الشاك في الامام المهدي عليه السلام
الشيخ ابن ابي زينب النعماني/ صاحب كتاب الغيبة
ورد عن حمران بن أعين, أنه قال:
( وصف لأبي عبد الله عليه السلام رجلاً يتولى أمير المؤمنين عليه السلام, ويتبرأ من عدوه, ويقول كل شيء يقوله: إلا أنه يقول: إنهم اختلفوا فيما بينهم وهم الائمة القادة ولست أدري أيهم الإمام, واذا اجتمعوا على رجل واحد أخذنا بقوله, وقد عرفت أن الأمر فيهم رحمهم الله جميعاً. فقال: إن مات هذا مات ميتة جاهلية).
فليتأمل متأمل من ذوي الألباب والعقول والمعتقدين لولاية الأئمة من أهل البيت عليهم السلام هذا المنقول عن أبي عبد الله عليه السلام, فيمن شك في واحد من الائمة عليهم السلام, أو بات ليلة لا يعرف فيها إمامه, ونسبته إياه إلى الكفر والنفاق والشرك, وأنه إن مات على ذلك مات ميتة جاهلية نعوذ بالله منها, وقوله في حديث آخر: إن من أنكر واحداً من الأحياء فقد أنكر الأموات.
ولينظر ناظر بمن يأتم, ولا تغويه الأباطيل والزخارف ويميل به الهوى عن طريق الحق فإن من مال به الهوى هوى وانكسر انكساراً لا انجبار له, وليعلم لمن يقلد في دينه, ومن يكون سفيره بينه وبين خالقه فإنه واحد, ومن سواه شياطين مبطلون مغرون فاتنون كما قال الله عز وجل: (( شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا)).
أعاذنا الله وإخواننا من الزيغ عن الحق, والنكوب عن الهدى, والاقتحام في غمرات الضلالة والردى, بإحسانه إنه كان بالمؤمنين رحيماً.