاضطرار والحاجة الملحة يمكن الاستدلال على اثباتها من طرق عديدة, منها: -
أ- اهداف الحكومة الاسلامية: والتي لا تنحصر بتوفير الحرية والامن والرفاه, بل تتعداها الى تحقيق اهداف سامية لهداية الانسان وتكامله في جميع المجالات, ولا يتيسر ذلك الا بامامة انسان معصوم منصوب من قبل الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
ب- حدود الحكومة الاسلامية: وهي حكومة لا تتحدد بسنين معدودة من سني الدنيا, بل انها حكومة تتماشى مع الكون والنظام الكوني للعالم, بما للانسان من استمرارية واتصال مع المجتمع ومع النظام الكوني باسره, وهو بهذه الاستمرارية وهذا الاتصال بحاجة الى تشكيل حكومة تتماشى مع هذا النظام, وهو بحاجة ايضا الى حاكم عالم بهذا النظام وقوانينه.
وبهذه الرؤية الواسعة والرفيعة يكون للامام عليه السلام لدى المؤمنين معنى وروح ومفهوم, وتكون الضرورة اليه عليه السلام اكثر الحاحاً.
٢- الامامة وشؤونها:
ومن هذه الشؤون قيادة الامة والمجتمع المسلم, فالامامة هي عبارة عن النهج السياسي من اجل ادارة شؤون المجتمع.وهذا النهج يجب ان يكون مستمرا على طول خط وجود المجتمع وحاجته إلى الادارة.